الجمعة
2024/03/29
آخر تحديث
الخميس 28 مارس 2024

هل الشحن السريع مضرّ؟ ست حقائق تهمك معرفتها عن بطارية هاتفك

6 يناير 2020 الساعة 09 و07 دقيقة
هل الشحن السريع مضرّ؟ ست حقائق تهمك معرفتها عن بطارية هاتفك
طباعة

يعتبر عمر البطارية من أكثر الأمور التي تثير اهتمام مالكي الهواتف، وتمثل البطارية التي يمكن أن تدوم يوما كاملا ميزة رئيسية يتطلع إليها أي مشتر للهاتف، بعد قياس الشاشة، وفقا لموقع سي نت المعني بشؤون التقنية.

ووفقا لدراسة أجراها موقع كانتار وورلد بانل في الربع الثالث من العام الماضي بشأن اتجاهات شراء واستخدام الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية والأجهزة الملبوسة، فإن بطارية الهاتف كانت أكثر أهمية عند المستخدمين حتى من الكاميرا الممتازة، والاهتمام ذاته بعمر البطارية ينطبق على مدى دورة حياة الجهاز.

وتاليا ست حقائق مهمة يجب على كل مالك هاتف معرفتها بشأن بطارية جهازه:

1- بطارية الهاتف لن تتغير في أي وقت قريب
تستخدم جميع الهواتف المتنقلة -ومعظم الإلكترونيات الشخصية والمركبات الكهربائية- بطاريات ليثيوم أيون (لي-أيون) قابلة للشحن، ومن الصعوبة بمكان صناعة بطاريات تدوم أطول لأن تقنية البطارية لم تتغير منذ عقود، لذلك فإن معظم التقدم الحاصل في عمر البطارية يأتي من مزايا حفظ الطاقة المدمجة في الأجهزة ومن صنع برامج تدير عملية شحن وتفريغ البطارية بشكل أكثر فعالية.

ومن سوء حظ الهواتف المتنقلة أن التركيز على إطالة عمر البطارية ينصب بشكل عام على السيارات والأقمار الاصطناعية وأنظمة الطاقة المنزلية، وهي مناحٍ تحتاج فيها البطاريات أن تؤدي عملها لفترة أطول بكثير من السنتين أو الثلاث سنوات التي نتوقعها من الهواتف المتنقلة.

العامل الآخر الذي يقف ضد الهواتف هو حجم البطارية، فمقارنة ببطارية السيارة الكهربائية، فإن مصدر طاقة الهاتف ضئيل، فعلى سبيل المثال تملك بطارية سيارة تسلا 3 القابلة لإعادة الشحن سعة تزيد 4 آلاف مرة على بطارية هاتف آيفون 11 برو ماكس.

وهذا الأمر مهم لأن البطارية كلما كانت أكبر كان مجال التحايل أكبر لإطالة دورة حياتها. فعلى سبيل المثال، عند شحن بطارية فإن فولتيتها ترتفع وتسبب لها الإجهاد خاصة خلال الـ20% الأخيرة من الشحن، ولتجنب هذا الإجهاد قد يلجأ مصنعو السيارات الكهربائية إلى شحن البطاريات الجديدة حتى 80% فقط، وبسبب تلك السعة الكبيرة لبطارية السيارة فإنه يظل بإمكانها قطع مسافة مقبولة مع تجنب إجهاد الفولتية المرتفعة، وهذا الأمر يمكن أن يضاعف الحياة الإجمالية لبطارية السيارة.

وبإمكان بطاريات الهاتف الكبيرة أن تمنح المستخدم مدة عمل ليوم كامل من شحنة واحدة، لكن ذلك يكون في حال تم شحن الهاتف 100%، ورغم أن هذا يتيح للبطارية أن تدوم مدة مقبولة بين كل عمليتي شحن، فإنه أيضا يضع البطارية تحت مزيد من الإجهاد نتيجة الفولتية العالية التي يتطلبها شحنها كاملة، ويؤثر بالتالي على دورة حياتها.

2- الشحن السريع لن يتلف بطاريتك
يوفر الشاحن التقليدي للهاتف طاقة من 5 إلى 10 واطات، في حين يمكن للشاحن السريع أن يضاعف هذا الأمر حتى ثماني مرات.

فعلى سبيل المثال يأتي هاتفا "آيفون 11 برو" و"11 برو ماكس" بشاحن سريع قوته 18 واطا، ويأتي هاتفا غلاكسي نوت 10 ونوت 10 بلس بشاحن سريع قوته 25 واطا، كما تبيع سامسونغ شاحنا سريعا إضافيا بقوة 45 واطا مقابل خمسين دولارا.

وطالما أنه لا يوجد أي خلل تقني في بطارية الهاتف أو إلكترونيات الشاحن، فإن استخدام شاحن سريع لن يتسبب بأي ضرر طويل الأمد لبطارية هاتفك.

والسبب في ذلك أن بطاريات الشحن السريع تعمل ضمن مرحلتين: الأولى تُطبق فيها دفقة فولتية على البطارية الفارغة أو شبه الفارغة، وهذا الأمر يمنح الهاتف تلك الشحنة السريعة من 50% إلى 70% من سعة البطارية في أول 10 أو 15 أو 30 دقيقة؛ وذلك لأنه خلال المرحلة الأولى من الشحن يمكن للبطاريات امتصاص الشحنة بسرعة دون أي تأثيرات سلبية على المدى الطويل لصحتها.

وفي المقابل فإن الـ20 أو الـ30% المتبقية من سعة البطارية تأخذ وقتا طويلا لشحنها مشابها لمدة شحن تلك الـ70%. والجزء الأخير هذا هو مرحلة الشحن الثانية، حيث يتحتم على مصنعي الهواتف إبطاء سرعة الشحن وإدارتها بدقة وإلا فإن عملية الشحن قد تتلف البطارية.

ينقل موقع سي نت عن آرثر شي، وهو مهندس تفكيك أجهزة في موقع آي فكس إت، تشبيهه البطارية بالإسفنجة، حيث عند سكب الماء على إسفنجة جافة فإنها تمتص السائل بسرعة، وبالنسبة للبطارية فإن هذه تمثل مرحلة الشحن السريع.

ومع مواصلة سكب الماء بالمعدل ذاته على الإسفنجة التي يتزايد تشبعها، فإن السائل ينساح إلى السطح مع محاولة امتصاصه، وبالنسبة للبطارية فإن الطاقة التي لا تمتصها قد تتسبب بقصور كهربائي ومشاكل أخرى يمكن أن تتلفها.

وتلف البطارية نادر الحدوث إذا تمت إدارة كل شيء بعناية من الداخل، ولذلك فإن نظام إدارة البطارية يراقب عن كثب مرحلتي الشحن ويبطئ سرعته خلال المرحلة الثانية ليمنح البطارية الوقت الكافي لامتصاص الطاقة وتجنب المشاكل، ولهذا السبب قد يستغرق الأمر عشر دقائق لشحن النسبة القليلة المتبقية من سعة البطارية.

3- لا تخش الشحن الزائد لبطارية جهازك
يخشى مالكو الهواتف من مشكلة الشحن الزائد لبطارية الهاتف في حال تركه موصولا بالشاحن بشكل مستمر، مفترضين أن هذا الأمر يؤدي إلى عدم استقرار البطارية وبالتالي يقصر إجمالي عمرها، أو يتسبب في توليد حرارة داخلية عالية تؤدي إلى انفجار البطارية أو اشتعالها.

لكن وفقا للخبراء الذين نقل عنهم موقع سي نت، فإن نظام إدارة الطاقة في الهاتف مصمم لإغلاق الشحن الكهربائي بمجرد وصول شحن البطارية إلى 100%، وقبل أن تدخل مرحلة الشحن الزائد.

يقول فينكات سرنيفاسان، الباحث في البطاريات لدى مختبرات آرغوني ناشونال ومدير مركز آرغوني كولابوريتيف لعلوم تخزين الطاقة، إنه ما لم يحدث شيء خاطئ في الدائرة الكهربائية للبطارية، فلا يمكنك شحن أي هاتف حديث شحنا زائدا، مضيفا أن الهواتف فيها حماية مدمجة لمنع حدوث ذلك تحديدا.

ويمكنك تثبيت تطبيق لإدارة الطاقة ينبهك في حال وصول شحن بطارية الهاتف إلى 80%، لتجنب الإجهاد في الفولتية الذي يتسبب به شحن نسبة الـ20% المتبقية من سعة البطارية، أو يمكنك فصل الشاحن عن هاتفك يدويا عندما يصل إلى 80%، لكن في المقابل قد تفقد تلك الساعات الإضافية التي يوفرها لك الشحن الكامل للبطارية.

4- لا تجعل بطارية هاتفك تفرغ تماما
ربما فكرت في جعل بطارية هاتفك تفرغ تماما لمساعدة البطارية على إعادة ضبط حالة الشحن فيها، لكن هذا الأمر ليس مشكلة مع بطاريات الهواتف الحديثة، وفقا لموقع سي نت.

وفي الحقيقة فإن تفريغ البطارية إلى الصفر قد يتسبب بتفاعلات كيميائية يمكن أن تؤدي مع الوقت إلى تقصير عمر البطارية.

ولتجنب التفريغ التام للبطارية فإن نظام إدارة البطارية يتضمن مزايا أمان تقوم بإطفاء الهاتف عندما يصل إلى مستوى طاقة آمن فوق الفارغ، وأنت تعتقد فقط أن البطارية فرغت عندما تشاهد ذلك التحذير الأخير بانخفاض شحن البطارية.
اعلان

لكن إذا أردت الحفاظ على صحة بطارية هاتفك لمدة أطول، اشبكها بالشاحن عندما يصل مقدر الشحن فيها إلى نحو 30%.

5- الحرارة العالية يمكن أن تتلف بطاريتك
الحرارة هي العدو الحقيقي لبطارية هاتفك، ومعروف عنها أنها تقلص عمر البطارية بمرور الوقت، لهذا عليك الحفاظ على هاتفك بعيدا عن أشعة الشمس القوية، وبعيدا عن عتبات النوافذ أو تحت زجاج السيارة لمنع ارتفاع حرارته؛ وفي حالات نادرة فإن الحرارة الزائدة قد تؤدي إلى انفجار البطارية.

يقول إيسيدور بوتشمان المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كاديكس إليكترونيكس المتخصصة بتكنولوجيا البطاريات، إن بإمكان حرارة مقدارها 30 درجة مئوية أن تقلص فعالية البطارية.

ولا يعني هذا أن تحفظ هاتفك بمكان بارد، وإنما عليك تجنيبه الحرارة المرتفعة، فإذا كنت تحت الشمس لفترات طويلة حاول أن تضع منشفة فوق الهاتف أو أن تضعه في الحقيبة إلى جوار عبوة الماء البارد. الفكرة هي أن تمنع حرارة الهاتف الداخلية من الارتفاع.

6- الكابلات والشواحن غير المطابقة لن تضر بطارية هاتفك
طالما أنك لا تستخدم شواحن أو كابلات مزيفة أو تالفة، فإن استخدام شواحن أو كابلات من شركات أخرى لن يضر بطاريتك، لكن ربما لن تشحن البطارية بالسرعة ذاتها في حال استخدمت ذلك الشاحن أو الكابل الذي جاء مع جهازك.

بعض الهواتف -مثل هواتف هواوي أو "ون بلس"- تستخدم تصميم شاحن بملكية فكرية حصرية، بحيث يكون جزءا من الدائرة الكهربائية المسؤولة عن الشحن السريع المدمج في الشاحن، وللاستفادة من تلك الملكية الفكرية الخاصة بالشحن السريع للهاتف فإنك ستحتاج إلى استخدام شاحن متوافق.

أما صانعو الهواتف الآخرين مثل سامسونغ وآبل، فإنهم يتمسكون أكثر بقواعد معايير الصناعة للشحن السريع، ويتيحون لك شحن جهازك بسرعة بخيارات متنوعة من الشواحن والكابلات المتوافقة.

وفي جميع الأحوال، فإن الرهان الأضمن هو استخدام الشواحن والكابلات التي تأتي مع هاتفك، لأنك عند استخدام شواحن أو كابلات أخرى فإن جهازك قد يستخدم الوضع الافتراضي لأدنى سرعة شحن ممكنة.