الخميس
2024/03/28
آخر تحديث
الخميس 28 مارس 2024

وثيقة سرية عن العلاقات المغربية-الموريتانية في عهد وزير الخارجية ولد تكدي

6 يناير 2020 الساعة 09 و42 دقيقة
وثيقة سرية عن العلاقات المغربية-الموريتانية في عهد (...)
طباعة

سربت بعض الجهات إلى موقع "مغريب أونلاين" وثيقة سرية من داخل البريد الألكتروني للوزيرة المغربية امباركه بوعيده تكشف فيها عن فحوى لقاء لها مع وزير الخارجية الموريتاني أحمد ولد تكدي تناول مآخذ الحكومة الموريتانية على المغرب، قبل أن تتقدم بمقترحات، لها وله، لتطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين.

نقدم هنا ترجمة الرسالة بالغة السرية: "على هامش اجتماعات لجنة القدس، تمكنتُ من الدخول في حديث غير رسمي مع وزير الشؤون الخارجية الموريتاني، قال فيه ان المغرب وموريتانيا أكثر من أخوين، فهما من نفس الأسرة، وأن الرئيس عزيز عاش زمنا طويلا في المغرب وهو يحمل المغرب في دمه. وهو يلعب دوره الكامل بدفاعه عن موريتانيا التي هي دولة ذات سيادة. وقال الوزير أحمد ولد تكدي ان الصحافة المغربية تضر كثيرا بعلاقاتنا (اتهامات غير مؤصلة تجاه موريتانيا). كما أن هناك إشارات غير مناسبة تضر كثيرا بعلاقاتنا: منها مدة التأشيرة للسائقين الموريتانيين، والحادث الدبلوماسي غير المعلن خلال تحويل القنصل المغربي العام في نواذيبو (حادث تمت تسويته سريا بين وزارة الخارجية الموريتانية وسفارة المغرب). بالإضافة إلى البعثة الدبلوماسية المغربية العاملة في موريتانيا والتي لم تتغير أبدا منذ 20 سنة".

وبعد هذا السرد، تقدمت السياسية والوزيرة المغربية (من أصول بيظانية) بالمقترحات التالية الموجهة لجهات يبدو أنها سامية في المملكة:

 يجب تغيير البعثة الدبلوماسية في موريتانيا لإضفاء دينامية جديدة لعلاقاتنا الثنائية،

 يجب تسهيل التأشيرة للسائقين الموريتانيين،

 يجب بناء مقر لسفارة جديدة في نواكشوط كما كان مقررا منذ زمن بعيد،

 يجب إعطاء الثقة للنظام الموريتاني في مجال الأمن (جواز السفر الموريتاني صعب جدا على أعضاء جبهة البوليساريو أن يستفيدوا منه)،

 يجب أن تمنحوا إشارات إيجابية في الصحافة المغربية،

 يجب التخلي عن استضافة ابن عم الرئيس المعارض له".

وأردفت الوزيرة تقول في الرسالة المقرصنة من بريدها الألكتروني: "على هامش اجتماعات لجنة القدس، عقدتُ اجتماع عمل مع وزير الخارجية الموريتاني. الهدف من هذا الاجتماع هو التباحث حول العلاقات بين بلدينا، مع العلم أن الوزير أحمد ولد تكدي يعتبر مدافعا شرسا عن هذه العلاقات. وقد كرر الوزير التزامه الشخصي والتزام رئيس بلاده بمعالجة وتطوير علاقاتنا. وتجدر الإشارة إلى أن وزير الشؤون الخارجية المغربية، سعد الدين عثماني، زار نواكشوط يوم 14 فبراير 2012 وسلم للرئيس الموريتاني دعوة ملكية من جلالة الملك محمد السادس لزيارة المغرب، ولم يصل أي رد على هذه الدعوة من نواكشوط. وحسب ولد تكدي فإن الرئيس الموريتاني، منذ انتخابه، قام بزيارة دولة واحدة سنة 2010 قادته إلى تونس. فهو مشغول جدا بالقضايا الداخلية في موريتانيا خاصة مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود مع مالي. إن جهود موريتانيا في هذا الصدد تفيد المغرب أيضا.

لقد ذكرتُ للوزير أيضا أن الرئيس الموريتاني استقبل مرتين وزير الخارجية الصحراوي المزعوم، وأنه بعث برسائل تهنئة لزعيم الانفصاليين بمناسبة احتفالاتهم، فقال ولد تكدي ان هذه العلاقات موجودة منذ 1983 وأن رؤساء موريتانيا كانوا دائما يبعثون بمثل هذه الرسائل وكانوا على الدوام يستقبلون مبعوثي الدولة الصحراوية، لكن العلاقات بين موريتانيا والصحراء الغربية لم تتقدم قيد أنملة وقد مكنت المغرب، باستمرار، من استخدام قنوات الاتصال الدبلوماسية هذه لتمرير رسائلها. وشرحتُ للوزير أن الصحافة المغربية حرة ولا تمكن مراقبتها، فهي تنتقد الجميع، وأن هناك معايير تتم التهيئة لها حاليا ستضع حدودا للعمل الصحفي. وحسب الوزير ولد تكدي فإن السفير المغربي بن عمر شخص محترم جدا في موريتانيا، لكنه أمضى فيها قرابة 30 سنة. وهو وضع غير طبيعي، خاصة أننا نحتاج إلى إعطاء نفس جديد لعلاقاتنا. واقترح ولد تكدي ما يلي:

 على المغرب أن يتقدم بإشارة إيجابية من خلال تعيين سفير جديد،

 مباشرة بعد ذلك، تفعل موريتانيا نفس الشيء".

للتعريف بالمتحدثين امباركه بوعيده وأحمد ولد تكدي، فبالنسبة لامباركه فقد ولدت قرب اكليميم، وكانت وزيرة منتدبة لدى وزير الخارجية والتعاون في حكومة بن كيران في الفترة ما بين 2013 و2016، ثم أصبحت كاتبة للدولة مكلفة بالصيد في حكومة العثماني منذ 2017. وهي ابنة عالي ولد بورده أحد أعيان الجنوب وأثرياء المنطقة. وقد انتخبت نائبة برلمانية عن منطقة اكليميم سنة 2016.

أما أحمد ولد تكدي فكان مستشارا أول سنة 1988 في سفارة موريتانيا بمصر، ثم قائما بالأعمال في سفارة موريتانيا باليمن ما بين 1991 و1993، قبل أن يحول إلى المغرب حيث عمل ما بين 1993 و1995 قائما بأعمال السفارة. وقد عين رئيسا لمكتب رعاية المصالح الموريتانية في تل أبيب في الفترة ما بين 1995-1999، ثم سفيرا لموريتانيا في إسرائيل ما بين 1999 و2009.

وفي يناير 2012 أصبح سفيرا لموريتانيا لدى الأمم المتحدة حتى سبتمبر 2013 عندما عين وزيرا للخارجية.