الجمعة
2024/04/26
آخر تحديث
الجمعة 26 أبريل 2024

أحداث أثرت فى علاقات موريتانيا بجارتيها الشماليتين (المغرب، الجزائر)

13 فبراير 2020 الساعة 14 و49 دقيقة
أحداث أثرت فى علاقات موريتانيا بجارتيها الشماليتين (…)
طباعة

(العلم) - تشهد علاقات موريتانيا بجارتيها الشماليتين (الجزائر، المغرب) حاليا فتورا ملحوظا بسبب مجموعة من العوامل بعضها خارجي، وبعضها داخلي؛

وإذا كان أي تقارب يحصل بين موريتانيا وإحدى الدولتين (المغرب، الجزائر) يؤثر سلبا على علاقتها بالأخرى أمرا مألوفا، نظرا للتنافس القائم بين الدولتين القويتين (المغرب، الجزائر) فإن فتور العلاقات معهما فى ءان واحد أمر غير مألوف وهو ما يحصل الآن ويطرح الكثير من الأسئلة؛

ولنبدأ بالعلاقات الموريتانية الجزائرية التى تتميز حاليا ببرودة كبيرة نتيجة عدة عوامل نوجز أهمها فى النقاط التالية:

 الحراك الشعبي الجزائري الذى أربك القيادة العسكرية فى الجزائر وجعلها تنكفؤ على نفسها مما أدى إلى انكماش كبير فى علاقات الجزائر الخارجية، بما فيها علاقتها بموريتانيا.

 تراجع أهمية ملف الصحراء الغربية بالنسبة للقادة الجزائريين، وهو ما قلل من اهتمامهم بموريتانيا لأنها لم تعد شريكا فى قضية مركزية

 الموت المفاجئ للجنرال قايد صالح قائد الجيش الجزائري، الذى كان يمسك بملف التعاون الأمني والعسكري بين موريتانيا والجزائر، والذى أدى غيابه المفاجئ إلى تراجع كبير فى هذا الملف الحساس بالنسبة للبلدين.

 ارتباك النظامين الجديدين فى كل من موريتانيا والجزائر وخاصة فى الأخيرة، بحيث لم يتمكن أي منهما بعد من ترتيب أوراقه مما حال - ولو مؤقتا- دون عودة العلاقات البينية إلى طبيعتها.

 اندفاع الجزائر إلى جانب حكومة السراج فى قضية ليبيا، التى استبدلتها بقضية الصحراء الغربية، فى حين تحسب موريتانيا على المحور الداعم للجنرال حفتر.

أما العلاقات الموريتانية المغربية، والتى اتسمت فى بداية العهد الجديد بالحفاوة، فلم تتطور هي الأخرى نحو الأمام، ويطرح استدعاء الحكومة الموريتانية لسفيرها فى الرباط لشغل منصب غير أساسي (مكلف بممهمة فى الرئاسة) وعدم إرسال سفير محله رغم مرور نصف سنة على شغور المنصب.. يطرح عدة تساؤلات..؟؟؟

ففى الوقت الذى يرجعه المقربون من النظام إلى إرجاء التعيينات فى وزارة الخارجية بسبب انشغالات الحكومة فى قضايا أكثر إلحاحا، يرى آخرون أن هذا التعليل غير كاف ويعضدون حجتهم بإشارات أخرى غير حميمة أرسلتها الحكومة الموريتانية فى الآونة الأخيرة إلى نظيرتها المغربية خلال مهرجان الدار البيضاء للكتاب، الذى كانت موريتانيا ضيف شرف عليه وهو ما يقتضى منها فى الحالة العادية أن تمثل بوفد رفيع يرأسه وزير على الأقل، وهو ما لم تفعله إذ اكتفت بإيفاد أمين عام وزارة الثقافة، وعاجلته بالإقالة قبل إلقاء كلمة بلاده فى المهرجان.

وإزاء هذا التراجع والانكفاء الحاصل فى علاقات موريتانيا بجارتيها وشقيقتيها الشماليتين (المغرب، الجزائر) يرى العديد من المثقفين والسياسيين الموريتانيين أن على موريتانيا أن تحافظ على علاقات وطيدة مع جيرانها وأن تظل على مسافة من التجاذبات السياسية الغير معنية بها وخاصة سياسة "المحاور"، وأن لا تقبل تحت أي ظرف الانزلاق فى أتون الحروب التى تشتعل هنا وهناك.