لا بد من إجراءات سياسية قوية تعكس خطورة المرحلة بدون أي استسلام لهيبة الدولة وركائزها وهويتها ونفوذها / لمام الشيخ
وطننا الحبيب يعيش فترة قصيرة ما قبل "التمتع" بما سيجلبه استغلال ثروة الغاز. الذكاء و الحنكة و الحكمة السياسية تتطلب منا عدم قبول جرنا من طرف الاعداء ،الذين يتربصون بهذه الأمة ، إلى أمور ثانوية وإن كانت تستحق من السلطات معالجة استراتيجية فورية منها،وهو ما يمكن برمجته على مدة أطول. قضية حقوق الإنسان و الإنصاف ما بين مكونات هذا الشعب تحتاج إلى عمل جاد و عميق ، يقطع الطريق المسلوك من طرف كل الذين يجعلون من هذا الميدان أداة أو سلاحا لأطماعهم الشخصية ، والتي في النهاية لا تخدم لا الشرائح التي يزعمون هم تمثيلها، و لا البلد الذي أصبح بسببهم عرضة لنوايا غير سليمة من أعداء معروفين في الخارج.
نعم لا بد من اجراءات سياسية قوية تعكس خطورة المرحلة بدون اي استسلام لهيبة الدولة و ركائزها و هويتها و نفوذها. المهم ليس الأفراد و الطامعين أو الطامحين. الأولوية ينبغي أن تكون لتلك المجموعات الضعيفة و المهمشة، الأولوية لعشرات الأطر من جميع المكونات الذين يقبعون تحت ماسات البطالة، المهم هو أن تعم العدالة على موريتانيا ليستفيد منها كل فرد مهما كان انتمائه العرقي ، ويحس و يشعر بأنه معني وبأنه ليس مقصيا . بهذا و و بهذا فقط سيسحب البساط من تحت المستفزين و المرتزقة على ظهر هذا الشعب. وفي نفس الوقت أعتقد انه من الضروري تكميل المبادراة القيمة التي قام بها السيد الرئيس والتي مكنت لأول مرة منذ عقود من عيش جو من الانفتاح و الوئام السياسي ،بالقيام بلفتة إلى الجهات السياسية التي تتبنى الخطاب العرقي و الحقوقي و الحوار معها و لو كان هذا الحوار سيكون طويلا و صعبا. و بهذا ستكون السلطات الموريتانية أكملت استراتيجيتها الانفتاحية على جميع مكونات هذا الشعب ،لكي نترك المجال للتحضير لفترة استغلال الغاز والتي تتطلب ابتداء من اليوم الورشات تلوَ الوراشات، و دورات التكوينية تلو الدورات، و تهيئة أبنائنا و اطرنا و رجال أعمالنا، و شركاتنا الخدماتية، و إدارتنا ووسائلنا الأمنية من المشاركته الفعالة في هذا المشروع العملاق ، و للسيطرة على قدراتنا الاستيعابية للأموال التي ستحصل منه.
