لابد من إستراتيجية أوسع تكون في شكل حملة وطنية للوقوف في وجه إنتشار وباء كورونا يشارك فيها الجميع ولا تتوقف على الحكومة

فبما أن الدواء الوحيد المتوفر لهذا الوباء حتى اليوم هو الوقاية منه ، تكون التعبئة حول طرق هذه الوقاية هي أهم عمل يمكن أن تقوم به الدولة والمؤسسات والجمعيات والأفراد ،وتُسخر له كل طاقات البلد ، ووسائل الإفهام والتواصل . وبهذا يتعين على الدولة وضع استراتيجية للشراكة مع الإعلام، ومع وسائل التواصل الإجتماعي ، والمبدعين، والمسرحيين ومنظمات المجتمع المدني خاصة التي تعود عليها المواطنين في أوقات الشدة لأن ثقته فيها ستكون أكبر ، وتتبنى مقاربة على كل وسائل الإعلام العمومية والخصوصية ،وكل وسائط التواصل ،تقوم على ترسيخ فكرة (أن لا دواء لهذا المرض . وأن العلاج الوحيد المتوفر له اليوم هو الوقاية منه )، ويتم شرح سرعة إنتشار وسريان الوباء ،وحجم الخطورة التي يمثلها ،بكل اللغات ،ويُشفع ذلك بكلام الفقهاء والأطباء وبالصور والفيديوهات والأخبار ، ويتم إعداد اسكتشات هادفة ورسوم توضح طريقة الوقاية منه ،كما يجب أن تخصص نشرات عن هذا الوباء تكون مفيدة متنوعة غير مملة ،وملهمة وحاشدة وتدفع المواطن للتصدي لهذا الوباء ذاتيا بسبب القناعة التي تتولد من هذا النشاط الإعلامي التحفيزي التعبوي. ويتم وضع جائزة لأكبر عمل تعبوي يتم تداوله بين الناس ،كما يجب على شركات الإتصال أن تخصص باقة مجانية عبر الرسائل النصية والصوتية والواتساب حول نفس الأهداف ،وكذلك يتم ربط جميع الإذاعات المحلية والريفية والوطنية والخصوصية بهذه الإستراتيجية ،وعلى البنوك أن تساهم في دعم هذه الإستراتيجية الإعلامية ، كما على الدولة أن تخلق هيأة شراكة للمهمة أو تضمها للجنة الوزارية المكلفة بتسير هذا الوباء ، بحيث تنسقها الدولة وتضم كبار المدونين والإعلاميين والشعراء ،والفنانين التشكيليين والموسيقيين ومحاولة خلق أسهل طريقة وأكثرها جاذبية وأهونها على التوزيع والإنتشار، ويتساوى في استيعابها الأمي والجاهل مع المتعلم حول الوقاية من هذا المرض ،وعدم التسبب في نشره بين الناس ،أي أن تكون مفعمة بالرسائل القوية عن الوباء وطرق الوقاية منه ،وعن تأثيره على الأسرة قبل المحيط والمجتمع ،وتدخل إلى كل بيت وكل عقل ،لكي تثمر جهود الدولة في مكافحة فيروز كورونا كوفيد 19،أعاذنا الله منه ، فالمسؤولية جماعية، والفرض ،فرض عين .
رأي العلم