الخميس
2024/04/25
آخر تحديث
الخميس 25 أبريل 2024

مولاي أحمد أحد الموريتانيين من داخل الحجر: هذه هي حقيقة ظروفنا داخل الحجر(صورة)

2 أبريل 2020 الساعة 20 و25 دقيقة
مولاي أحمد أحد الموريتانيين من داخل الحجر: هذه هي حقيقة (…)
طباعة

كتب احد الموريتانيين من داخل احد مراكز الحجر الصحي مولاي احمد وهو احد ركاب الطائرة الفرنسية التي قدمت يوم 16 مارس الماضي ووصل على متنها اول مصاب موريتاني بكورونا وكذلك وصلت على متنها اول من توفي بفيروس كورونا في موريتانيا وهي امرأة قادمة من فرنسا، وكتب مولاي احمد عن ظروف حجره الصحي ما نصه:

قدمنا إلى وطننا بعد رحلة إلى أوروبا قطعها اجتياح فيروس كورونا للعالم وحرصا على العودة للاهل ومشاطرتهم السراء والضراء اخترنا العودة على متن الخطوط الفرنسية في رحلة 16مارس الشهيرة على غرار محاولة الانقلاب الشهيرة في نفس التاريخ من سنة 1981
وكان بإمكاننا البقاء في أوربا واستعادة مبالغ تذاكرنا وهو الخيار الذي رفضناه
وفور الهبوط بمطار أم التونسي استقبلتنا السلطات الصحية والأمنية وأخبرونا بالزامية حجرنا صحيا لاسبوعيين وهو ما انصعنا له مكرهين لا ابطال لتبدأ رحلتنا عبر باصات بمرافقة أمنية وتوزيعنا على بعض الفنادق والشقق لتبدأ ساعتنا بالعد استعجالا للخروج رغم بعض المآخذ التي لا داعي للخوض فيها
انهينا مدتنا وأخبرنا الأطباء المشرفون بموعد خروجنا في الغد أي يوم 30مارس الساعة العاشرة وهو ماتلته مماطلة ومواعيد عرقوبية مما اضطررنا للتجمهر أمام الاستقبال في احتجاج على هذا التصرف المستغرب مع العلم ان السلطات الصحية تغيب أياما عن تفقدنا
لنعلم مساءا بتمديد حجرنا أو حجزنا اوسجننا التحكمي لأسبوع آخر بلا مبرر مستساغ الا محاولة لتدارك اخطاء صحية قاتلة ينطبق عليها طبيب بعد الموت !
نحن هنا مرغمين على البقاء في إجراء تعسفي ونرجوا ان نخرج قبل أن نصبح حقل تجارب فاشلة وتخبط واضح وارتباك جلي ..فيا عقرب الساعة در لنخرج من مختبر التجارب والحلول العقيمة !
وإذا كان من ناحية أخرى قد بينت البحوثات العلمية الحديثة والتى يعمل بها العالم كله .. أنه قد يكون هناك مصاب ولا تظهر عليه الأعراض التى تبحث عنها حكومتنا كالحمى مثلا .. وليس ببعيد عن ذلك قضية المرأة المتوفاة والتي أتت معنا في نفس الطائرة والتي خلف موتها الكثير من التساؤلات التي لم تنبع من فراغ ولا من باب التهكم وإذْ ذاك فقد فتحوا تفتيشا اداريا وليس تحقيقًا في ملابسات القضية .. وليس ذلك إلا ذرا للرماد في العيون من أجل تعتيم الرؤيا عن الاحداث, وتضليل المجتمع من خلال تزييف الحقائق, و حجبه عن الحقيقة .. وكما يقول مارك توين :الكذبة تسافر حول نصف الكرة الارضية قبل أن ترتدي الحقيقة حذائها !
لقد اخطأت حكوماتنا أخطاء فادحة فى هذا الموضوع فبعد أن أغمضت عينيها عن بعض الطائرات وتركت ركابها دون الحجز ..فقد سرحت أيضًا الكثيرين من الحجز الصحي بعدما تأكد لها أن الأعراض لم تظهر عليهم .. وهذه هي المشكلة !
وعندما حاولت الحكومة التغطية على أخطاءها سقطت على هوة سحيقة بعيدة القعر فقد استرجعت 22 راكبًا للحجر أو 30 من الطائرة الفرنسية التي أتت يوم 15 مارس بعد ان كان أحد ركاب هذه الطائرة تبين لاحقا انه مصاب بالكورونا .. والمشكلة هنا ليست فقط في المصاب ولا في خطورة الثلاثين على من احتك بهم .. وإنما أيضًا أن نفس الطائرة قد نزل منها بالضبط 105 راكب على مطار أم التونسي وتم استرجاع للحجر 30فقط.. فأين 75 الباقية ؟
وعندما بدأت الحكومة في تطبيق القرار الصادر في قضية حجر الوافدين من الخارج ، كنا نحن القادمون على متن طائرة الخطوط الجوية الفرنسية يوم 16 مارس .. قد تم حجرنا جميعًا .. لكنه بعد ساعات من نفس الليلة بالتمام والكمال نزلت طائرة جزائرية ولم يحجر احد من ركابها وإذا كان عذرهم في ذلك انه بلد قريب أو شيء من ذلك القبيل .. فإن هذا العذر سريعًا ما يندثر حين نعلم ان القادمين في نفس الطائرة كان من بينهم عدد قادم من فرنسا وبريطانيا ولم تكن الجزائر الا نقطة عبور.. ثم إذا كان قرب المسافة هو العذر .. فلماذا لا يتركون المواطنين العالقين بالسنغال بالدخول !
وإذا كانت الحكومة تصر اصرارا واضحا على السير على خطين تساوى فيهما التناقض والتكامل ..فإننا بحاجة إلي حمار ليشرح لنا المعادلة التالية : الحكومة تمتلك اجهزة الفحص المباشر لكورونا .. لماذا لا تفحصنا وتنتهي الحكاية.. وإذا كان وزير الصحة قد احرجه هذا السؤال مسبقا فادعى بان الأجهزة قد تلفت أو انها غير قابلة للعمل.. وإذا كان مكتب الصحة العالمية في موريتانيا يرد ويقول في نفس الوقت : إن جميع التجهيزات والمعدات التي سلمتها المنظمة لموريتانيا سليمة ! , واصفة المعلومات التي تم تداولها بخصوص فسادها بالإشاعة !
فمن نصدق الوزير .. أم المنظمة ؟
‎وفي الأخير وليس آخر ، نحن الآن خارج أي سبب وجيه ضد إرادتنا في انتهاك صارخ لحقوقنا الأساسية !.