الأحد
2024/05/5
آخر تحديث
الأحد 5 مايو 2024

ولد عبد العزيز من دون أصدقاء الأمس

15 أبريل 2020 الساعة 20 و54 دقيقة
ولد عبد العزيز من دون أصدقاء الأمس
طباعة

مرة من المرات اتصلتُ بالرئيس الوقور سيدي ولد الشيخ عبداللهِ عبر الهاتف وكان ذلك بعد انقطاع دام أكثر من شهر ،رغم أني لم "نحافظ"على أن أظل من أصفيائه فترة حكمه القصيرة ! فقد حافظت على زيارته في (لِمدِنْ) والإتصال به ما أمكن رغم أننا كلانا كنا تحت التنصت ،وهو يعرف ذلك ويتحفظ ، وأنا أعرفه ولا أبالي ، وأثناء السلام قال لي أن هذا الإتصال مهم لأنه "إمفرّقْ من لصحاب هذا الزمن "في إشارة واضحة لقلة عهد أهل موريتان .
وقد تذكرت تلك المحادثة اليوم على وقع استدعاء ولد عبد العزيز المزعوم !حيث لا أسمع أي دفاع عنه من خلصائه ولا أصفيائه،رغم أنهم كانوا على استعداد لحرق الدستور وكل ثمين في البلد من أجل أن يستمر في السلطة حفاظا على المكتسبات التي "لن نتركها تضييع !والذي لا يستغني الشعب عنه ،وقد كان أهم من الماء والكهرباء ،وكان أهم من الدستور ،وكان يطعم من جوع ويؤمن من خوف "وقد كان ، وكان ،،،،حيث قيضّ البعض نفسه على رؤوس الأشهاد ،درعا وبوقا أسود في وجه كل من يقول كلمة حق من انتقاد في حق ولد عبد العزيز الذي هو في الحقيقة رئيس دون أي مستوى ، ليصب عليه قاموسا من النعوت والشتائم دون أدنى ظل من خجل بل بتبجح بالقذع والقدحِ ويوسع نشر ذلك لكي يعلم به الكل ، ولائحة هذا الصنف تطول ،،،،ورغم أنه لحد علمي لم يطلب ذلك من الكثيرين منهم ،فقد آلمتني صورة نخبتنا وحالتها اليوم . ليت فيهم أبو البختري :
لن يترك إبن حرة زميله ....حتى يموت أو يرى سبيله .
ليغسل به عار نخبتنا .
نخبة نواكشوط اليوم التي يتم تداول فيديوهاتها وهي تملؤ رئتها وتنفخ أوداجها منافحة وبكل غطرسة عن كل نهب وكل عثرة وكل قرار مضر بالبلد، موارده وسمعته لولد عبد العزيز حينها ،حيث يخلع بعضهم ملابسه في البرلمان ،ويخلع الآخر أخلاقه ويفسخ البعض الآخر كل مسؤليته القانونية وصورته الشخصية ومستقبله غدا ،كل ذلك أمام الكامرات وفي البرلمان أو في المؤتمرات الصحفية وغيرها دون أيَ حساب لأن تلاقيهم تسجيلاتهم ومواقفهم غدا . أغدا ألقاك ياخوف فؤادي من غدي .كما قال الهادي آدم ،وإن كان ذلك في موضوع مختلف فإنا نصوغه في سياق الكرامة .
فهذه صحائفهم في الدنيا تملأ الأفق الأزرق ،وهاهو ولد عبد العزيز ممدوح الأمس بما يستحق ومالايستحق مما تتفق حوله الناس وماتختلف حوله وهو الكثير الشنيع ، بقى وحيدا وكأننا في موريتانيا منسجمين حول سوء مرحلته وكذب كل من قال فيه كلمة خير يوم أمس ، وكأني به ينشد بيت النابغة الذبياني إلى أصحابه "فلاتتركني بالوعيد كأنني .... إلى الناس مطليٌ به القارُ أجرب ُ"
لايجد من يدافع عنه حتى صغار القوم الذين ذابوا فيه كما الحلاّج في تصوفه ،لا نسمع حسيسهم ولانسمع لهم همسا .
إنهاطبقة موبوءة ،إنها بشاعة ما فوقها بشاعة ، أين أنتم ؟!
أعتقد أن تكون في ذلك موعظة لمن له قلب .
من صفحة محمد محمود ولد بكار