الأربعاء
2024/05/15
آخر تحديث
الأربعاء 15 مايو 2024

قصة المرأة التي اكتشفت كورونا.. لم تكمل تعليمها(صورة)

18 أبريل 2020 الساعة 20 و53 دقيقة
قصة المرأة التي اكتشفت كورونا.. لم تكمل تعليمها(صورة)
طباعة

أصبح اسم فيروس كورونا الاسم الأكثر تداولا بين البشر، حيث اجتاح الفيروس المستجد، كوفيد-19، الذي بدأ بالصين منذ شهر كانون الأول/ديسمبر 2019 معظم دول العالم متسببا في إصابة أكثر من مليوني شخص ووفاة ما يزيد عن 150 ألفا حتى الآن.

في التفاصيل، يعود تاريخ اكتشاف فيروس كورونا للقرن الماضي. فأثناء الثلاثينيات والأربعينيات، اكتشفت أنواع منها أصابت الحيوانات كان من ضمنها فيروس كورونا الطيور (IBV) وآخر أصاب الفئران (M-CoV) إضافة لفيروس التهاب المعدة والأمعاء الساري (TGEV) الذي أصاب الخنازير.

من جهة ثانية، تمكّن العلماء لأول مرة خلال الستينيات من تحديد عدد من أنواع فيروسات كورونا التي تصيب البشر لتسبب لهم مشاكل صحّية جمة.

ويعود الفضل في هذا الاكتشاف لأبحاث العالمة الأسكتلندية المختصة في مجال الفيروسات جون ألميدا (June Almeida).

ولدت هذه العالمة الأسكتلندية، التي حملت عند ولادتها اسم جون هارت، يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر 1930 لعائلة متواضعة حيث عمل والدها سائق حافلة موفرا براتبه كامل المستلزمات الأساسية لعائلته. ومنذ طفولتها، تميّزت جون هارت بذكائها فالتحقت بالمدرسة وحققت نتائج رائعة إلا أنها عجزت عن الالتحاق بالجامعة لأسباب مادية فاضطرت لمغادرة مقاعد الدراسة في سن السادسة عشرة عقب حصولها على وظيفة فنّي مختبر بأحد مستشفيات غلاسكو حيث استخدمت هنالك المجهر لتحليل عينات الأنسجة التي قدمت لها. لاحقا، انتقلت جون لمستشفى سانت بارثولوميو بلندن فالتقت هنالك بالفنان الفنزويلي إنريكي ألميدا (Enriques Almeida) الذي تزوّجته قبل أن تهاجر معه لكندا لتحصل هنالك على وظيفة بمعهد أونتاريو للسرطان بتورنتو.

أثناء فترة تواجدها بكندا، اعتمدت العالمية جون ألميدا على المجهر الإلكتروني بأبحاثها فطورت طريقة مذهلة للتعرف على الفيروسات عن طريق الأجسام المضادة التي تستخرج من أجسام الأشخاص المتعافين الذين تعرضوا في وقت سابق لهذه الفيروسات. أيضا، تمكنت من تحديد العديد من الفيروسات وصنّفت كأول شخص يتمكن من مشاهدة فيروس الحميراء الذي درسه الخبراء على مدار عقود.

ومع تنامي قدراتها العلمية، عادت جون ألميدا لبريطانيا والتحقت بمختبر مستشفى سانت توماس بلندن. وهنالك اتصل بها الطبيب ديفيد تيريل (David Tyrrell) عام 1964 ليعرض عليها عينات فريدة لفيروس تم الحصول عليه من مسحة أنف تلميذ بإحدى مدارس سرّي (Surrey). وعلى حسب تقارير تلك الفترة، عجز الخبراء عن إجراء التجارب الاعتيادية على هذا الفيروس فتحدّثوا عن إمكانية تصنيفه كفيروس جديد وأطلقوا عليه مبدئيا اسم "B814".

ومستغلة المعدات المتواضعة المتوفرة لديها، تمكّنت جون ألميدا من تحديد صورة واضحة للفيروس الجديد وأكدت بناء على خبرتها وتجاربها السابقة مشاهدتها لفيروسات مشابهة له أثناء دراستها لالتهاب الشعب الهوائية لدى الدجاج والتهاب الكبد عند الفئران. وانطلاقا من ذلك، دوّنت جون ألميدا هذه الملاحظات وتحدثت عن نوع جديد من الفيروسات إلا أن أبحاثها قوبلت في البداية برفض شديد قبل أن تلقى ترحيبا من الأوساط العلمية بالسنوات التالية.

أثناء حديثهم حول ما توصّلوا إليه، تناقشت كل من جون ألميدا وزملاؤها، الذين كان من ضمنهم الطبيب ديفيد تيريل، حول تسمية هذا النوع الجديد من الفيروسات. فاتخذوا شكل التاج المحيط به مصدر إلهام وأطلقوا عليه اسم فيروس كورونا، الفيروس التاجي، حيث اقتبست كلمة كورونا (corona) من تسمية التاج باللغة اللاتينية.