الخميس
2024/05/2
آخر تحديث
الخميس 2 مايو 2024

ليسَ إثارة الرعب ولكنها الحقيقة!

17 مايو 2020 الساعة 17 و55 دقيقة
ليسَ إثارة الرعب ولكنها الحقيقة!
طباعة

منذُ بداية كورونا في البلد احتاجت اربع حالات مصابة للتّدخل الطبي والرعاية المكثّفة وفشلت الطواقم الطبية والمشافي فيها جميعا، باختصار نسبة الوفيات من الحالات الحرجة 100٪ ونسبة الشفاء وإنقاذ الأرواح 0٪!

هذا الرَّقم مهولٌ ومرعب جدا ويعطيك تصور بسيط عن حجم الكارثة التي تتسارعْ خطواتنا إليها كل لحظة، وللأسف الشديد لم تظهر الطواقم الطبية اي قدرة على التّعامل الناجح معها حتى الساعة، أخطاء ساذجة وتأخرٌ في التعامل وبدائية في الإنقاذ دفع اربعةُ مواطنين ثمنها غاليا.. من أرواحهم!

نسبة الوفيات لدينا 10٪ وهي من ضمن الأعلى عالميا وبنيتنا التحتية من ضمن الأسوء في العالم، رقمُ الوفيات صغيرٌ نعم ولكنه مقارنة مع نسبة الإصابات مرتفعٌ جدا ومهولٌ للغاية، مجرد تخيل أن اربع حالات احتاجت للتخدل الطبي توفت جميعا يجعلك تدرك حجم الكارثة، الطواقم الطبية نفسها لا تجد الرّعاية ولا الحماية اللازمة فكيف توفرها لغيرها، مع أنّ العداد تحرك لتوه الا ان عشرات الأفراد من الطواقم الطبية تضرروا بالفعل، بين إصابات أكيدة أو محتملة دخلوا على إثرها للحجر الصحي وهم الآن خارج الخدمة رُغم الحاجة المّاسة لهم!

اخي اختي وكل من يقرأ هذا المنشور، أنت في صحة وعافية ومناعتك قوية ولا تعاني اية أمراض خطيرة ولله الحمد مما يعزز بشكلٍ كبير فرص نجاتك لو أصبت لا قدر الله.
ولكن، انظر لمحيطك الضيق، كبارُ السن في الأسرة، الأهل، الجيران والمعارف، كم منهم يعاني من أمراض مزمنة وسيكون محتاجاً لرعاية طبية مكثفة حال اصابته العدوى لا قدر الله؟!

لا زال هذا أوان تدارك هذا، لا يخدعنكم الحديث عن أن الفيروس ضعيفٌ والعالم يتعايش معه، نعم العالم يتعايش معه ولكن بعد ماذا؟! بعد أن اثخن فيه وأوقع مئات الآلاف من القتلى وملايين المصابين!
هل فيكم من يودُّ أن يكون احدُ معارفه أو احبائه هو من يدفعُ ضريبة التّعايش مع الفيروس؟!
العالمُ يعلم خطر الفيروس لكن حقارة الرأسمالية وجشع المال والإقتصاد هو مايدفعه كرهاً لذلك..فالحذر الحذر!

لا تعول ابدا على إجراءات الدولة، فعلّ وعيك الخاص وتحمي نفسك وأهلك ومن تحبْ، لا تخرج الا لضرورة ملحة ولا تستقبل أحداً في المنزل أبداً، وإياك ثمّ إياك من الذهاب للمستشفى حال شعرت بأعراض الإصابة وتذكر انك تؤذي اهلك وتعرضهم لخطرٍ ماحق وتحرمُ الدولة من خدمات طواقم طبية سيحجر عليها بسببك وتحرمُ الناس من خدماتهم في امسِّ الحاجة إليهم!

لا تخدعك الطمأنينة الزائفة التي يروج لها هنا وهناك، الفيروس نعم خفت حدّته ولكنه مازال مهلكاً للغاية ويوقع آلاف الإصابات يوميا وقتلاهُ يرتفعون بالدقيقة!

تذكّر دائما أن الأمر سيغدو مهزلة وأضحوكة ومدعاة للتّندر حتى يصيبك انت او من تحب.. هذا أوان تدارك ذلك.
من صفحة ابراهيم محفوظ