الخميس
2024/03/28
آخر تحديث
الخميس 28 مارس 2024

نهج يُغيظ المفسدين/ حبيب الله ولد الشيخ محمد الحسين

21 مايو 2020 الساعة 18 و29 دقيقة
نهج يُغيظ المفسدين/ حبيب الله ولد الشيخ محمد الحسين
حبيب الله ولد الشيخ محمد الحسين
طباعة

لعل من ابرز القواعد الذهبية التي وضعها علماء المنطق ودرج عليها الناس إلى يومهم، تلك القاعدة الذهبية التي تقول إن " الحكم على الشيء فرع عن تصوره" ولنا ان نضيف أن الحكم على نجاح الحكومة او إخفاقها في مجال مواجهة فيروس كورونا مرهون باستحضار الوسائل المتاحة لها وحصرها ومقارنتها بحجم الخطر المحدق، والذي عليها درؤه بهذه الوسائل، وفي سبيل ذلك نورد هذه التساؤلات:
 ما مدى قدرة منظومتنا الصحية مقارنة بالدول الاخرى
 ماهو الوضع الاقتصادي والاجتماعي للدولة، خصوصا بعد عقد من نظام اتى على الأخضر واليابس واهلك الحرث والنسل
 ماهو مستوى الوعي لدى المواطن الموريتاني مقارنة بغيره؟
باستعراض الإجابة على هذه الأسئلة، ولن ادخل في تفاصيل الإجابة عليها، لأن المقام لا يسمح ببسطها، ولأن الإجابة عليها معلومة سلفا للقاصي والداني.

منذ الوهلة الاولى لتسلم فخامة رئيس الجمهورية لزمام الأمور بالبلد، بدا جليا ان القطيعة مع الفساد بات هو الخيار الأول له، وأن نهجا جديدا عماده الشفافية وتكريس تطلعات الجماهير بدأ يتشكل، وهو ما حدا بطبقة عريضة ممن استمرأوا الفساد ومردوا عليه باستشعار خطورة هذا النهج على مصالحهم الشخصية، فبدأوا بمحاولة وضع العصي في الدواليب، ومنع عجل الإصلاح من الانطلاق، فطفقوا يجترون احاديث باطلة واختلاق إشاعات مغرضة علها تُفلح في إرباك المشهد.

وآخر ما تفتقت عنه عبقريتهم الهزيلة إشاعة وجود خلافات عميقة بين اعضاء الحكومة، سبيلا منهم إلى تفتيت اللحمة الوطنية بين الشعب وقائده، وفك حالة الإجماع التي حظي بها هذا النظام منذ يومه الأول.

إن مثل هذه السيناريوهات مفهومة ومُتوقعة، فليس امام هؤلاء إلا اللجوء إلى مثل هذا التصرف، لأنه وببساطة شديدة هو آخر ماتبقى في جعبتهم من اسباب مقاومة الإصلاح، لكن رد الحكومة لم يتأخر ولن يتأخر، كما انه لن يأتي على شكل دعاية إنشائية لا تُقدم ولا تُؤخر، وإنما جاء من خلال أفعال تجسدت في الشروع في مشاريع تنموية شاخصة ستُحول البلاد إلى ورشات عمل مستمر والتاسيس لنهضة تشمل كل القطاعات وستؤتي أُكلها بإذن ربها.

لا سيادة معالي الوزير الأول معني بالرد على هؤلاء، فباله منصرف إلى العمل على تنزيل الرؤية التي أعلن عنها فخامة رئيس الجمهورية على أرض الواقع، لتتجسد على شكل دوحة اقتصادية وافرة لبتفيأ الموريتانيون جميعهم ظلالها.

ولا سيادة معالي وزير الصحة مهتما بتفنيدها، فلسان حال واقع التفاف الشعب حوله ابلغ من لسان اي مقال، أما معالي وزير الداخلية، فهو منشغل بحربه المقدسة ضد المتسللين الحاملين للوباء، ليوقفهم ويُنقذ شعبه، حتى لو ظاهرهم بعضنا للاسف الشديد.

لا جرم انه من نافلة القول إن التناغم والانسجام والتكامل هي ابرز سمات العمل الحكومي، ولا مجال للمتصيدين في المياه العكرة، ولا عزاء للمراهنين على وجود خلافات بينهم لا وجود لها في واقع الحال إلا في خيالاتهم الموبوءة.