الاثنين
2024/03/18
آخر تحديث
الاثنين 18 مارس 2024

للمرة الثانية، بيع نيزك قمري موريتاني بسعر خيالي

24 مايو 2020 الساعة 12 و57 دقيقة
للمرة الثانية، بيع نيزك قمري موريتاني بسعر خيالي
طباعة

نقلت وكالة ارويتر الدولية أن دار اكريستي لبريطانية باعت، في مزاد علني، أكبر قطعة نيزكية من القمر بمبلغ ملونيْ ليفر إسترليني، وأن حجمها يبلغ 13.5 كلغ.

وذكرت الوكالة أن الصخرة العجيبة التي سقطت بفعل تماس بين القمر وأحد النيازك السيارة في الفضاء تدعى NWA12691 وأنها التقطت، قبل سنتين، في صحراء موريتانية بالقرب من الحدود مع الجزائر. ووصفت مواقع عالمية متخصصة هذه القطعة، التي تساوي حجم كرة قدم، بأنها فريدة من نوعها إذ لا تشابهها أية صخرة على الأرض، وأنها واحدة من أكبر خمس قطع من القمر يعثر عليها حتى الآن.

وقال جيمس هيسلوب، رئيس قسم العلوم والتاريخ الطبيعي في دار اكريستي البريطانية للبيع بالمزاد، أن الصخرة التي عثر عليها في موريتانيا ربما سقطت على الأرض بفعل تصادم وقع بين سطح القمر وكويكيات أو مذنبات مارة بجواره.

وقال الخبير ان الصخرة القمرية الموريتانية تمت مقارنتها مع نماذج من صخور كانت البعثة الفضائية الأمريكية، بمركبة آبولو، قد نقلتها من فوق القمر منذ سنوات، وأنها كانت مشابهة لها تماما من حيث التركيبة الكيمياوية ومن حيث الشكل والخصائص. علما بأن المركبة الأمريكية قد نقلت معها إلى الأرض حوالي 400 كلغ من صخور القمر.

ومعلوم أن الصحف الإخبارية العالمية تناقلت، سنة 2018، خبر بيع قطعة أخرى من القمر، من ست شظايا، تزن 5.5 كيلوغرام بأكثر من نصف مليون دولار أميركي، في الولايات المتحدة خلال أحد المزادات التي تنظمها دار "آر آر". وذكرت الصحف حينها أنه تم العثور على النيزك القمري الثاني في منطقة نائية في موريتانيا، وأنه يعتبر من أهم النيازك القمرية التي عثر عليها نتيجة حجمه ولوجود "قشرة منصهرة جزئياً" نتجت عن الحرارة الهائلة التي أحرقت الصخرة لدى سقوطها على الأرض.

وتجدر الإشارة إلى أن شركتي المزاد في أمريكا وفي بريطانيا لم تعلنا عن الكيفية التي وصلتهما بها الصخرتان القمريتان من موريتانيا. ويعتقد البعض أن منقبين، يجهلون طبيعة وخصائص وأسعار الصخور، باعوا القطعتين بأسعار زهيدة لصيادي الصخور المغاربة، فباعها أولئك بأسعار أكبر لوسطاء أوصلوها للشركات الغربية المتخصصة بأسعار أخرى، لتبيعها تلك الشركات بأسعار تفوق الخيال.

وقال جيولوجي موريتاني، في اتصال مع صحيفة العلم، ان "الحكومات الموريتانية لا تعرف أن الصحاري الموريتانية يمكن أن تكون مصدر ثراء فاحش لآلاف الشباب العاطلين عن العمل بسبب كثرة النيازك التي تساقطت في صحاري البلاد منذ آلاف وملايين السنين، وأن ما يتوجب على الحكومات هو أن تفتح دورا، بالمقاسات الدولية، تحتضن أخصائيين جيولوجيين لشراء الصخور بعد فحصها، ومن ثم بيعها في الأسواق الدولية، على أن تشجع الشباب على البحث وتلغي تماما إجراءات تحريم التنقيب في بعض المناطق، وهكذا تحصل أرباح لا يمكن تصورها للدولة (مالكة الدار) وللمنقبين، وإلا فإن هذه الثروة الهائلة ستبقى عرضة للسرقة من قبل الأجانب الذين يتصيدونها بأسعار زهيدة، فيما يمكن أن تكون مصدر عمل وثراء لآلاف الأشخاص".