الخميس
2024/03/28
آخر تحديث
الخميس 28 مارس 2024

آن للمغرب أن يصحح أخطاءه / سيدي علي بلعمش

27 مايو 2020 الساعة 21 و50 دقيقة
آن للمغرب أن يصحح أخطاءه / سيدي علي بلعمش
سيدي علي بلعمش
طباعة

رد على تحليل صحيفة (banassa.com) ، تحت عنوان "هذا ما تخفيه رسالة الرئيس الموريتاني إلى زعيم البوليساريو" و شبه افتتاحية قناة (clashTV) المغربيتين، في الأيام الماضية.

بسبب مطالبتها بموريتانيا ، الخالية من كل ما تحتاجه من مبررات تاريخية و اجتماعية و منطقية و مشاغلتها لجيل المؤسسين، بهذا الملف العبثي ، في ظروف النشأة الصعبة، فقدت موريتانيا أجزاء هامة من أراضيها (شرقا و جنوبا) ..
و أكبر مؤامرة منظمة تعرضت لها موريتانيا منذ نشأتها ، تكالبت فيها كل أعداء العروبة و الإسلام ضد هذا البلد العربي المسلم ، بقيادة إسرائيل، كانت أحداث الثمانينات ، مع السنغال، التي وصفها الراحل الملك الحسن الثاني (عفا الله عنه و غفر له) ب"أزمة بين دولة شقيقة (السنغال) و دولة جارة (موريتانيا")..
على المغرب قبل أن تطلب أي شيء من موريتانيا ، أن تتداوى من هذه العقدة المتفاقمة مع الزمن.
ليس للمغرب دين على موريتانيا إلا ما تفرضه الأخيرة على نفسها من واجب عربي و إسلامي ، لم تراعيه المغرب قط مع الأسف.
و يدرك العارفون بالأمور في المغرب (الشقيق)، لا من لا تزال على رؤوسهم خمائر الولادات الجديدة من صحافة المخابرات المعفية من قواعد النحو و الصرف و رعاع حزب الاستقلال المتطفل، أن المغرب ما كان ليتقاسم الصحراء مع موريتانيا (1976) ، إلا لأن اعتراف موريتانيا بنصيبه من الصحراء ، هو كان وجه دعواه الوحيد القابل للتسويق بمنطق المنطق المبسط حد السذاجة.
موريتانيا يا هؤلاء أكبر مرتين من المغرب و كانت ستكون أكبر منه خمس مرات لو لم يحرمها المغرب من ذلك بسبب أطماعه المضحكة التي فشلت في تيندوف و موريتانيا و جزيرة ليلى و جبل طارق و سبته و مليلة و التي ما زالت تجرب حظها العاثر في الصحراء.
الحديث يا هؤلاء عن مغربية موريتانيا هو تماما مثل الحديث عن نبوة سجاح بنت الحارث و عن زعامة ولد عبد العزيز الذي حاولتم في بداية عهده المشؤوم أن تمنحوه كل صفة مغربية و تحملوا شحنة كذبتها بما لا تحتمل من حقائق تاريخية لم تكن و الذي تصفونه اليوم بالعميل للمخابرات الحزائرية و تشيطنون علاقته ببلدكم بعد فوات الأوان ، متناسين ما أقدمتم عليه من إهانات متكررة لمعارضيه من أشراف هذا البلد و أحراره ، الرافضين لاستفزاز المغرب و تحول موريتانيا إلى لعبة في أيادي النافذين في صراعات المنطقة.
لم يستطع المغرب أن يفهم في بوم من الأيام أن الثابت في موريتانيا هو الشعب و أن المتغير هي الأنظمة ، لهذا حمل المغرب كل مساوئ الأحكام في موريتانيا بكل ما تحمل من إساءات لشعبنا بسبب عدم قدرته على أخذ مسافة آمنة من الشأن الداخلي الموريتاني، الناتج عن القراءات و التحاليل الخاطئة و سوء التقديرات ..
لم تفهم الشقيقة المغرب ، أن الجزائر ظلت - حتى في أسوأ فترات علاقاتها بالأنظمة الموريتانية - عمقا استراتيجيا لبلادنا ؛ لا تقبل أي اعتداء خارجي عليه و لا تساوم في أي تهديد لوحدته. و لا أستبعد شخصيا أن تفعلها مع المغرب إذا هددها أي عدوان خارجي رغم ما بينهما ..
تلك هي الفوارق التي ظلت أطماع المغرب و ازدراؤه بموريتانيا ، تعميه عن رؤيتها.
و بالنظر اليوم إلى من تعتمد عليهم المخابرات المغربية في إدارة علاقاتها مع موريتانيا (و هي مجموعات مكشوفة ) ، ندرك بسهولة أسباب فشلها و ضيق زاوية رؤيتها و تخلف أساليب تعاطيها ..
المخابرات الخارجية في جل دول العالم اليوم أصبحت تبحث عن الثراء على حساب مصالح بلدانها و هذا ما وقعت فيه المغرب بالضبط و وقعت فيه في موريتانيا بصفة خاصة : من الواضح أن كل المواقف المغربية من موريتانيا مؤسسة على معلومات مغلوطة و انطباعات ثابتة و مقترحات غير مدروسة : تستطيع موريتانيا أن تبني أي علاقات مع البوليساريو من دون أن تتأثر علاقاتها مع المغرب و يمكن أن تقطع علاقاتها مع الجزائر من دون أن تتحسن علاقاتها مع المغرب. هذا ما تحتاجون فهمه بالضبط و تلك هي مشكلتكم .
قد يرى البعض أنني أتحامل هنا على المغرب الشقيق في حين أرى أنني أسدي له ما يستحق علينا من نصح ، متمنيا أن يصحح ما دأب عليه من أخطاء تجاه موريتانيا . و أولها أن يفهم المغرب أن موريتانيا دولة لها سيادتها من الخطأ أن يظل المغرب يكيل علاقاته بها من خلال علاقاتها بعداواته أو صداقاته التي لا تعنينا في شيء ..
ثانيا ، أن يفهم المغرب أن موريتانيا شعب له ذاكرة ، لا أنظمة عسكرية عابرة ، نسي المغرب دائما، أنه من الطبيعي أن يبحثوا في البداية عن نظام مغامر لتشريع مغامراتهم و يبحثوا في النهاية عن تحويله إلى عدو خارجي لتبرير بقائهم و استمرار طغيانهم تماما مثل ما فعل ولدعبد العزيز..
تعاملوا مع موريتانيا بود من منطلق السيادة و الندية نحملكم على رؤوسنا و تعاملوا معها بما دأبتم عليه من احتقار و ازدراء و ستكتشفون أنكم مخطئون إذا كُنتُم تنتظرون أن نقبل رؤوسكم.