الجمعة
2024/04/26
آخر تحديث
الجمعة 26 أبريل 2024

أهم المآخذ على مؤتمر الوزير الأول

14 يونيو 2020 الساعة 20 و30 دقيقة
أهم المآخذ على مؤتمر الوزير الأول
طباعة

أنهى الوزير الأول إسماعيل ولد الشيخ سيديا خرجته الإعلامية قبل قليل دون دون أن يعطى تفاصيل محددة عن البرامج والمشاريع التى تعكف عليها حكومته باستثناء حل مشكل العالقين فى بعض دول الجوار ، وبعض الدول الشرق أوسطية (الإمارات، تركيا).

وكان لافتا أن المؤتمر الصحفي أقصيت منه جميع الصحافة المستقلة (قنوات، إذاعات ومواقع) ليخلو الجو لمعالى الوزير، وليتمكن من سرد ممل حول ما تنوى الحكومة القيام به فى المستقبل دون أن يعطى أرقاما عن حجم المشاريع أو يحدد توقيتا لإنجاز مشروع واحد من المشاريع والبرامج التى ذكر أن حكومته عاكفة عليها.

خلو المؤتمر من الصحافة المستقلة واقتصاره على الصحافة الرسمية أظهر تواطؤا مكشوفا بين الحكومة والمؤسسات الإعلامية التابعة لها، حيث خلى المؤتمر من إثارة القضايا الساخنة مثل فشل الحكومة فى تسيير الوضعية الصحية، وبرنامج الأعلاف، وما شاب التوزيعات الغذائية من زبونية سياسية وولائية، ناهيك عن قضية صفقات التراضى، التى ذهبت فيها المليارات ومئات الملايين ، ولم تجد من يحقق فيها، وتم تغييب الصحافة المستقلة عن المؤتمر ليلا يثيرونها أو يعكروا صفو معالى الوزير بطرح مشاكل العطش والجفاف، والإهمال الذى قضى على العديد من المرضى فى مسارج الجامعة وغرف مركز أمراض القلب .

المتابعون للمؤتمر لاحظوا أن أجوبة الوزير كانت أقرب إلى مستوى التساؤلات والاستفهامات منها إلى أجوبة، حيث لم تحمل إجابة محددة عن سؤال واحد، رغم لطافة الإسئلة، وعدم إحراجها وخلوها من ملامسة هموم المواطنين، الأمر الذى جعل المؤتمر الصحفي يولد ميتا وباردا وخاليا من أي طعم.

قضية تخفيف الإجراءات التى تحدث عنها وخاصة فتح الطرق بين المدن لم يعط تفصيلا عنها على الرغم من معرفته بأهميتها بالنسبة لمن يتحدث إليهم، مكتفيا بالقول إن الحكومة باتجاه تخفيف الإجراءات تدريجيا وطبقا لما تراه وزارة الصحة!!!

أما قضية مكافحة انتشار الوباء فقد أكد أكثر من مرة أن الدولة الموريتانية تعاملت معها على مرحلتين وحققت فيهما نجاحا باهرا، الأولى عندما حاصرت الوباء ومنعته من دخول البلاد أيام كان وباء خارجيا. والثانية عندما أصبح وباء وطنيا حيث تعاملت معه فى هذه المرحلة باعتماد سياسة التعايش ، إلا أن ما لم يحدثنا عنه معالى الوزير هو كيف نجحت الحكومة فى محاصرة الوباء وأبقته خارج الحدود، وكيف استطاع هو (الوباء) أن يتغلغل فى البلد ويصبح وباء وطنيا يجب التعايش معه، دون أن يخسر أي منهما المعركة، ودون أن يكون الوصول إلى المرحلة الثانية على حساب النجاح فى الأولى ؟!!

المسألة التى ركز عليها الوزير فى مؤتمره وأخذت حيزا هاما من خطابه هي أن ما تقوم به الحكومة من خدمة للشعب سواء تعلق الأمر بالتوزيعات الغذائية أو تحمل فواتير الماء عن بعض الفقراء والمحتاجين، ليس بدافع القناعة والوطنية، وإنما بسبب أنه يشكل إرادة لدى السيد الرئيس!..