الاثنين
2024/04/22
آخر تحديث
الاثنين 22 أبريل 2024

قصة معاناة مرضى بمستشفى الشيخ زايد بنواكشوط: هل يجب أن يموت مرضى الكلى كي يحيى مرضى كورونا؟

14 يونيو 2020 الساعة 23 و12 دقيقة
قصة معاناة مرضى بمستشفى الشيخ زايد بنواكشوط: هل يجب أن (…)
الحسين بن محنض
طباعة

فخامة الرئيس
معالي الوزير الأول
معالي وزير الصحة

من فضلكم اقرأوا هذه الرسالة..

لقد كنت شاهدًا أمس واليوم على مأساة لا يمكن أن تقع حتى في مستشفى دولة حرب بلا إدارة وبلا وزارة ولا حكومة.. والقصة باختصار هي أني أوصلت مريضتي زوال أمس كالعادة إلى مستشفى الشيخ زايد للقيام بحصة التصفية المقررة لها ظهرًا..

فكانت المفاجأة الأولى أنها لم تجد للحصة الثالثة على التوالي حقنة هرمونات الدم الضرورية لحفظ الدم في جسم مريض التصفية، فقد قيل لها إنها ما تزال غير موجودة، رغم كونها تتمتع بوصفها موظفة للدولة على التأمين الصحي الضروري لذلك واستكمالها كافة إجراءاته البيروقراطية والمعقدة..

وكانت المفاجأة الثانية أنهم أخبروها أنه لا بد لها بموجب قرار جديد (أو تعقيدات جديدة) من المرور قبل كل حصة بطابور الصندوق لاستجلاب وصل من عنده..

أما المفاجأة الثالثة فكانت قولهم لها إنه تم تقليص حصة التصفية لجميع المرضى إلى ثلاث ساعات من الآن وحتى إشعار جديد، مع ما في ذلك من خطورة على مريض الفشل الكلوي لأن سحب كمية قليلة من الماء من الدم يهدد الرئة، وسحب كمية كبيرة في أقل من أربع ساعات يهدد القلب...

ولم ينته الأمر عند هذا الحد بل أخبروها بأنه نظرًا إلى أن مستشفى زايد لم يعد يتوفر إلا على 5 أو 6 أجهزة غسيل بدل 10 المعهودة في السابق، حيث يعاني جهازان أو ثلاثة من التعطل ،وبدل أن يقوم المستشفى باستبدالهما فقد سحب معهما جهازان آخران تم تخصيصهما لمرضى كورونا ليبقى فقط 5 أو 6 أجهزة لمرضى التصفية.. فكان عليها أن تنتظر حتى يصلها الدور لعجز الأجهزة المتبقية في الخدمة عن استيعاب المصفين، فبقيت بدلا من أن تصفي مع الظهر كالعادة هناك جالسة من الزوال تنتظر حصتها التي لن تنتهي إلا مع حلول الساعة الثالثة فجرًا..

ولما انتهت حصتها لم تجد هي ومن معها من النساء أي وسيلة لمغادرة المستشفى
في تلك الساعة المتأخرة، بينما غادر من وجد وسيلة أو استطاع المشي على قدميه من الرجال، فالمستشفى لا ينقل مرضاه، وباص وزارة الشؤون الاجتماعية الموضوع تحت تصرف مرضى التصفية بمناسبة حظر التجول لا يتخطى الواحدة أو الثانية ليلا.. وأنا لم أستطع أن أترك أطفالًا صغارًا في البيت في تلك الساعة المتأخرة من الليل وحدهم لإحضارها، فلم يبق لديها سوى السهر يقية الليل بلا نوم ولا راحة في ضيافة الناموس والإرهاق والمرض حتى مقدمي إليها في الصباح..
وعندما قدمت وجدت معها مجموعة من المرضى قد أصبح عليها الصبح وهي ما تزال تنتظر من الأمس دورها وسط معاناة لا توصف...

فخامة الرئيس
معالي الوزير الأول
معالي وزير الصحة
لم يعجز مستشفى الشيخ زايد عن شراء ما يكفي من أجهزة التصفية لمرضاه؟ خاصة أن الجهاز متوفر بخمسة آلاف دولار أو أقل؟
ولم لا يشتريها صندوق كورونا لمرضاه بدل توجيه أجهزة مرضى آخرين لمرضى كورونا؟
هل يجب أن يموت مرضى الكلى كي يحيى مرضى كورونا؟

ولم يستحق مرضى كورونا و98‎%‎ منهم بلا أعراض خدمات فندقية ومطعمية راقية ولا يستحق أصحاب الأمراض الخطيرة أبسط الخدمات؟

وهل صحيح أن استيراد أجهزة التصفية يواجه قيودًا ويخضع لحسابات تجارية؟ وأن الدولة سبق وأن منعت افتتاح عيادة خيرية للتصفية المجانية لذات الأسباب؟

الموت هو الموت فلا معنى لترك مرضى الأمراض الخطيرة يموتون في الوقت الذي تحشد فيه كل الطاقات من أجل منع موت مرضى كورونا...

فخامة الرئيس
معالي الوزير الأول
معالي وزير الصحة
هل يعقل أن تتردى خدمات التصفية إلى هذا الحد بعد 10 أشهر من الإصلاحات في عهدكم الميمون؟