الجمعة
2024/04/19
آخر تحديث
الجمعة 19 أبريل 2024

تازيازت الجنوبية: فرصتنا "الذهبية" التي ضاعت منا بعد أن كانت على الأبواب..

28 يونيو 2020 الساعة 12 و44 دقيقة
تازيازت الجنوبية: فرصتنا
الحسين بن محنض
طباعة

لا أتوفر على المعلومات الفنية الكافية للحكم على اتفاقية الحكومة الجديدة مع تازيازت، وثقتي في فخامة الرئيس الجديد ووزيره الأول تمنعني من أن أرسل الكلام على عواهنه.. إلا أني أتوفر على ما يكفي من المعلومات للحكم على أن اتفاقية كينروس القديمة مع السلطة كانت مجحفة ببلدنا للغاية، ليس فقط في نسبة 3 ‎%‎ التي تركت لنا، ولكن أيضا في الإعفاءات الضريبية الكثيرة والصلاحيات التسييرية الواسعة والبذخ الكبير -إن لم أقل التبديد الكبير- الذي تقوم به لثروتنا وعلى حسابنا حتى إنها جعلت من إسبانيا مقرا لها بدل موريتانيا..

ولم أكن أتوقع أن الحكومة الجديدة ستكافؤها بمنجم جديد مقابل زيادة قليلة 4.5 إلى 6 ‎%‎)، بل كنت أعتقد أنه إذا كان التأميم غير ممكن أو غير واقعي لأسباب مختلفة، فلا أقل من محاولة تصحيح ما أمكن من اختلالات اتفاقيتها، أما إعطاؤها منجما جديدا فكنت أظن أنه من سابع المستحيلات.. وكنت أظن أن حكمة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أو بعض مستشاريه ستكون كفيلة بتنبيهه إلى أن أحسن خيار لموريتانيا هو إنشاء شركة وطنية على غرار اسنيم لاستخراج ذهب منجم تاريازت الجنوبي، وانتزاع ما أمكن من التحسينات على اتفاقيتنا المجحفة مع كينروس بخصوص المنجم الحالي..

فلو أن حكومتنا أنشأت هذه الشركة الوطنية الخاصة بها لمنجم تازيازت الجنوبي الذي تقول المؤشرات إنه أغنى بكثير من منجم تازيازت الحالي، فإن التمويل الدولي أو العربي لن يعوزها، وستحصل من ورائها على أمور كثيرة: المال الوفير، والخبرة المهمة، والتشغيل الواسع للعمال، والقدرة مع ذلك على تقييم ما تقوم به كينروس في تازيازت الشمالية..

ولا أزال آسف على هذه الفرصة "الذهبية" بما في الكلمة من معنى التي ضاعت منا بعد أن كانت على الأبواب.. وأتساءل هل ما زال في إمكان البرلمان أو الرئيس تدارك الأمر أم لا..

لقد كنا قاب قوسين أو أدنى من أن نكون دولة من أغنى دول العالم بفضل هذا المنجم.. وها نحن مع الأسف نفقد هذه الفرصة مجددا أو نكاد...
الحسين بن محنض