الثلاثاء
2024/04/23
آخر تحديث
الثلاثاء 23 أبريل 2024

"گدروه في الدقيقة".. هل هو اختراع جديد؟

29 يونيو 2020 الساعة 17 و52 دقيقة
طباعة

من أول ما أفقت عليه من الأشياء التي لفتت انتباهي في انواكشوط عبارة "صورة في الدقيقة" التي كان المصورون يكتبونها على واجهات استيديوهاتهم التصويرية..

ثم بعد ذلك ظهرت وانتشرت مطاعم الوجبات السريعة التي كان بعضها يكتب للترويج لسرعة خدماته "دجاجة في الدقيقة"، أو "فاست فود" في الدقيقة.. وقد صادف أن مررت مرة أمام مخبزة كتب عليها صاحبها للترويج لخبزه وسخونته الدائمة "الخبز في الدقيقة"... وذكرني أحد الإخوة أيضا بمفتاح في الدقيقة الذي انتشرت ورشات خدماته في العاصمة منذ عقود...

ورغم أن القارئ لا يخفى عليه أن في ما تكتبه هذه المطاعم وتلك المخبزة وورشات المفاتيح نوعا من المبالغة والدعاية، فإنه لم يخطر ببالي أبدا أنه سيوجد "گدروه في الدقيقة، حتى مررت اليوم وأنا في طريقي إلى المكتب على الـ"گدروه" المار من أمام مستشفى الشيخ زايد، وعهدي به كما عهدته كل يوم گدروها عتيقا، فلما مررت عليه في العودة إلى البيت وجدت أن گدروها جديدا قد حل محل الگدروه القديم، فتعجبت غاية من هذا الگدروه الذي أنجز خلال وقت قصير جدا كأنما أنجز في دقيقة، وتذكرت الدول التي تمضي أسابيع وأشهرًا لترميم گدروهاتها..

طبعا ارتحت وأنا أسير بالسيارة على هذا الگدروه الجديد، لكن أسئلة عديدة بقيت عالقة في ذهني منها: هل يستجيب هذا الگدروه للمواصفات؟ وهل سيعمر أم سيتهالك في أسرع وقت؟ وهل هذه الطريقة في صناعة الگدروهات تعد من الإصلاح الذي يجب أن نشيد به أم من الإفساد الذي ينبغي أن ننبه عليه؟
من صفحة الإعلامي الحسين بن محنض