الخميس
2024/04/25
آخر تحديث
الخميس 25 أبريل 2024

الخبير التربوي محمدًِِ ولد التمين: التعليم فاسد ويحتاج إلى إصلاح حقيقي (مقابلة)

9 يوليو 2020 الساعة 22 و38 دقيقة
الخبير التربوي محمدًِِ ولد التمين: التعليم فاسد ويحتاج (…)
طباعة

فى إطار سعيها إلى إنارة الرأي العام الوطني حول واقع التعليم وما يعانيه من اختلالات قاتلة، أدت إلى تراجع بلادنا إلى الرتبة الأخيرة فى دول الجوار بعد تطبيق "إصلاح 99"، الذى فرض تدريس المواد العلمية باللغة الأجنبية فى المرحلة الابتدائية حسبما يقول الخبراء... فى هذا الإطار أجرت "وكالة العلم" مقابلة مع الخبير التربوي المفتش محمدن ولد التمين الذى التحق بالتعليم سنة 1969 وتنقل بين إدارات التعليم الجهوي ومدرسة تكوين المعلمين والمعهد التربوي، وبعض الوظائف الأخرى فى الفترة ما بين سنة 1975 إلى حين تقاعده سنة 2004م وحاورته حول واقع التعليم وآفاق إصلاحه، وكيف يمكن إصلاحه يشكل حقيقي؟؟

س - من الأولويات لدى الدولة حاليا إصلاح التعليم .. هل التعليم فاسد؟؟؟

ج - نعم التعليم فاسد ، ويتجلى ذلك فى ضعف مخرجاته وتدنى مستوياته، إضافة إلى التسرب، وأسطع برهان على ذلك هو تدنى مستويات التلاميد، وهو ما يجرى على لسان كل أحد بأن التلاميذ لا يمكنهم كتابة سطر صحيح.

ويمكن القول بأن هذه الدرجة من التدنى بدأت تظهر بصورة جلية ومتسارعة منذ تطبيق ما أطلق عليه تجوزا "إصلاح 1999" . وهذا ما أشارت إليه الدراسات الوطنية والإقليمية، حيث أكدت أن أسباب تراجع مستويات التلاميذ عندنا فى الرياضيات فى مرحلة التعليم الأساسي، ونقص الاهتمام لديهم بالعلوم والتكنولوجيا فى مرحلتي الأعدادية والثانوية، تعود إلى تلقى هؤلاء الأطفال لهذه المواد باللغة الأجنبية فى المرحلة الأساسية.
وهذه النظرة أجمغت عليها جميع البحوث الرائد فى مجال التعليم ، سواء البحوث التى أجرتها اليونسكو أو البنك الدولي،حيث أثبتت جميعها أن تعلم التليذ للمواد العلمية بلغته الأم شرط أساسي فى استيعابه لها. وهذه النتيجة هي ما توصلت إليها منتديات التعليم فينا سنة 2013م حيث أصدرت توصية جاء فيها: "ضمان التعليم باللغات الأم على جميع مستويات النظام التربوي، وبالأخص فى مراحل التعليم القاعدي، وذلك من منظور تحسين جودة التعليم مع السعي تدريجيا إلى إتقان لغتين - على الأقل- من لغات الإنفتاح ."

ولا يفوتني هنا أن أشير إلى أن إصلاح 99 نقل موريتانيا من الرتبة الثانية إلى الأخيرة فى دول الجوار.

س - ماذا يُنتظر من الإصلاح الجديد، وبماذا يتميز عن سابقيه؟؟؟

ج - الإصلاح الجديد يُنتظر منه ما يُنتظر من أي إصلاح يقوم على إبراز الإشكالية المترتبة عن الوضعية القائمة من خلال تحديد مكامن الخلل، ووضع تصور لعلاج تلك الاختلالات.
كل هذا لابد أن يكون مسبوقا بتصور شامل يحدد أهداف ومرامى المنظومة التربوية. ويشترط فى هذا كله شرط بقوة الشرط فى إصلاح التعليم ألا وهو إقرار اللغة الأم فى التعليم، سيما فى التعليم القاعدي. فعدم حسم لغة التدريس ظل العامل الأساسي فى فشل التعليم، ومثارا للتجاذبات السياسية بين دعاة التعريب والافرانكفونيين عندنا.

الإصلاح الجديد أملنا فيه كبير، ونرجو أن لا يكون مثل الإصلاحات السابقة،التى لم ترق إلى مستوى الإصلاح لأن أغلبها لا يتجاوز كونه قرار صادر عن الحكومة أو إحدى اللجان العسكرية يقضى بزيادة مادة أو حذفها أو تدريسها بهذه اللغة أو بتلك. وهذا لا يمكن أن يرقى إلى إصلاح.
فالإصلاح الوحيد الذى تمت تهيئة الظروف المناسبة لانطلاقه على أسس علمية ومقومات مدروسة هو الإصلاح الذى كنا ننتظر تطبيقه بعد المصادقة على منتديات التعليم 2013م والذى تعهد الوزير الأول آنذاك الدكتور ملاي ولد محمد لغظف بتطبيقه فى كلمته بمناسبة اختتام فعاليات المنتديات بقصر المؤتمرات.

إن مخرجات تلك المنتديات التى استمرت زهاء سنة كاملة وتم فيها إشراك كافة القوى المعنية بالنظام التربوي (معلمين، مفتشين أساتذة،آباء التلاميذ، خبراء، اليونسكو) كان يمكن أن تؤسس لإصلاح تربوي حقيقي لو طبقت، لكنها للأسف تم قبرها بعد رفعها إلى رئيس الجمهورية آنذاك لأسباب نجهلها، وإن كنا نتهم بها جهات خارجية لم يرق لها ذلك الإصلاح.

س – ما هي الأولويات الضرورية لإصلاح التعليم؟؟

ج – تكاثرت الظباء على خداش .... هذه الأولويات كثيرة ويمكن تلخيصها أساسا فى عدد من النقاط من أبرزها:
  إقرار التدريس باللغة الأم
  تسوية مشكلة المدرس ووضعه فى ظروف، تمكنه من أداء مهمته على الوجه الأكمل، وتشعره بنبل مهمته من أجل دفعه نحو بذل مجهود أكبر

  تحديث وتحسين المناهج التربوية لتواكب متطلبات المرحلة

  توفير البنية التحتية من مدارس ومقاعد وطاولات ..

  توفير الكتاب المدرسي والدعامات التربوية

س – هل لديكم معلومات عن الإصلاح الجديد؟؟

ج – لا توجد لدي معلومات عنه.. سمعت فقط أن هناك 6 مكاتب خبرة، بعضها أجنبي تقدمت للحصول على عقود بشأنه وحسب نفس المعلومات فإن الوزارة تنوى التعاقد مع ثلاثة مكاتب فقط من أجل الاستعانة من الخبرات فى الموضوع.

س- هل لديكم عن الآليات المعدة للإصلاح الجديد، وهل أنتم متفائلون به؟؟

ج - لست متفائلا بشأنه إذا صح أن تمويله آنت من فرنسا، التى سبب فشل نظامنا التربوي منذ بدايته وحتى اليوم.

العلم: نشكركم

أجرى الحوار أفلواط الداهى