الخميس
2024/04/18
آخر تحديث
الخميس 18 أبريل 2024

للعلم.. القذافي يسقط حكومة تركية....

20 يوليو 2020 الساعة 10 و13 دقيقة
للعلم.. القذافي يسقط حكومة تركية....
طباعة

في 7 اكتوبر1996 زار رئيس وزراء تركيا نجم الدين اربكان ليبيا والتقي القذافي في خيمته..
اربكان زعيم حزب (الرفاه) وصل للسلطة في بلاده بعد فوز حزبه الاسلامي (الرفاه) في انتخابات 1995 بالمرتبة الاولي وشُكلت الحكومة برئاسته..
ما ان وصل اربكان للسلطة حتي اتخذ عدة مواقف اضرت بالعرب منها ، توقيع اتفاقيات امنية وعسكرية مع الكيان الاسرائيلي ، وكذلك سمح لاميركا باستخدام قاعدة (انجليك) جنوب تركيا لضرب العراق ، وضُرب العراق فعلا ، كما ايّد بقوة اقامة دولة للامة الكردية علي جزء من ارض العراقً..
لم يقف القذافي صامتاً حيال ذلك فقد اخذ قرارا حاسماً ردا علي سياسة تركيا العدوانية تجاه العرب بان امر بطرد الشركات التركية العاملة في ليبيا وانهاء خدماتها واستبدالها بشركات من دول اخري لا تعادي العرب ، وكذلك ايقاف التعامل التجاري معها ، وتخفيض مستوي التمثيل الدبلوماسي معها الي اضيق نقطة ، واستضاف وفداً كبيراً من المناضلين الاكراد والتقي بهم علناً وايد حقهم في اقامة دولة لهم في تركيا وسوريا وايران والعراق..
علي إثر ذلك اتي رئيس وزراء تركيا نجم الدين اربكان مهرولاً الي خيمة القذافي ، وجلس امامه كتلميذ إبتدائي ينصت جيداً لمعلمه..
بدأ القذافي يوبخه علناً امام وسائل الاعلام ونقلها التلفاز الليبي مباشرة قائلا له:(كيف تسمح تركيا التي يقودها حزب اسلامي لمنح اميركا قاعدة عسكرية لضرب دولة مسلمة ظلماً وعدواناً ، عليك بايقاف هذا لانه عدوان وقتل للابرياء ، لاتجعل تركيا الاسلامية نقطة انطلاق لضرب الدول العربية والاسلامية ، وكذلك كيف توّقع تركيا اتفاقيات امنية وعسكرية مع الكيان الاسرائيلي انك بذلك تحمي وتقوي اسرائيل وتضعف العرب والاسلام ، كما انك تدعو الي اقامة دولة للامة الكردية علي حساب العراق مستغلين ضعفه وظروفه ، للاكراد حق في اقامة دولتهم علي الاقاليم في جميع الدول التي يتواجد بها الشعب الكردي ، نحن لن نسمح بهذا ابدا ، ان ليبيا ستقاطع تركيا في جميع المجالات بدايةً من الشركات العاملة الي التبادل التجاري وسنؤيد اقامة دولة للاكراد في تركيا ، رداً علي مواقف تركيا المعادية للعرب)..
لم يرد التلميذ علي المعلم !! فقط اكتفي بهز رأسه وصافح ثم انصرف..
(المهم)
علي الرغم من ان رئيس وزراء تركيا نجم الدين اربكان زار مصر ونيجيريا الا ان زيارته لليبيا اخذت اصداء عالمية واسعة بسبب توبيخ القذافي للرئيس اربكان..
رجع رئيس وزراء تركيا نجم الدين اربكان منكسراً بعد لقاءه بالقذافي ، فقد عمت مظاهرات ضد اربكان في تركيا محتجه علي توبيخه وضعفه امام القذافي معتبرين ذلك اهانة للامة التركية ، وقد صاحب ذلك حملة اعلامية ضخمة ضد اربكان تنديدا بجلوسه كتلميذ امام القذافي وهو يمثل اكبر دولة اسلامية..
ادّي هذا الهيجان الشعبي والاعلامي الي تقديم اربكان استقالته وسقطت حكومة حزب الرفاه ولم تدم فترة حكمه سوي اشهر..وكان توبيخ القذافي اهم اسباب سقوطه......