السبت
2024/05/18
آخر تحديث
السبت 18 مايو 2024

بيرام استمع أخيرا لصوت العقل والمنطق

29 أغشت 2020 الساعة 15 و35 دقيقة
بيرام استمع أخيرا لصوت العقل والمنطق
طباعة

تعبت من السفر الطويل حقائبه وتعب من خيله وغزواته
لم تبق مدينة اوروبية ولامحفل اجنبي مشبوه الازرع بارضه راياته
الرجل حمل خطابا صداميا بعيدا من الواقع
فى كل مرة كان الموريتانيون أكبر من خطابه التفريقي وفى الداخل والخارج لم تكن عباراته المفخخة وخطابه الملتهب يعطيان نتيجة
على المستوى الشخصي حقق بعض الشهرة والمال والسياحة وفتح أعين عائلته على العالم لترى حضارة وبذخا لن يتاح ل99%من الموريتانيين رؤيتها ولوفى الأحلام
لم تعد إيرا هي نفسها
شهدت نزيفا مجلطا منذبعض الوقت واسوأ مافيه فقدها لجماعة نزيه بلال وحنن امبيريك ولقدكانت جماعة صادقة مشبعة بالسياسة وفصل الخطاب
والأخطاء القاتلة التى ارتكبها بيرام من المحرقة وصولا لشتم الناس والشحن الطائفي العلني وليس انتهاء بالتغول الخطابي خارج البلاد والتقطط الخطابي داخلها كلها عحلت بالقاء بيرام للمظلة التى كان يتقى بها صقيع مدن الضباب والنظارات التى كانت تليق بالفنادق التى كان يساق إليها عبر العالم ليعود إلى اريفى ولخريف والشمس فهذه الأرض لاملجا منها ألا اليها
لقدكان الانهيار الأكبر فى حياة بيرام هوعجزه عن خلق تحالف لوني بين العرب السمر والزنوج تحالف طالما حلمت به قبله اجيال من قادة( افلام) ولكنه بدا مستحيلا لتماسك صخري جبل عليه المجتمع الموريتاني بكل ألوانه واطيافه
كيف تفرق مجتمعات توحدها المساجد واسرة المرض ووحدة المعاناة وميراث ابدي من التعايش والحب الملحوم بالاسلام العظيم المسور بالعروبة والانتماء الافريقي
عادبيرام ادراجه ليبكى ساعات على قدمى وطن حاول حرقه بعود ثقاب تمسكه يدعنصرية متسخة ومرتعشة
ولكن لم يكن ليحرق كل المراكب فلعل شوقا يركبه لمدن الصقيع ذات مستقبل لذلك طالب بإضعاف اللغة العربية وإبعاد القوانين المحلية عن منبعها الشرعي حتى لايستمر التطرف والكراهية
قال ذلك لأنه( لابدمن شيئ يدارعلى الوجه)
و( يدار) فى اليد لرعاة( ايرا) و( افلام) فى الخارج)
بيرام عاد واخلى سبيل فرسه الورقية
( لقدولى عهد الصدامات )
تلك خلاصته التى توصل إليها ولكنه لم يدرك أنه لم يكن لدينا عهدصدامات كان هناك صراخ يحركه الأجانب وتفشله وحدة الموريتانيين الحريصين على مستقبلهم ليس إلا
بيرام الآن حزم أمره سيضع نفسه على الصامت بعد سنوات من الصراخ لم يعد الظرف والعمر والحالة الصحية وتشتت الحركة وافلاس الخطاب العنصري وتخصيص النصارى واليهود اموالهم لمواجهة( كورونا) وتقليص نفقاتهم على جلب الحطب الرقيق لإشعال الدول وحرق الشعوب تسمح به
على خطوات الحكيم مسعود وانسجاما مع طقس معروف اجتماعيا لدى بعض مكونات المجتمع الموريتاني حيث يقضى الشخص شبابا ناضرا فى ( التبعرص) و( الاغراض ) حتى اذاوخط الشيب راسه اصطحب سجادته وسبحته وودع ماضيه الطائش الأحمق غالبا غيرآسف عليه وتفرغ لنفسه ولتصحيح مسارات بقية عمره
رحلة بيرام كان مسعود قدلخصها
( أيها العرب السمر كافحت من اجلكم انتم جزء من الشعب العربي ذلك قدركم نجحنا فى سن القوانين لمنع الاسترقاق مستقبلا وعلاج جراحات ماضيه اقبلوا على التعلم خذواحقوقكم بقوة القانون هولن يذهب اليكم فاذهبوا اليه لتحقيق العدالة فى وطن يسعكم جميعا وليس لكم دون الاخرين ومحكوم عليكم بالتعايش مع اخوتكم البيض ومع اخوتكم للزنوج فى وطن قوي موحد يحتفى بكل ابنائه)
حكمة مسعود نامت عشرين سنة لتثبت صدقها وحتميتها واليوم بيرام وإن بتردد وخجل يوقظ تلك الحكمة الخالدة وحذوالنعل بالنعل خلف مسعود يخلع عباءة حقوقية متقعرة ليلبس بذلة سياسية مدنية لايزيدها غبار الوطن ألا إناقة وجمالا عفويا بلون موريتانيا التى نحلم بها خيمة ظل ودفئ للجميع
من صفحة حبيب الله ولد أحمد