الجمعة
2024/04/19
آخر تحديث
الجمعة 19 أبريل 2024

كيف قاد المرض شابة إلى تأسيس شركة عالمية؟

15 سبتمبر 2020 الساعة 07 و37 دقيقة
كيف قاد المرض شابة إلى تأسيس شركة عالمية؟
طباعة

أسست جولز ميلر شركة للمكملات الغذائية بعد معاناتها من مرض متلازمة القولون المتهيج.

تقول جولز ميلر، إنها عانت من المرض لدرجة أنها أصيبت بنزيف داخلي. "كنت مرهقة ومنتفخة، ولم أعد أعيش حياة طبيعية . حدث ذلك عندما بدأت أفكر في الطعام والصحة والمكملات".

كان هذا في عام 2015 حين كانت تعيش جولز حياة مرهقة في لندن، وتم تشخيصها بمتلازمة القولون المتهيج "آي بي إس"، عندما كانت في الـ 25 من عمرها. وبدأت في تناول المكملات الغذائية في محاولة للتخفيف من المشكلة لكن لم يفدها كل ذلك، حتى أن بعضها جعلت حالتها تزداد سوءاً. فشعرت بالقلق حيال تلك الحبوب التي جربتها والتي كانت معظمها تتضمن عناصر ومواد تجعل بطنها منتفخاً على الدوام.

في هذه المرحلة، من المحتمل أن يكون كثيرون منا يعانون من الاكتئاب أو القلق أو التوتر جراء الإصابة بنفس المرض، لكن جولز كانت تمتلك سلاحاً سرياً، كان جدها البروفيسور الراحل جورج ميلر، كيميائياً في جامعة كامبريدج. لذلك بدأت البحث مع جدها في تركيبات ومكونات المكملات الغذائية.

وتقول جولز البالغة من العمر الآن 31 عاماً: "لقد كانت فكرة رائعة. كانت هناك علامات تجارية من المفترض أن تساعدك، لكنها تحتوي على مكونات ثبت أنها تسبب أعراضاً أخرى". وألهما عملها مع جدها على إطلاق مشروعها الخاص في مجال المكملات الغذائية الطبيعية.

كيف أطلقت المشروع؟
في عام 2017 أسست شركتها "نيو". واليوم، تبلغ إيرادات الشركة السنوية 10 ملايين دولار. وتقول جولز إن مبيعات هذا العام حتى الآن، ارتفعت ستة أضعاف مقارنة بعام 2019 ، وتعزو ذلك إلى قلق المزيد من الناس بشأن صحتهم وجعلها من أولوياتهم في مواجهة وباء كوفيد 19.

ولدت جولز (نصفها من أصول كولومبية) في لندن، لكن عائلتها انتقلت للعيش في كولومبيا عندما كان عمرها بضعة أشهر. وتعد الإسبانية لغتها الأولى.

عادت جولز للعيش في لندن مع والديها عندما كانت في السابعة من عمرها. وبعد أن أنهت المرحلة الثانوية، درست الفلسفة في جامعة برمنغهام، قبل أن تعمل في مجال الإعلان في لندن.

وقبل إطلاقها لشركة "نيو"، كانت رئيسة تطوير الأعمال في شركة الأغذية النباتية "ديتوكس كيتشن".

وبالعودة إلى الوراء، عندما أطلقت جولز شركتها لأول مرة، تقول إنها لم تكن خائفة إطلاقاً. "أعتقد أنني إذا أطلقت مشروعاً آخر الآن ، فلن أحظى بالثقة التي كنت أتمتع بها في ذلك الوقت، لقد كنت مغرورة جداً. قمت بكتابة قائمة بالأمور التي لم أكن أعرفها والأشخاص الذين قد يمتلكون الأجوبة عليها، وأرسلت إليهم رسالة عبر البريد الالكتروني.

والشخصان اللذان اتصلت بهما كانا ناتالي ماسينيت، مؤسِّسة متجر الأزياء بالتجزئة Net-a-Porter ، وهارفي سبيفاك، رئيس شركة Equinox الأمريكية للياقة البدنية. ولحسن الحظ ، ردّ الإثنان على رسالتي وقدما لي النصائح اللازمة.

كان المنتج الأول لشركتها يدعى Debloat "ديبلوت"، وهو مكمل غذائي يخفف من أعراض هذا المرض وقد ثبت أنه بالفعل مفيد جداً عندما تناولته. ولاحقاً بدأت بإنتاج مواد أخرى، مثل الفيتامينات، وعلاجات البشرة.

في بداية الأمر، كان مقر الشركة في كامبريدج، ولكن في غضون عامها الأول من العمل انتقلت إلى نيويورك.

وتقول جولز إنها قامت بذلك للاستفادة بشكل أفضل من حقيقة أن الولايات المتحدة هي أكبر سوق للمكملات الغذائية.

"حوالي 80 في المئة من الأمريكيين يتناولون الفيتامينات أو مكملات أخرى، لكن البريطانيين أقل انفتاحاً على تناولها".

ويزدهر قطاع المكملات الغذائية على مستوى العالم، حيث ذكر تقرير العام الماضي أنه من المتوقع أن تشهد المبيعات السنوية ارتفاعاً يصل إلى 210 مليار دولار بحلول عام 2026 ، مقارنة بعام 2018 الذي وصلت المبيعات خلاله إلى 125 مليار دولار.

وبدأت الشركة في عام 2017 بالبيع عبر موقعها على الإنترنت، لكن منتجاتها الآن تباع من قبل تجار التجزئة أيضاً، ولديها متجر واحد خاص بها في نيويورك.

وحصلت الشركة الآن على تمويل قدره 11.5 مليون دولار، بما في ذلك من شركة السلع الاستهلاكية العملاقة يونيليفر ، لكن جولز وزوجها تشارلي جاور ما زالا أكبر المساهمين. ومازال زوجها يشغل منصب مدير العمليات في حين تشغل جولز منصب الرئيس التنفيذي.

تقول كارولين بيتون أخصائية التغذية البريطانية، إنه من الجيد أن تتحدث الشركة بالتفصيل عما يدخل في تركيب منتجاتها.

وتتابع: "قلة من الناس يعلمون ما يدخل في تكوين مكملاتهم الغذائية باستثناء تلك التي يبحثون عنها". "الوضوح الكبير حول هذا أمر جيد للصناعة. سيكون هناك دائماً سوقاً للمنتجات رخيصة الثمن لكن بعض الناس على استعداد لدفع المزيد مقابل منتجات أكثر نقاء".

ما أهمية المكملات الغذائية؟
في المملكة المتحدة، تنصح دائرة الصحة الوطنية بتناول أقراص فيتامين (د) إذا لم تتعرض لأشعة الشمس الكافية. هذا لأن أجسامنا تنتج فيتامين د عندما تتعرض بشرتنا لأشعة الشمس.

لكن بالنسبة لمعظم الفيتامينات والمعادن الأخرى، ألا يتعلق الأمر كله باتباع نظام غذائي جيد؟

وقالت متحدثة باسم مؤسسة التغذية البريطانية: "بشكل عام ، يجب أن يوفر اي نظام غذائي متوازن ومتنوع كميات كافية من الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الأخرى التي نحتاجها وكذلك المكونات الغذائية الهامة مثل الألياف والمركبات الطبيعية النشطة بيولوجيا، مثل البوليفينول دون الحاجة إلى مكملات ولا ينبغي استخدام المكملات الغذائية كبديل للنظام الغذائي السليم".

"هناك بعض الحالات التي يوصى فيها بالمكملات، مثل تناول مكملات حمض الفوليك خلال فترة ما قبل الحمل وبدايته"

وتقول جولز إن الأمر كله يتعلق بمعرفة المكملات الغذائية المناسبة لك.

كما نظمت شركتها حملة في العام الماضي تحث الناس على الانتباه إلى صحتهم العقلية، أطلق عليها "كيف حالك حقا؟" تحدثت عن كيف كان قطاع الصحة الأوسع مقصراً في هذا المجال عبر التركيز فقط على الرفاهية الجسدية للأشخاص.

وتقول جولز: "أريد أن ينصت الناس إلى أجسادهم ، لأن رحلة كل شخص مثلي تماماً هي رحلة شخصية".

وتوضح أن هناك منتجات جديدة قيد التطوير. "نريد أن نواصل النقاش الهام حول قضايا الجمال والصحة وبالطبع الصحة العقلية ايضاً".