الأربعاء
2024/04/24
آخر تحديث
الأربعاء 24 أبريل 2024

أين تتجه بوصلة التطبيع بين السودان والكيان المحتل لأولى القبلتين فى ضوء ابراكماتيكية البرهان وقومية حمدوك؟

28 سبتمبر 2020 الساعة 08 و30 دقيقة
أين تتجه بوصلة التطبيع بين السودان والكيان المحتل لأولى (…)
الدكتور المحامى محمد سيدى محمد المهدى
طباعة

أين تتجه بوصلة التطبيع بين السودان الشقيق والكيان المحتل لأولى القبلتين فى ضوء ابراكماتيكية البرهان وقومية حمدوك؟
إننا وانطلاقا من مواقفنا القومية الثابتة مدعومين بمواقف القوى الحية فى الشارعين العربي والإسلامى والتى لايلوح فى الافق المنظور انبطاحها خلافا لممثليها الرسميين ، نعتقد اعتقاداجازما ان فلسطين ارض عربية مليئة بالمقدسات الإسلامية والمسيحية ستعود عاجلا ام آجلا الى اصحابها طال مابقي فى هاتين الامتين نساء ينجبن اطفالا يؤمنون بالحرية والمسؤولية والكرامة وعزة النفس المفقودة الآن عند المهرولين المنبطحين.
ورغم إيماننا الراسخ بعودة فلسطين الى اهلها مهما تكالب عليهم من ظلم وتجبر وقهر من قوى الشر والإستعمار ، إلا أننا لا تساورنا الشكوك فى ان النظام العربي الرسمى ستتسارع وتيرة تساقطه فى شباك الصهاينة والأمريكان كمايتساقط الذباب فى المذق ولن يبقى عصيا على التطبيع سوى ثلاث دول لن تستطيع انظمتها الإقدام على ذاك الفعل إما لمبادئ تؤمن بها اولخوفها من رد فعل شعوبها ، وهذه الدول هي : ( العراق ، والجزائر ، وسوريا ) وربما الكويت ولبنان .
ومع ذلك تبقى فلسطين عصية على البيع رغم خذلان الاشقاء وانبطاح السماسرة والعملاء.
وفى ضوء الضغوط التى تمارس على الاشقاء فى السودان وعدم رضوخ الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء لها حتى الآن ومقاومته لها ، لايسعنا كمواطنين عربا لاحول لنا ولاقوة الا التعبير عمّا يختلج فى صدورنا ، وهو توجيهنا له تحية اجلال واكبار ، فى الوقت ذاته ينبغى للمنصفين منا ان لايحمِّلوا الرئيس البرهان اكثر مما يحتمل.
فاالرجل تئن بلاده تحت مخلّفات الحرب الأهلية ووطأة العقوبات ومدرجة ضمن لائحة الإرهاب ومطالبة من قبل قوة غاشمة تتحكم فى اقتصاد العالم بدفع مائات ملايين الدولارات وهى على شفى انهيار تام وقد تخلى عنها اثرياء العرب وتركوهاتواجه مشاكلها لوحدها وجاءته فرصة ذهبية من مارد قد لاتتكرر تنقذ بلاده من مخلفات النظام البائد التى تجرجر فى اوحاله ذيولها .
صحيح ان ثمن ذلك باهظ التكلفة ، وهو التطبيع مع الكيان الذى يغتصب ارض فلسطين ويعيث فيها فساداوينكل بأهلنا وينتهك حرماتنا ويدنس مقدساتنا ...وصحيح كذلك ان عاصمة السودان الشقيق هى التى احتضنت قمة ( اللاءات) الثلاث ، ومع ذلك يبقى شافعا للسودان مواقفه السابقة المشرفة للعرب بصفة عامة وللفلسطنيين بصفة خاصة كما يشفع له انه لم يكن - رغم ظروفه القاسية التى بيناها - اول المطبعين مع الكيان الصهيونى .
فإذاكان مقبولا من وجهة نظر البعض تطبيع دول عربية لا تعانى الضغوط النفسية والسياسية والإقتصادية مع هذا الكيان الغاصب لأرضنا ، فإنه يكون من دواعى عدم الإنصاف استهجان ماسيقدم عليه البرهان الذى يتجرّع اشدّ الامرّين ( التطبيع او البقاء تحت سيف العقوبات).
وينبغى ان لا يفهم مما بيناه - ونعتقد انه شر قادم لامحالة - اننا نؤيد التطبيع مع العدو الإسرائيلى ، بل إننا نعتقد انه خيانة للأمتين العربية والإسلامية.
ومع ذلك نعتقد ان الوضعية التى يمر بها السودان وضعية خاصة قد ينظر اليها المنصفون من حكماء الشارع العربى بقدر من الإنصاف وعدم التصعيد ضده تطبيقا للمثل القائل : ( مكره اخاك لابطل).
الدكتور المحامى محمد سيدى محمد المهدى.