الثلاثاء
2024/04/23
آخر تحديث
الثلاثاء 23 أبريل 2024

ولد منصور: معاداة اللغات واستهدافها سلوك متخلف

27 أكتوبر 2020 الساعة 08 و23 دقيقة
ولد منصور: معاداة اللغات واستهدافها سلوك متخلف
طباعة

هناك خلط لا تسعفه العقلانية، ولا يناسب الاستمرار في المبالغة فيه، ألا وهو مقاطعة البضائع والمنتجات الفرنسية، ومقاطعة اللغة الفرنسية، وجعل الأمرين متلازمين ومطلوبين.
إن اللغة الفرنسية - كأي لغة - يمكن استعمالها للنيل من الدين والسخرية من المسلمين، كما فعل ماكرون والاسلاموفوبيون، ويمكن الدفاع بها عن الاسلام والدعوة لإنصاف أهله كما فعل ويفعل مسلمون فرنسيون، وشخصيات ثقافية وسياسية فرنسية انتشرت مداخلاتها في هذا الفضاء منتقدة سياسة الاسلاموفوبيا، ومدافعة عن مسلمي فرنسا.
مقاطعة البضائع والمنتجات سلوك موجه لفرنسا واقتصادها وتجارتها، فأضاف للبعد الرمزي آخر عمليا.
معاداة اللغات واستهدافها سلوك متخلف، ومع إدراكي للعلاقة بين اللغة وثقافة أهلها الأصليين، ودون أن أهون من الطابع اللغوي والثقافي الطاغي للاستعمار الفرنسي فإن اتساع الأمم وانتشار اللغات بينها، وكون كل لغة أصبحت تحمل ثقافات عديدة لا ثقافة واحدة، يخفف من ذلك ويضعف حجة محاربي اللغات.
أما موضوع التعليم عندنا وأن أي إصلاح جدي له مربوط بمكانة اللغة العربية فيه أساسا واتساعا، فموضوع آخر، ولا يناسب خلطه مع موضوع المقاطعة.
من صفحة الأستاذ محمد جميل ولد منصور