الأربعاء
2024/04/24
آخر تحديث
الأربعاء 24 أبريل 2024

أول إنتخابات أمريكية يكون للمسلمين والعرب والمهاجرين فيها وزن(تحليل خاص بالعلم)

9 نوفمبر 2020 الساعة 07 و30 دقيقة
أول إنتخابات أمريكية يكون للمسلمين والعرب والمهاجرين (…)
طباعة

ينتظر العالم مضي 70 يوما ليتأكد من أنه تم طي صفحة عنيفة في تاريخ هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه في مأمن من تصرفات رجل مخبول يسند ظهره على أكبر قوة في العالم ويتمتع بصلاحيات واسعة ولا يتنبأ أحد بما سيفعل .
لا ينتمي ترامب لأي مدرسة سياسية أمريكية على الإطلاق ليتم تصنيف تصرفاته ضمن منهجية معينة، بقدر ما هو عجين من العنف والغطرسة والمزاجية أدت إلى هذا الشخص غريب الأطوار الذي ظهر بعد هزيمته في الإنتخابات بمظهر رئيس لدولة صغيرة متخلفة تعيش في الظلام ويمكن التلاعب بنتائج إنتخاباتها، وليس رئيسا لأعظم ديمقراطية في العالم. إنه في النهاية يحمل عقل طفل يملك قوة هائلة ويمكنه أن يتصرف بتهور، كما يمكن أن يسند رأسه لحائط وينفجر بالنحيب. لقد تضرر جميع العالم من رئاسته للولايات المتحدة الخمس سنوات الماضية على نحو مريع وجعل الولايات المتحدة تتحول إلى دولة ابتزاز مخيفة أو عملاق بلا توجهات .
لقد تخلت الولايات المتحدة خلال رئاسته عن الكثير من التزاماتها الدولية والإنسانية والثقافية ومن دورها الأسطوري في دعم المنظمات الدولية، فقد خرجت من منظمة الصحة العالمية ومن منظمة االيونسكو ومن منظمة حقوق الإنسان ومنظمة البيئة، وكانت بمثابة قوة عظيمة لجمع المال وفرض المكوس، فقد كانت كلمة "مال" هي أكثر كلمة وردت على لسان ترامب خلال خمس سنوات وأثناء استقباله لأي ضيف أجنبي دون أي خجل. إنه كان يعبر عن قوة بلده العظيمة كحارس لأنظمة ديكتاتورية وسلطوية وأخرى دموية ولا إنسانية، وقد تخلت فترته عن كل قيمها.
كانت رئاسة ترامب وبالا على القضايا العادلة في العالم، وعلى نحو واضح على القضية الفلسطينية: فقد أسقط حل الدولتين وقضية القدس، وأجبر الدول العربية على التطبيع مع إسرائيل، وقام بتدمير محور مناهضة التطبيع العربي وتقليم مقاومة الإحتلال، فلم يكن ترامب يرى سوى اللوبي الصهيوني واليمين المتطرف الإسرائيلي.
إننا، ونحن نودعه عبر منافسة شرسة، نلاحظ مظاهر إيجابية في السياسية الآمريكية وهي ظهور محور الإسلام والسود والمهاجرين يلعب دورا مهما في الحملة الإنتخابية ويمثل جزءا من خطابها مقابل هيمنة متغطرسة للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الإمريكية منذ زمين طويل، ويخلق اعتبارات جديدة في سياستها.
إننا سنشاهد لأول مرة رئيس لا يدين لذلك اللوبي بالنجاح، ونتوقع بناء على ذلك تغييرات متوازنة في سياسية الولايات المتحدة الآمريكية الخارجية. إننا أمام رئيس ينتمي لمدرسة سياسية عريقة في الولايات المتحدة وجاء عبر نجاح حماسي شاركت فيه كل فئات الشعب الأمريكي بمفهومه الواسع. إنه رئيس طاعن في السن والتجربة ولن ينهي وقته في الصراع مع الصحافة ولا في ابتزاز الأنظمة العربية والصين. إنه عكس ترامب الذي لم يكن يصلح سوى لتسيير صالات غمار.
إننا اليوم نتتطلع لمشاهدة رئيس يعمل وفق منهجية، ولا نتطلع بالعكس لتغييرات جوهرية في السياسة الأمريكية، كما سنلاحظ البيت الأبيض يعمل بفاعلية بعيدا عن تأثير الأسرة كما هو حال ترامب وإبنته وصهره، تلك الوضعية التي تذكرنا في موريتانيا على نحو يثير السخط بفترة ولد عبد العزيز السيئة التي كان يسيرها مع إبنته وصهره.