الخميس
2024/03/28
آخر تحديث
الخميس 28 مارس 2024

زيارات الرئيس للداخل في زمن كورونا.. هل هناك شيء آخر أخطر من الجائحة؟(خاص العلم)

23 نوفمبر 2020 الساعة 07 و34 دقيقة
زيارات الرئيس للداخل في زمن كورونا.. هل هناك شيء آخر (...)
طباعة

كان من المقرر أن يتجول الرئيس في جميع أنحاء البلاد في زيارة لعواصم الولايات قبل العدول عن ذلك بسبب الموجة الثانية المزمعة من جائحة كورونا التي تسبق خروج المنتوج (المصل)أو الدواء الذي يعالجها، وهو ما سيكون للتجارة دور في تهويلها .
الوقت كله مفتوح لزيارة الرئيس لمواطنينه دون أن يكون هناك حاجة لمبرر من تدشينات أو حملة سياسية، ومن أجل فهم دوافع هذه الزيارات بصفة خاصة يجب ربطها بسياقها المرتبط بنشاط الرئيس وطموحه للوصول إلى لب المشاكل العميقة التي تخيم على البلد وتفرض عليه وضعية التخلف ، حيث تم عقد اجتماعات ولقاءات عملية مطولة مع الولاة والعمد والمجالس الجهوية طبعها تبادل الآراء والتعليمات، دون نسيان الإنفتاح على الطيف السياسي الوطني بما فيه المعارضة التي راكمت معلومات قيمة عن البلد وعن أخطاء الحكامة والتيسير .
الإتجاه العام للمعلومات التي حصل عليها الرئيس تصب في نقص الموارد ونقص في الأدوار و في الفاعلية، وعدم صرف الميزانيات في وقتها وفي وجهتها النهائية المحددة مسبقا،وكذلك في ضعف التنسيق المحلي والحكومي وتداخل الصلاحيات وغياب الرؤى والمسؤولية ،الأمر الذي يحيل لخلبطة كبيرة تجعل الصورة غير مكتملة بالنسبة لمن يسعى للإطلاع أكثر على أسباب فشل الأنظمة السابقة، وقد كانت الصورة التي أوحت بها الإجتماعات تشير إلى تأثر الرئيس بالوضعية حسب تسريبات حتمت عليه القيام بالزيارات الداخلية للإطلاع أكثر على أوضاع المواطنين ومشاركتهم الشعور بمشاكلهم، ومنحهم الأمل مجددا في إصلاح الدولة .كما أن الإتجاه العام للتعليمات التي يلقنها الرئيس باستمرار للموظفين الحكوميين والمنتخبين كما تصدر بذلك بلاغات النشرات الإخبارية ،هو الحث على العمل والقرب من المواطن .كما لا يتهرب الرئيس باستمرار من التعهد بحل العديد من تلك المشاكل المتراكمة والمتفاقمة والتي في مظهرها تعود للفساد وفي أساسها لضعف الكادر البشري والقدرات الفكرية وقلة العطاء والمثابرة وعدم الإلتزام وانعدام الروح الوطنية ،ولأن الدولة لم تكن وظيفية ولم تعمل لخدمة الشعب، الأمر الذي يجعل المشاكل والمصاعب عامة وعميقة وتتطلب جهودا قوية نابعة من العقل ومن صدق الإرادة وليست من الدعاية الإنتخابية والأرقام المغلوطة والرخاء الرقمي الكاذب.
فهل هو ما يحاول غزواني شد الإنتباه إليه أوتجاوزه ؟.

برنامج الزيارات أو ما بعد كورونا

السياق الثاني الملفت في الزيارات يظهر خلال برنامج الزيارات غير الإستعراضي حيث يتضمن سهرات طويلة يتم فيها الإستماع للمواطنين بعناية كبيرة وتدوين مداخلاتهم، والتحدث إليهم في صلب الموضوع، والتعاطي معهم بصفة مباشرة، والتعرض لمشاكلهم نقطة نقطة والحديث إليهم بصدق دون أي تغليف للعبارات أو اللف والدوران وأخذ الإلتزامات الفورية في الأمور القابلة للحل وتأخير التي يعيق تحقيقها أسباب موضوعية ،وشرح تلك الأسباب،والتعهد بحلها في المستقبل القريب أو المنظور ،ومن ثم فتح اللقاءات الفردية التي تتيح للبعض الفرصة في طرح المشاكل بصفة أعمق وتحديد الخلل ،وكذلك طرح بعض مشاكلهم الخاصة وغيرها مما يجعل المواطن يخرج بانطباع وبروح الرضى ،ويجعل الرئيس يحصل على مزيد من المعلومات التي يتم تحريف بعضها في طريقها إليه ،كما يجعل الإدارة المحلية وكذلك القطاعات الحكومية والمنتخبين يخافون من أن ينكشف أمرهم أمام الرئيس أثناء الزيارات وهو ما يدفعهم لتحسين أدائهم .
لقد كان من المفيد بعد معرفة أهمية زيارة الرئيس في الإطلاع على الأوضاع الحقيقية للشعب وكشف زيف التقارير والمعلومات المغلوطة عن الظروف التي تعيش فيها الناس أن تتم هذه الزيارات بعيدا عن كرنفالات الأطر والحزب الحاكم الضالعين في ذلك التزييف، وترك (الطالب وربه) كما يقال أد، أي ترك الرئيس والشعب وجها لوجه ،لكي تكون الصورة أوضح والإحتكاك أعمق وأوسع ،ولكي يعبرون له بصدق عن ما يدور في نفوسهم بلغتهم ،لا بلغة الأطر ! كما يعد من المفيد أن تتم تلك الزيارات بصفة مفاجئة خاصة إذا تعلق الأمر بمتابعة تنفيذ التعليمات أو مشاريع وطنية مهمة .