الخميس
2024/04/25
آخر تحديث
الخميس 25 أبريل 2024

خبايا صادمة عن الظواهري.. يوم قتل رفيقه وطفلين

29 نوفمبر 2020 الساعة 14 و53 دقيقة
خبايا صادمة عن الظواهري.. يوم قتل رفيقه وطفلين
طباعة

كشفت تحريات أجهزة الأمن المصرية في القضية التي حملت رقم 462 حصر أمن دولة عليا لعام 1981 حول ضبط تنظيم ديني متطرف أن أيمن محمد ربيع الظواهري ضالع في تأسيس تنظيم إرهابي، وتحريك مجموعات للتواصل مع مجموعة اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.

ووفق اعترافات عناصر التنظيم في القضية آنذاك فإن أيمن الظواهري الذي صار لاحقا زعيما لتنظيم القاعدة كان شخصية غريبة الأطوار، مترددة، وضعيفة، وغير قادرة على السيطرة.

كما بينت تلك الاعترافات أن لديه نزعات عنف وانتقام متسرعة دون التحقق من صحة ما يقال له، فضلا عن أنه سرعان ما كان يفقد تماسكه وثباته عند ممارسة الضغوط عليه. ولعل ما يثبت ذلك اعترافه ضد أقرب أصدقائه، عصام القمري، الضابط المفصول من الجيش المصري ورفيقه في التنظيم، وعبود الزمر الضابط السابق أيضا.

عام 1985 وعقب الإفراج عنه سافر أيمن لأفغانستان ومكث فيها سنوات حتى أوائل التسعينيات، حين سافر إلى السودان ثم عاد في منتصف التسعينيات إلى أفغانستان مرة أخرى ومنها إلى باكستان.

وفي تلك السنوات ظهرت دموية الظواهري وميله للعنف والدم دون شفقة أو رحمة، فضلا عن تخلصه من أقرب أصدقائه، بمن فيهم طفلان.

فما هي قصة قتل الظواهري لرفيقه؟
يروي عمرو عبد المنعم، الباحث في التنظيمات الإرهابية لـ "العربية.نت" أن الظواهري وخلال الفترة من العام 1988 وحتى العام 1991 كان يتولى بنفسه الحصول على جوازات سفر العناصر الذين ينتمون لدول عربية وينضمون لمعسكرات القاعدة في أفغانستان، وبعدها يقرر توزيعهم على المعسكرات، مثل معسكر عمر بن الخطاب ومعسكر الأنصار، ومعسكر القاعدة الذي سمي التنظيم نفسه باسمه، لكونه كان يضم عربا وسمي أيضا بقاعدة العرب.

كما أضاف أن الرجل الإرهابي كان يصر على احتجاز جوازات سفر المنضمين من الدول العربية لمعرفة تفاصيل عنهم، من خلال أنصاره في تلك الدول، وحتى يمكنه مستقبلا السيطرة عليهم عبر اطلاعه على أسرارهم وعلاقاتهم. وتابع: "كان من بين هؤلاء شاب مصري من منطقة عين شمس شرق القاهرة يدعى محمد عبد القوي، ينتمي لمجموعة علي أمين الرشيدي، والذي عرف داخل القاعدة باسم أبو عبيدة البنشيري الذي كان على رأس تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا والثاني على مستوى قيادة التنظيم بأكلمه بعد أسامة بن لادن.

اغتيال السادات
إلى ذلك، قال عبد المنعم إن البنشيري الذي شارك شقيقه في اغتيال الرئيس المصري أنور السادات، حضر إلى أفغانستان مبكرا وكان في الاجتماع التأسيسي لتنظيم القاعدة، مع أسامة بن لادن، واستقر لفترة في كينيا وتنزانيا بأسماء مستعارة، ثم توفي غرقا في بحيرة فيكتوريا"، مضيفا أن الشاب المصري الذي كان ينتمي للمجموعة، وهو محمد عبد القوي طلب خلال تواجده في أفغانستان من الظواهري الحصول على جواز سفره ليتمكن من السفر إلى القاهرة ورؤية والدته المريضة، فرفض أيمن ذلك، ولكن مع تزايد الإصرار والإلحاح اضطر الظواهري لتسليمه جواز سفره، والسماح له بالسفر إلى مصر والعودة من جديد.

الكنيات المستعارة
خلال تواجد عبد القوي في القاهرة في أوائل التسعينيات ألقت السلطات القبض عليه، وتزامن ذلك مع القبض على عدد كبير مما عرف باسم "العائدون من أفغانستان"، وتمكنت أجهزة الأمن المصرية من الحصول على معلومات مهمة وخطيرة من هؤلاء، كان أبرزها مصادر التمويل وشبكات التنظيم، فيما كانت المعلومات الأخطر تتعلق بالحصول على أسماء قادة التنظيم وعناصره الحقيقية والكنيات المستعارة .

وأضاف الباحث المصري "من المفارقات أن أجهزة الأمن أفرجت عن عبد القوي، لعدم ثبوت اتهامات ضده، وأحالت الباقين للمحاكمة، فعاد مجددا إلى أفغانستان، خشية تكرار القبض عليه مستقبلا، لكن فور عودته شك الظواهري في أن عبد القوي وراء تسريب معلومات عن عناصر التنظيم ومصادر تمويله وكنيات القيادات فقرر قتله رميا بالرصاص".

تعذيب ثم رصاص في رأسه
وكما كشف عبد المنعم أن الظواهري لم يقرر قتل عبد القوي مباشرة، بل أمر بتعذيبه للحصول منه على اعترافات بما قدمه من معلومات لأجهزة الأمن، وقام بنفسه ومعه قيادي بالتنظيم يدعى عادل السوداني بالتحقيق معه، وبسبب التعذيب الذي تعرض له الشاب تكسرت فقرات ظهره، وأصبح عاجزا عن الحركة، وبدت حالته فيما يشبه الميت سريريا، ليقوم بعد ذلك عادل السوداني وبتكليف مباشر من الظواهري بقتله بإطلاق الرصاص على رأسه ، وتم دفن جثمانه في منطقة جبلية بأفغانستان.

قصة الطفلين
أما قصة الطفلين اللذين أمر الظواهري بقتلهما وتسببت في أزمة بين القاعدة والسلطات السوادنية، فانتهت برحيل التنظيم عن الأراضي السودانية.

وفي السياق، قال الباحث المصري إن الواقعة حدثت بعد انتقال تنظيم القاعدة إلى السودان فور تولي الإسلاميين الحكم هناك وتوفير مناطق إقامة ومعسكرات للتنظيم، حيث أقام الظواهري في منزل كبير بإحدى ضواحي العاصمة الخرطوم برعاية السلطات الحاكمة.

وأضاف أن "السلطات السودانية أبلغت الظواهري حينها بشكوكها حول طفل صغير كان والده أحد القيادات بالقاعدة، وهو محمد شرف مصري الجنسية، وكنيته أبو الفرج اليمني، تولى منصب مفتي القاعدة، وكان يقيم معهم في السودان، وحذرتهم من أن الطفل يدعى مصعب ومعه طفل آخر، نجل لأحد قيادات القاعدة أيضاً، وهما ينقلان ما يدور في منزل والديهما من أسرار إلى الخارج، وأن تلك المعلومات تصل لأجهزة أمنية أخرى في النهاية".

وتابع عبد المنعم قائلا: "إن الظواهري لم يكذب خبرا وأمر مباشرة بقتل الطفلين رميا بالرصاص بزعم ردتهما، وتسبب ذلك في أزمة كبيرة بين الظواهري والسلطات السودانية، التي كانت اقترحت تسليم الصغيرين، لما عرف باسم الخلاوى الشرعية"، مضيفا أن السلطات السودانية طالبت الظواهري والقاعدة بالخروج من السودان، بزعم أن المخابرات الأميركية علمت بأماكنهم ولابد لهم من مغادرة البلاد فورا، وخلال 48 ساعة وهو ما حدث وتوجه بعدها التنظيم إلى باكستان.