الجمعة
2024/04/26
آخر تحديث
الجمعة 26 أبريل 2024

بيان هيئة الرحمة وبصمات (الشامان ) الأكبر (رمتني بدائها وانسلت )

12 دجمبر 2020 الساعة 12 و36 دقيقة
بيان هيئة الرحمة وبصمات (الشامان ) الأكبر (رمتني بدائها (…)
د/عبدا لله محمد بمب
طباعة

يحكى أن رجلًا من العرب اسمه سعد بن زيد بن مناة ، تزوج امرأة شديدة الجمال تدعى رهم بنت الخزرج بن تيم الله على ضرائر لها، وكن يغرن منها فيساببنها يا (عفلاء) والعفل هو شيء بجسد المرأة ,فكانت رهم تبكي وتشكي لأمها ,فنصحتها أن تبادرهن بنفس القول إذا ساببنها ,ثم إن إحداهن سبت رهما ,فقالت لها رهم يا (عفلاء) فضحكت ضرتها فقالت :(رمتني بدائها وانسلت ) أي عيرتني بمافيها وألقته علي .
على غرار رهم نفث موقع هيئة الرحمة بيانا سقيما ضحلا ضحالة كاتبيه ,فقيرا فكريا ولغويا ومبنى, لا تتساوق كلماته لتعطيك فكرة ,فهو أشبه بلعبة المتاهة ,وأني لمن ضرب عليه التيه بكل معانيه وألقى عليه كلكله أن يهديك سبيلا,أنقلب في البيان سحر سدنة الفساد وحراس مغارة علي بابا (هيئة الرحمة) عليهم وألتهمهم هم فقط هيل وهيلمان الغرور ,وسقطت ورقة التوت الأخيرة عنهم عرايا من كل ما يمكن أن يوسم به أهل الخير في عرف وقواميس كل اللغات والأقوام .
وليس يحيقُ المكْرُ إلَّا بأهلِه

وحافرُ بئرِ الغَدْرِ يسقطُ في البئرِ
عجبا لمن ولغ في دماء وأموال الموريتانيين عقدا من الزمن ,ومارس عليهم أكبر أنواع التسلط والبطش سجنا ونفيا ,ومصادرة للأموال ,وتضييقا لمصادر الرزق , أن يتحدث اليوم عن توظيف الإعلام ,وعن السيطرة وحب التسلط , وهو الذي تسلط على كل شاردة وواردة طيلة سنوات العشرية العجاف ,وقد نسي بل تناسى أن كل مواطن وكل مسؤول كان تحت المراقبة اللصيقة ماتنبس شفته بكلمة إلا وكان مخبروه لها بالمرصاد,أما حديث البيان عن الغرور فتلك ثالثة الأثافي وما أمس ببعيد والشامان الأكبر يختال منفوشا كالطاووس لايقيم وزنا لأحد إرضاء لغروره ولا يحترم ثابتا ولا عرفا:
مشـى الطـاووس يومـاً باعـوجاجٍ / فـقـلدَ شكـلَ مشيتـه بنـوهُ
وقد صدق الأصمعي عندما قال تكملة لهذا البيت الطاووسي وكأنه يستشرف بيان هيئة الرحمة:
وينشــأُ ناشـئُ الفتيــان منـا /علـى ما كـان عـوَّدَه أبـــوه

أما ظاهرة النفخ التي تحدث عنها البيان فتلك ومن باب براءة الاختراع لصيقة كالظل (بالشامان الأكبر )نفخ في ظلها في صور الفساد وبلع الشجر والحجر والأخضر واليابس ونفخ السمك والذهب والحديد والموانئ فترك البلد قاعا صفصفا , ثم إن حديث البيان عن القانون والصلاحيات والشهادات من باب الانتحار العلمي فمتى كنا نستقي دروسا من المتردية والنطيحة :
لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها وحتى سامها كل مفلس
وقد اختلط الأمر فيما يتعلق بالمؤهل على حراس المغارة فلم يميزوا بين شهادة الإعدادية التي هي أعلى ما حازه (الشامان الأكبر) وشهادة سلك الإداريين من المدرسة الوطنية للإدارة التي يحوزها مدير الديوان .
إن محاولة دق إسفين الشقاق والخلاف بين رئيس الجمهورية ومدير ديوانه ورجالاته الخلص ,وحتى بين الأخ وأخيه في محاولة بائسة للتفتيت والاستفراد بالطرائد لهو أمر مثير للشفقة ودليل على مهاوي ومدارك الانسفال السياسي في التعامل مع الخصوم . واستخفاف ومحاولة تشويه بائسة لمشروع وطني واعد تضطلع بحمله عقول واعية ناضجة خبرت العمل الإداري والسياسي وتبوأت مختلف الوظائف السامية في البلد فكان عملها ناصعا ويدها نظيفة لم تتلطخ بأدران المال العام ,ولم تدرج في محاضر فساد وتربح لدى شرطة الجرائم الاقتصادية ولا لجان التحقيق البرلمانية, لا كوزراء ولا كسفراء , ليخرج لنا بيان هيئة الرحمة متدثرا بثياب الواعظين كثعلب أحمد شوقي يرميهم جزافا بمثالبه ,ويدرع بعد ذلك بالفضيلة , ولكن :
مخطئ من ظن يوما / أن للثعلب دينا

يقول علي شريعتي : إذا ارتدى الزور و المكر لباس التقوى, ستقع أكبر فاجعة في التاريخ