الجمعة
2024/04/26
آخر تحديث
الجمعة 26 أبريل 2024

الحكومة الموريتانية تضيع فرصة لإنشاء مدرسة حديثة للتكوين المهني في ظل الحديث رسميا عن الحاجة إليه لدعم التشغيل

12 يناير 2021 الساعة 09 و07 دقيقة
الحكومة الموريتانية تضيع فرصة لإنشاء مدرسة حديثة للتكوين (…)
طباعة

في إطارالاستفادة من تنفيذ أهداف قمة بكين 2018 لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، والتي من ضمن أبرز ما تمخض عنها تعزيز التعاون في مجال التكوين المهني بين الصين وإفريقيا، حيث تعهدت الصين بإنشاء 10 مراكز للتعليم الفني المتطور في إفريقيا تحمل إسم " ورشة لوبان" الحرفي الصيني المشهور الذي عاش قبل 2500 عام، وذلك بالتعاون مع المدرسة الفنية بمدينة تيانجين.
وكنا نعتقد أن إنشاء مدرسة للصيد بمينة انواذيبو سيلقى قبولا وترحيبا صينيا، إذ يعد إنشاء "مراكز لوبان" الصينية في العديد من دول العالم، إحدى آليات الانتشار الدولي للتقنيات الصينية في مجال التعليم الفني والتقني والتدريب المهنى، هذا بالإضافة إلى حاجة الشركات الصينية العاملة في المجال إلى يد عاملة و إداريين مدربين، وهو ما كان سيتحقق من خلال هذه المدرسة، وهو ما سيقود في النهاية إلى خلق فرص عمل أكثر في القطاع، والأهم مرتنة الوظائف وتوطيين الخبرة اللازمة للانتقال إلى الصناعة التحويلية، ومما كان يعزز وجود هذه المدرسة في بلادنا كونها همزة وصل بين شمال القارة وغربها، وهذا ما عملنا على ترويجه إعلاميا بل وحتى رسميا داخل الصين خلال زيارة فخامة رئيس الجمهورية السابق للصين للمشاركة في القمة المذكورة أعلاه.
لكن للأسف الحكومة الجديدة لم تتابع الموضوع رغم التبيه أكثر مرة على ذلك، وتسربت المراكز واحد تلو الآخر من بين أيدينا بدءا بمركز جيبوتي الذي تم افتتاحه مارس 2019، ومرورا بمراكز كل من كينيا ، جنوب أفريقيا ، ومالي و نيجيريا وأوغندا، وكوت ديفوار، ومركزين في مصر ، أحدهما في المدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الصيانة بمدينة نصر، والآخر في جامعة عين شمس، و أنتهاءا بمركز مدغشقر الذي تم افتتاحه قبل أيام في كلية بوليتكنيك التابعة لجامعة أنتاناناريفو على مساحة تبلغ 2000 متر مربع، ومجهز بأكثرمن 100 معدة لدعم التكوين في مجال الهندسة الكهربائية، وإصلاح السيارات.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تضيع فيها بلادنا فرصة إنشاء مركز بالتعاون مع الصين، فقد ضيعت أيضا فرصة إنشاء المركز الصيني العربي لمكافحة التصحر في بلادنا في إطار منتدى التعاون الصيني العربي.
و في الأخير نشير إلى أن فرصة إنشاء مدرسة للصيد في انواذيبو بالتعاون مع الصين لايزال قائما لكن هذه المرة في إطار منتدى التعاون الصيني العربي وربما تكون أكبر.
من صفحة د.يربانا الحسين الخراشي