التحضر العشوائي أخطر من التقري العشوائي
ما يسمى بالتقري العشوائي ليس عشوائيا ولا فوضويا كما يراد لنا أن نفهم
أيكم يستطيع أن يذكر اسم "اكصر " أو "أدباي" أو "افريك" أو قرية لا تقوم على مورد اقتصادي طبيعي واديا للزراعة أو مراعي خصبة أو مياه عذبة، الأجداد كانوا حكماء وتعاملو مع شح الموارد، وزيادة تأثير وطأة الجفاف، وفشل السياسات التنموية بحكمة بالغة، حيث تفسحوا وهاجروا في أرض الله الواسعة، وكل جماعة تمسكت بمورد يوفر لها أسباب البقاء.
صحيح أن التقري يرفع من تكلفة تقديم الخدمات بل قد يجعلها مستحيلة بحكم محدودية قدرات البلد.
لكن أليست ظاهرة التحضر العشوائي لمجتمعنا البدوي أكثر خطورة ، ففي غياب التحول الصناعي الذي يخلق فرص عمل أكثر يصبح التحضر عاملا لزيادة سرطان المدن ( أحياء الصفيح )، وزيادة نسبة الكوارث الاقتصادية والاجتماعية في المدن التي لا تخلق فرص عمل كافية تتناسب مع الزيادة السكانية السنوية، ولنا في انواكشوط خير مثال.
العشوائية الحقيقية والفوضى هي ابعاد الناس عن مزارعهم ومراعيهم دون خلق بديل أفضل،
الفوضى والعشوائية هي خلق مدن كبيرة بدون صناعة، بدون بنية تحتية ، مما سيقضي في نهاية المطاف على التوازن والتماسك الاجتماعي أساس الأمن والأمان.
علينا التفكير في حلول محلية و بأفكار محلية لمشاكلنا بعيدا عن النسخ واللصق فالتنمية ليست فقط على الطريقة المستوردة، والخدمات العامة المقدمة إلى سكان أحياء الصفيح في المدن الكبرى ليست أفضل من تلك المقدمة إلى سكان القرى الصغيرة المشتتة.
من صفحة د.يربانا الحسين الخراشي