الأحد
2024/05/19
آخر تحديث
السبت 18 مايو 2024

علامة استفهام أمام خيار المنصات العائمة بعد محنة أول وأكبر منصة عائمة في العالم ؟

28 فبراير 2021 الساعة 12 و03 دقيقة
علامة استفهام أمام خيار المنصات العائمة بعد محنة أول (…)
طباعة

تعد Prelude FLNGهي أكبر منشاة في العالم عائمة للغاز الطبيعي المسال قبالة ساحل أستراليا، إذ يبلغ طولها 488 مترا، وعرضها 74 مترا، أما ارتفاعها فيصل إلى 105 أمتار ، وهي بذلك أطول من أربعة ملاعب كرة قدم، وعندما تكون مجهزة بالكامل وخزاناتها ممتلئة، ستزن حوالي 600 ألف طن أي ستة أضعاف أكبر حاملة طائرات، وقد تم استخدام حوالي 260 ألف طن من الفولاذ في بنائها ، مع أكثر من 150 براءة اختراع.
الطاقة الإنتاجية السنوية للمنصة العائمة الأولى في العالم و الأكبر تصل إلى 5.3 مليون طن مكونة من 3.6 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال (LNG) ، و 1.3 مليون طن من المكثفات (Condensate) ، و 400 ألف طن من الغاز البترولي المسال (LPG) ، و يمكنها العمل في ظل الظروف الجوية القاسية خلال موسم الأعاصير المدارية في أستراليا، حيث تم تصميمها لتحمل أشد الأعاصير من الفئة 5.
تم اتخاذ قرار الاستثمار النهائي بشأن مشروع Prelude FLNG مارس 2011 حينها كانت أسعار النفط تحوم حول 120 دولارا للبرميل، و أسعار الغاز تعانق 18 دولارًا أمريكيًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وكانت شركة شل (Shell) التي تملك 67.5% من الأسهم تتوقع بدأ الإنتاج في المنصة سنة 2018 لكن في الواقع المنصة لم يكتمل بنائها وتغادر كوريا الجنوبية إلا نهاية يونيو 2017 لتصل إلى السواحل الأسترالية، وتدخل المرحلة التشغيلية التجريبية ديسمبر 2018 ليتأخر موعد تسليم أول شحنة إلى يونيو 2019 وبعد تصدير 8 شحنات فقط تم إغلاق المنصة وتوقف التصدير، وبالتحديد فبراير 2020 حيث تم إغلاق المنشأة بسبب خلل في التيار الكهربائي وتوقف الإنتاج إلى بداية يناير الماضي 2021 ، وهذا ما يعني أن المنصة اشتغلت 8 أشهر، وتوقفت عن العمل لمدة 11 شهرا ،
وعلى الرغم من التستر على التكلفة الحقيقية لهذا المشروع إلا أن التقديرات تشير إلى تكلفة ثقيلة بسبب التأخير و المشاكل الفنية يقدرها البعض بحوالي 17 مليار دولار يعني أعلى من تكلفة حاملة الطائرات الإمريكية يو إس إس فورد التي تقدر بحوالي 13 مليار دولار.
تجدر الإشارة إلى إلى أننا قد أشرنا في أكثر من مقال إلى أن خيار المنصات العائمة الذي يتم الترويج له كثيرا يطرح أكثر من تساؤل خاصة أن التقنية جديدة، وغير مجربة كثيرا على المستوى العالمي، كما أنه يمثل خيار صفر فرصة عمل، وصفر استخدام موارد محلية لبلادنا على الأقل في هذه المرحلة، وهذا ما يجعلنا نعتقد أن هذا الخيار قد يكون لأسباب أمنية وسياسية أكثر مما هي أسباب إقتصادية وفنية.
من صفحة د.يربانا الحسين الخراشي