الجمعة
2024/04/19
آخر تحديث
الجمعة 19 أبريل 2024

أوراق البلد بحاجة للترتيب خاصة توزيع وتكديس الثروة

1 أبريل 2021 الساعة 08 و33 دقيقة
أوراق البلد بحاجة للترتيب خاصة توزيع وتكديس الثروة
طباعة

منذ أن تولى غزوان مقاليد الحكم ونحن نستمع لعدة أمور جديدة : مساعدة بعض الشخصيات ذات الأثر الطيب أوالإيجابي على المجتمع فكرا أو أدبا أو نضالا (سياسيا أو إعلاميا )،خاصة التي تستحق رد الجميل من المجتمع ،وهي تمر برحلات محن ومآزق شخصية ،كما نستمع في كل خرجة للرئيس للفتة رحيمة وتدفق للتمويلات .
خلال عشرين شهرا تم تخصيص أكثر من ميزانية الدولة لدعم القوة الشرائية، للرفع من أداء القطاعات الأسياسية في الدولة ،أو لمساعدة الطبقات الرثة للبقاء على قيد الحياة خلال فترة كورونا العصيبة ودعم التوازن الإجتماعي : 100مليار أوقية،(صندوق كورونا ،وصندوق تآزر ) 263 مليار أوقية برنامج الإقلاع وتطوير أداء القطاعات الزراعية والصيد والصحة ومحاولة لتخفيض الأسعار فيما يتعلق بالإعفاء الجمركي لبعض المواد الأساسية،واليوم استثمار ضخم في مجال التربية الحيوانية بما مجموعه 11مليار أوقية ،حطمت فكرة عدم جدوائية المعرض وجعلتها مهمة ورائدة وإن كان صحيحا أنه بالنسبة لترتيب الأولويات ،كان مهم جدا تدشين خطوة تقف في وجه جائحة أسعار (المواد الغذائية والخضروات )ونحن على مسافة 13من رمضان .
إن من الواضح أن النقص ليس في الإرادة الحسنة ولا في تصور المشاريع المهمة ،لكن في الأشخاص الحسنين وفي القدرة على تجسيد مزايا التفكير الرحيم والوطني على أرض الواقع وتحمل مسؤولية بنائه .إننا نتطلع لأن يتمكن الرئيس غزواني من اكتشاف الأطر الذين يجعلون من كل خرجة له، لبنة في الطريق الصحيح نحو إعادة التأسيس .
إننا نلاحظ اهتماما متزايدا بالقطاعات الأساسية للإقتصاد الوطني : الزراعة ،المعادن الصيد ،الثروة الحيوانية ، ونلاحظ طريق الإصلاحات في هذه القطاعات من خلال بعض القرارات مثل وثيقة قطاع الصيد، الإصلاح المعدني، الإصلاح الزراعي ،لكننا نلمس أيضا ضعفا شديدا في النتائج الملموسة المرتبطة بحجم تلك التعليمات والتصورات على مستوى القطاعات،إنها أمور تتعلق بضعف الأداء أو التجسيد وضعف الدينامكية الحكومية ،وهو ما يتطلب وقفة صارمة في وجه الفشل الذي يحول دون التوصل لنتائج ملموسة، ولن يتأتى ذلك إلا بعملية جراحية تخرج الدم الفاسد وتضخ الدم الجديد،والجراح الوحيد في هذه العملية هو الرئيس غزواني ،الذي يواجه تحدي المهلات الزمنية .
لكن وفي معرض الحديث دائما عن حدث تمبدغة لايمكن إغفال ملاحظات بعضها جدير بالتقدير والإعجاب وهي المتعلقة بمرافقة البنك الوطني - الأقل إستفادة خلال المرحلة الماضية- مرافقته لهذه الفكرة وفتح خط استثمار بقيمة مليار أوقية وبفوائد رمزية من أجل دعم مشروع التنمية الحيوانية ،وكذلك إعلان رئيس أرباب العمل الذي تنمو لديه روح المثابرة الذي أيضا فتح نفس خط الإستثمار ،كما لايمكن في الصف الآخر إغفال تخلف وقعود مجموعة (الخوالف ) التي سُخرت لها الدولة بأوامر وتعليمات مباشرة من ولد عبد العزيز ،من صفقات التراضي المتعلقة بالغذاء مثل مشروع أمل، وإفطار الصائم ،وصفقات التدخل خلال سنوات الجفاف، صفقات العلف ، وكذلك شبه الإعفاء على ميئات آلاف الأطنان من المواد الغذائية حيث حصلوا على مضاعفة أموالهم عشرات المرات وابتلعوا الزراعة وكل صفقاتها وسونمكس ومفوضية الأمن الغذائي غيرها كما استفاد البعض الآخر في صمت القبور من وخطوط الإئتمان للمحروقات وغيرها، حيث يسجلون اليوم غيابا لا يناسب (حجم الثروة ولا حجم الإستفادات الإمتيازية )،ومجموعة الشباب التي حصلت من دون عرق جبينها في كنف، وبرعاية الفساد والإفساد على عشرات المليارات وأسست لبنوك ومؤسسات ضخمة تبتلع موارد البلد،وها هم جميعهم يتوارون أمام كاميرات البذل والمساهمة في دفع عجلات التطور ويشكلون الضغط الكبير في وجه كل صفقة وكل ترخيص هنا في نواكشوط ،إنها في الغالب المجموعة التي تملك نفس القناعة (خذ خيرها ولا تجعلها وطنا ). إن أوراق البلد بحاجة للترتيب خاصة توزيع وتكديس الثروة ،وبحاجة لتغيير النخبة سواء الإجتماعية أو السياسية لكي يعبر نحو ضفة الإستقرار.
من صفحة الإعلامي محمد محمود ولد بكار