الجمعة
2024/04/26
آخر تحديث
الجمعة 26 أبريل 2024

لماذا دافع ولد سالم عن ولد عبد العزيز؟

21 مايو 2021 الساعة 16 و19 دقيقة
لماذا دافع ولد سالم عن ولد عبد العزيز؟
طباعة

ثار لغط كبير حول التصريحات التي أدلى بها الناطق الرسمي عن الحكومة الموريتانية سيدي ولد سالم في مقابلته مع إذاعة فرنسا الدوليةInvité Afrique، و التي رد فيها على تصريحات الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز مع البرنامج الإذاعي نفسه.
مما أثار اللغط أن الوزير الحالي السابق سيدي ولد سالم ذكر أنه لم يلحظ تصرفات خارج القانون لرئيسه السابق الذي عمل معه وزيرا ورئيساً لحملته للانتخابات الرئاسية، و لعله ليس من المنطق أن نتوقع من وزير عمل مع رئيس سابق في عدة مناصب وزارية، و عمل معه أيضارئيسه الحالي و أغلب زملائه الوزراء أن يعترف أنه “لاحظ تصرفات خارج القانون لرئيسه السابق في وقت كان يعمل معه فيه” لأن السؤالالموالي الذي سيتم طرحه عليه هو: لماذا إذن لم تستقل.؟ ألا تعتبر متواطئاً معه في خروجه على القانون بسكوتك عليه و عدم استقالتك.؟.
ثم أن “فيما يخص قطاعي” التي حصر فيها ولد سالم عدم ملاحظاته لذلك “الخروج عن القانون” تفتح الاحتمال و تعطي الانطباع على أنهربما لاحظ تجاوزات في قطاعات أخرى..
من الطبيعي لنظام سياسي عمل أغلب أعضائه في نظام سابق أن لا يعترفوا بملاحظتهم لخرق “رأس” ذلك النظام السابق للقانون، و الحالأنهم استمروا في عملهم معه إلى أن حث نجائبه للرحيل.
الظاهر أن ولد سالم وجه خطابه للرأي العام الغربي بذكاء، ففي الوقت الذي يوجه القضاء في موريتانيا تهماً للرئيس السابق بالفساد والإثراء غير المشروع فإن الناطق الرسمي عن الحكومة يتحدث عن عدم ملاحظته لتجاوزات قانونية في تصرفات الرئيس السابق. التناقض فيالفحوى بين المتحدث باسم السلطة التنفيذية و تحقيقات السلطة التشريعية و اتهامات السلطة القضائية إنما يكرّس مبدأ فصل السلطات، وهو ما استطاع ولد سالم أن يلمح إليه مفهوما و يعبّر عنه منطوقاً حين قال “إن الحكومة ليست طرفاً في ملف ولد عبد العزيز” و “إن البلادتمارس فصلا في السلطات” و “لكل مواطن الحق في الدفاع عن نفسه“.
و لكي يكرّس ولد سالم ضرورة الفصل بين جهازي التنفيذ و القضاء، قال إن ما صرّح به ولد عبد العزيز من أن الهدف من التضييق عليه هوالحيلولة دون حديثه عن الفساد و الرشوة في النظام الحالي إنما هو ضرب من دفاع المرء عن نفسه. غير أنه عقّب على ذلك بأنه “يجب الدفاعبطريقة أكثر إيجابية، و لكن انتقاد الحكومة و اتهامها ليس الآلية الأفضل“. يقول ولد سالم.
الخلاصة أن ولد سالم كان موفّقاً في ردوده، التي ألقم بها رئيسه السابق حجراً، رغم الجهد الذي بذله الرئيس السابق في حواره “المردودعليه” في أن يكون مقنعاً.!
من صفحة أمين ولد شغالى