حول وجهتنا الديبلوماسية / الدكتور عبد الصمد ولد أمبارك
الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط مستمرة في التطور، نتيجة تنافس القوى العظمى على مواقع النفوذ في المنطقة الإستراتيجية عالميا، و ذلك بحكم الموقع الجغرافي و الأهمية الإقتصادية، خاصة بعد التداعيات و التجليات المأساوية للثورات العربية و ماخلفته من حروب بالوكالة من جهة ، و إستمرار المنافسة على الريادة لكافة القوى الإقليمية ، من خلال الدور المركزي للولايات المتحدة الأمريكية في قضايا الشرق الأوسط، مع سعي روسيا و الصين إلي النفوذ المتزايد.
إن واقع المعادلة الإقليمية الخليجية ، يجعل من دولة الإمارات العربية المتحدة فاعلا مهما في المنطقة ، لكونها تمثل شريكا إستراتيجيا أمريكيا و لديها مصالح مشتركة مع روسيا مع عمق علاقاتها الإقتصادية مع الصين ، و هو تباين على الرغم من الموقف الثابت لمعظم قادة الشرق الأوسط من الإتحاد الأوروبي، بإعتباره بديلا للقوى العظمى ، كما أن دولة قطر المطلة على الخليج العربي صوب منافذ خطوط التجارة الدولية ، يجعلها ملتقى مراكز التجارة العالمية و الأسواق الناشئة و وجهة نوعية لمختلف الإهتمامات الحديثة ، زيادة على القوى السياسية و الإعلامية الناعمة . الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات حول الآفاق المستقبلية للعلاقات الديبلوماسية المثمرة و البناءة في عالم متغير المصالح و الإهتمامات ، و المرتبط بالبحث الدائم عن تحقيق المصالح الإستراتيجية مع الإستقرار السياسي و الإقتصادي ، الذي يبعث على الإرتياح في بلدان تعاني من تحديات الإختلالات البنيوية ، الحاصلة بفعل تراكم المخاطر الأمنية و التنموية.
