الأمل يتضاءل
لست أدري ما الذي يمكن انتظاره اليوم من هذا النظام الذي دخل عامه الثالث وكل حربه على الفساد مكرسة لمحاسبة شخص واحد ، تجسدت فيه على مايبدو كل مآسي البلد.
هل اختفى الفساد وكيف؟
هل فساد العشرية مرتبط بشخص واحد؟
وإذا كان كذلك فأين مفسدو مابعد العشرية؟
إن كذبنا وخداعنا مع الأسف لايوازيهما إلا كذبنا وخداعنا .
لاأحد اليوم ضد العدالة لكن أية عدالة ترجى من الإنتقائية والتردد والمحاباة في مكافحة ويلات الفساد الذي استشرى منذ مايربو على ثلاثين عاما؟
إن الفساد والرشوة والعمولات في مختلف القطاعات مازالت على حالها ، وقد بدأ السماسرة يعملون براحة بال ووقاحة أكبر فأين الحرب على الفساد؟
أين ترشيد موارد الدولة؟
أين المساءلة القانونية؟
يتم اليوم إطلاق اليد في الميزانيات للوزراء والمسؤولين دون حسيب أو رقيب فأين المفتشية العامة للدولة؟
أين تقاريرها ؟
أين زياراتها المفاجئة وملفاتها؟
لقد ضاع كل شيء وضاع البلد في المجاملات والابتسامات الابتروتوكولية والأخلاق بشقيها الأصلي منها والمصطنع.
إن من يخاف الله يراعي أمانته، ومن يخاف التاريخ لايداهن ولا يهادن ، والعدل كحد السيف لا لهو فيه ولا لعب ولا أنصاف حلول.
اليوم يتداعى ساستنا إلى مائدة الحوار الدسمة ، لكن هل سيوقف الحوار فوضى الإدارة وتراخي قبضة الحكومة وضعف الأداء وبطء تنفيذ المشاريع المحدودة أصلا ؟
هل سيفتح هذا الحوار باب المساءلة القضائية أمام كل أكلة المال الحرام ، والمتلاعبين بالمال العمومي؟
هل سيعيد لنا لحمة مكوناتنا الإثنية وينشر ثقافة التسامح ويمنحنا العدالة الإجتماعية المفقودة؟
هل سيطعم جوعانا ويداوي مرضانا ، ويمسح دموع اليتامى ويريح كوامل الأرامل والمعوزين.
إن لم يكن كذلك فعليكم يا ساستنا جميعا من الله ماتستحقون.
محمد محمود إسلم عبد الله