الأربعاء
2024/04/24
آخر تحديث
الأربعاء 24 أبريل 2024

مقال بواشنطن بوست: بالغزو أو من دونه.. بوتين لن يتخلى عن حملته لإخضاع أوكرانيا

17 فبراير 2022 الساعة 22 و44 دقيقة
مقال بواشنطن بوست: بالغزو أو من دونه.. بوتين لن يتخلى عن (…)
طباعة

انتقد إدوارد هنتر كريستي، باحث أول في المعهد الفنلندي للشؤون الدولية، ما وصفه بهيمنة القصص غير الإخبارية على وسائل الإعلام الغربية اليوم.

وضرب مثالا على ذلك بتكهن البعض بأن روسيا لن تغزو أوكرانيا، رغم ما ينتشر من تقارير تغذيها الإحاطات الاستخباراتية الجازمة بأن ذلك الغزو بات وشيكا، بل إن واشنطن كانت قد حددت أمس الأربعاء موعدا لإطلاق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العنان لقواته، وبالتالي شن هجوم على أوكرانيا.

وقال كريستي، في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post)، إنه لا يزال من السابق لأوانه إعلان النصر، ولا يزال هناك الكثير من القوات الروسية في مواقعها حول أوكرانيا. ولا يزال لدى بوتين العديد من الخيارات. ولا يمكننا قراءة أفكاره، ولذا فإن أي شخص يزعم أنه يعرف بدقة ما سيفعله بوتين بعد ذلك إنما يلجأ للتكهنات.

وأردف الباحث بأن ما نعرفه بالفعل هو ما فعلته روسيا في الماضي القريب، ملفتا إلى أن ذلك مؤشر على ما ستفعله موسكو في الأيام والأسابيع المقبلة. وخلاصة القول هي أن بوتين يلعب لعبة طويلة الأمد، تستهدف تقويض سيادة واستقلال أوكرانيا، والتأكد من أن هذا البلد المهم إستراتيجيا تابع لإرادة موسكو.

وذكّر كريستي بما فعلته روسيا على مدى العقدين الماضيين، إذ استخدمت كل شيء من التهديد بالعمل العسكري إلى التدخلات في مجالات الاقتصاد والسياسة والبنية التحتية الحيوية في حملتها ضد الدولة الأوكرانية. وقال إن العدوان دائم، وفكرة أن روسيا قد تعيد لأوكرانيا الأراضي التي تحتلها حاليا دون قيد أو شرط، ضرب من الخيال.

ويرى الكاتب أن عدوان 2014 الذي أسفر عن احتلال ثم ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية، دليل على أن بإمكان الروس دائما استخدام التهديد بالغزو أداة للقوة، ومن خلال القيام بذلك يلغي الكرملين خيارات العمل من قبل الدول الأخرى، ليس فقط لأوكرانيا، ولكن أيضا للدول الغربية التي ترغب في التدخل دبلوماسيا.

وأضاف أن الاحتفاظ باحتمال وجود عسكري ذي مصداقية ورفع حدته أو خفضها حسب الحاجة، يبقي أوكرانيا والغرب في حالة من عدم التوازن وفي حالة الدفاع، خشية أن يؤدي أي نوع من الردود العسكرية القوية إلى عدوان عسكري أكبر مثل غزو شامل.

وفي الوقت نفسه تقوم موسكو بتحركات أخرى لإبقاء الضحية في حالة ضعف دائم، كما حدث في الأيام القليلة الماضية عندما أبلغ الأوكرانيون عن تعرضهم لموجة هائلة من الهجمات الإلكترونية، ولا يزال وكلاء موسكو يواصلون إغراق أوكرانيا بالمعلومات المضللة والدعاية المصممة لإرباك وتشتيت خصومها.

وفند الباحث اعتقاد الكرملين بأن حربه الدائمة ضد الدولة الأوكرانية والديمقراطية ستجعله أقوى، وقال إن أوروبا والولايات المتحدة تعلمتا من التجربة المريرة بأن القوى التوسعية التي تهاجم جيرانها تشكل خطرا على الجميع.

وختم بأن إستراتيجية موسكو المتمثلة في المواجهة الدائمة، والتي تتسم بالخفة والسخرية، سوف تولد بمرور الوقت استجابة واسعة النطاق، والغربيون أيضا يمكنهم النوم مع الحرص على أن تظل إحدى العينين مفتوحة إذا نامت الأخرى.

المصدر : واشنطن بوست