الأربعاء
2024/04/24
آخر تحديث
الأربعاء 24 أبريل 2024

ما معني إقالة ولد بلال في هذا الوقت بالذات إذا لم تكن تعني مسح الطاولة وبناء نظام جديد قوي؟

31 مارس 2022 الساعة 17 و14 دقيقة
ما معني إقالة ولد بلال في هذا الوقت بالذات إذا لم تكن (…)
طباعة

شكلت استقالة ولد بلال حدثا مهما للبلد أكثر من استقالة وزير أول في ظروف عادية ،فقد كانت الدعوة لإقالته انتكاسة بحجم الدعوة لتعيينه أول الأمر ، فعلا جاء تكليفه انسجاما مع تزكية القوة الحية والكوادر الوطنيين له تبعا لمساره المهني المحترم ،لكن ولد بلال ترجل بسرعة عندما ظل يترأس حكومة تفتقد لعاملين هما اشد ما تحتاجه أي حكومة وهو النسق والفاعلية ،ينضاف إلى ذلك أنها كانت حكومته بعيدة من سقف الطموح كما عجز المحللون على تصنيفها ضمن الأشكال المتعارف عليها من الناحية الشكلية : حكومة سياسية أو حكومة مهنية أو هما معا ، أو ليست شيء من ذلك وكان ذلك هو الرأي السائد خاصة عندما احتفظت بوزراء ظلوا حاضرين فترة حكومة ولد الشيخ سيديا دون سبب له مرجعية سياسية أو مهنية واضحة.فهل أنها ظلت تحمل بذور الفشل من الوهلة الأولى وأن ولد بلال لم يملك من القدرة لتصليح تلك الاختلالات العميقة التي ظلت أكبر منه ،أم أنه لم يخلق الدينامكية اللازمة لتحريك الأحجار الثقيلة من موضعها ؟ وضمن هذه الوضعية ضاع على غزواني ثلاث سنوات من عهدته في ظل حكومتين كان قد اجتهد في اختيار وزرائهما الأوّلان ،لكن عقبات كبيرة وقفت ضد نجاحهما في كسب رهان المرحلة بعضها شخصي وبعضها له تأثير بالوسط والإطار العام .واليوم هل فهم غزواني اللغز أو الخطأ الدائم لهذه الحكومات ! فهل كان ذلك اللغز هو خروجها من أي نسق محدد ؟او هل هو في زيادة نسبة "اصفياء " أو أصدقاء غزواني أو الأشخاص التي تربطهم بهم روابط تجعلنا غير قادرين على النفاذ إلى أي من الأنساق المذكورة .
سنتان فقط و"نيف " تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية ،فما هو يترى تفكير غزواني حيال انكماش الزمن ،.فهل سيتعامل مع الشعب مباشرة ويحاول تعيين حكومة تكنوقراطية مقتنعة بتصوره وبرنامجه وقادرة على احداث النقلة التي ستمكنه من تنفيذ تعهداته ،أم سيتعامل مع "النخبة "أو الناخبين الكبار من شخصيات وأحزاب في إطار محاصصة سياسية ؟
أي هل يمكن لغزواني أن يجازف بما تبقى من الزمن ؟
التشكيلة القادمة ستحمل التوقيع الأخير لغزواني أو نيته النهائية بالنسبة لمصيره السياسي والوطني .فلم يعد يملك الوقت لإصلاح أي خطأ جديد بعدما جاءت هذه الخطوة نفسها متأخرة جدا .
من صفحة الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار