تقرير يكشف خفايا ارتفاع عدد الإضرابات والاحتجاجات في عشرية ولد عبد العزيز(الحلقة الأولى)
"شهدت عشرية" الرئيس المنتهية رئاسته محمد ولد عبد العزيز حالة مزرية من تدهور المعيشة وضعف الخدمات في جميع قطاعات الدولة الحيوية من الصحة إلى التعليم إلى شركات الصناعة، أدت إلى تزايد الاحتجاجات والإضرابات في صفوف عمال المؤسسات العمومية، من الصحة إلى التعلم إلى الإعلام إلى الشركات الصناعية.
حيث عرفت "العشرية" سلسة من الوقفات والاحتجاجات والإضرابات من طرف العمال، بلغت درجة الغليان في بعضها، حيث استدعى بعضها جهود مكثفة للتصدي لحدة التذمر في صفوف العمال. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1ـ إضراب عمال اسنيم
في يوم ثلاثاء 17/03/2015 - كان إضراب عمال المناجم ومصانع الحديد الخام في مدينة ازويرات بولاية تيرس الزمور شمالي موريتانيا قد تواصل لليوم السابع والأربعين على التوالي بدون أن تلوح في الأفق أي مساع جدية لحل أزمة العمال وعودتهم إلى العمل رغم توقف العمل بالشركة بشكل شبه كامل.
وقال مندوب عمال المناجم المضربين في مدينة ازويرات أحمد ولد آبيلي في مهرجان جماهيري مساء يوم الثلاثاء 17 مارس 2015 بساحة الاستقلال وسط مدينة ازويرات "إن هؤلاء العملاء الذين وصفهم بالجواسيس والمنافقين والذين ينتشرون بين العمال عليهم أن يذهبوا إلى مكان آخر لأنهم لن يستفيدوا من تصويرهم للعمال ولا لتسجيل كلامهم معتبرا أنهم يؤجرون على عملهم بمنحهم "ليترات" من الوقود أو مبالغ مالية أو سيارات ، مؤكدا أن كل هذا سينتهي".
كما نظم عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم “سنيم” أمس الخميس، توقفا عن العمل، واحتجاجات لحمل الشركة على الاستجابة لمطالبهم التي تقدم بها المناديب خلال الأيام الأخيرة.
ويستمر التوقف عن العمل لمدة ثلاثين دقيقة، في معظم القطاعات، بشكل متفاوت خلال اليوم الخميس وغدا الجمعة، مصحوبا بخطابات من مناديب العمال، حول الحراك داخل الشركة.
و اتفق المناديب خلال اجتماعهم على تنظيم وقفتين احتجاجيتين مدة كل منهما 30 دقيقة بدء من الساعة العاشرة بالنسبة لعمال المكاتب العامة، فيما تبدأ وقفة عمال المحطة الكهربائية في كلب الغين، عند الساعة الحادية عشر، على أن يبدأ عمال باقي الورشات عند منتصف النهار
. 2ـ إضراب الحمالة
وكانت العشرية عامرة باحتجاجات العمال وخصوصا محدودي الدخل غير أجرى الحماقة عدة إضرابات خلال المأموريتين الأخيرتين، ففي يوم 25 يوليو، 2018 طالب الحمالة فى ميناء نواكشوط المستقل السلطات الموريتانية بالتراجع عن بعض القرارات والسياسات المتخذة ضدهم.
ودان رئيس الكونفدرالية الحرة لعمال موريتانيا الساموري ولد بي فى تدوينة له على “الفيسبوك” سياسة الحكومة حيال مشاكل الحمالة بميناء نواكشوط المستقل، مشيرا إلى أن السلطات فصلت الآلاف من الحمالة دون إعطائهم حقوقهم ، وفق تعبيره.
3ـ إضراب الأطباء
ومن جهة أخرى لم يكن القطاع الصحي بدعا على غيره فقد نال هو الآخر حظه من سوء التسيير والاهمال وتدني الأجور والتهاون بأرواح المواطنين. فقد بدأ الأطباء الموريتانيون الاثنين إضرابا "مفتوحا" عن العمل للمطالبة بزيادة رواتبهم وتحسين ظروف العمل في المستشفيات، بحسب ما أعلن رئيس نقابتهم محمد ولد داهية. وأوضح ولد داهية "دخلنا في إضراب مفتوح بعد سلسلة من الإضرابات الجزئية بدأناها في 16 أبريل" مشيرا إلى أن الزيادة في الأجور يجب أن تكون "جوهرية". وفي موريتانيا نحو 800 طبيب عام ومتخصص أي بنسبة تغطية تعادل طبيبا واحدا لنحو 4500 مواطن.
وبحسب المسؤول النقابي فإن القطاع الطبي يعاني من تقادم التجهيزات ومن شيوع الأدوية المغشوشة.
ويطالب الأطباء بأجور تعادل أجور نظرائهم في المنطقة "الذين يتقاضون ثلاثة أضعاف مرتباتنا"، بحسب ولد داهية.
وأوضح أن طبيب الاختصاص الموريتاني يتقاضى "فقط 240 ألف وقية قديمة أي نحو 560 يورو" معتبرا أن الزيادة التي أقرت مؤخرا (47 يورو) "لم تغير شيئا من هشاشة" الوضع المادي للأطباء. في المقابل قال المسؤول النقابي "لقد بدأنا هذه المفاوضات في 2016 ولا يمكن أن نستمر إلى ما لا نهاية في إضاعة الوقت هباء".
كما أعقب ذلك سلسلة من الاحتجاجات على زيادة قاربت نسبة 300 في المائة أضافتها الحكومة على أسعار الاستشارات والخدمات الطبية في عموم المستشفيات. وفيما تظاهر سكان مدينة تجكجه شمال شرق البلاد محتجين على زيادة الأسعار، صبت الأحزاب السياسية جام غضها على نظام الرئيس ولد عبد العزيز، محتجة على هذه الزيادة.
وأكد بعض المختصين إن إقدام حكومة بلد تفوق نسبة الفقر فيه الثلثين على مضاعفة أثمان الخدمات الصحية الأساسية فوق 300% داخل مؤسسات البلاد الصحية العمومية دون إنذار ودون وجل أو خوف من عواقب الأمر وآثاره الكارثية على حياة مواطنين أنهكت أجسامهم بالمرض والعوز والأمية، وهو يَرَوْن ثرواتهم الكثيرة تنهب وتتكدس على شكل أملاك فردية وعائلية في دبي ومدريد وباريس».
وظلت الوقفات تتالى حتى اليوم الجمعة الذي شهد وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الصحة، كخطوة في الاحتجاجية ضد تراجع الحكومة عن تطبيق البروتكول الموقع مع نقابات الصحة مارس الماضي.
هذه الإضرابات والوقفات والاحتجاجات كانت دليلا قاطعا على فشل نظام ولد عبد العزيز وانتهازيته وتهاونه بالعمال وبالمرافق الحيوية في الدولة.
يتواصل
