الشيخ بابه بن الشيخ سيديا وجهوده في تأسيس مشروع الدولة الموريتانية الحديثة(*)
كثيرة هي الشخصيات الفذة التي أنجبتها حضارة الصحراء الكبرى على مدى قرون عديدة، لكن شخصية الشيخ بابه بن الشيخ سيديا (المتوفى 1924م) تفردت عن جميع هذه الشخصيات أو كثير منها في جوانب متعددة جعلته شخصية متميزة نادرة وفريدة..
فقد نشأ الشيخ بابه على حب العلوم والمعارف، فأصبح وهو ما يزال في ريعان الشباب عالما لا يشق له غبار، شاعرا ذا شعر سيار، أديبا، لغويا، مفسرا، محدثا، أصوليا، فقيها متبصرا، ومع ذلك قائدا وزعيما سياسيا محنكا، واسع النظر، بعيد الغور، عميق التفكير، يتمتع بذكاء وثاب، ونبوغ شديد، واطلاع واسع.. صفات كثيرة اصطنعها بنفسه فلم يحتج فيها لاستثمار المكانة العلمية والروحية التي ورثها عن كل من أبيه الشيخ سيدي محمد وجده الشيخ سيديا الكبير، بل شق طريقه التي اختار لنفسه بعصامية فذة..
وهكذا أصبح الشيخ بابه بسرعة علما من أعلام هذه البلاد الذين يشار إليهم بالبنان، ويرجع إليهم في المشكلات، فأخذ على عاتقه مهنة تجديد دين أهل هذه الصحراء الذين بالغوا في التزام الفروع وعدم الرجوع إلى ما سواها حتى وقع كثير منهم في التعصب، ورغب عن السعة التي منحه الشرع مفضلا ضيق أفق التمذهب، فاشتغل بردهم إلى مهيع الكتاب والسنة، واقفا ضد التعصب لما تثبت مخالفته للكتاب والسنة، وأفتى وعلم وأرشد وألف، وحمل لواء السنة في هذه البلاد، حتى رجع الناس إلى الصواب، وأبان لهم الحق، وكتاباته في إرشاد المقلدين عند اختلاف المجتهدين، واعتقاد السلف، ومحاربة البدع، وصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها كلها شاهدة على ذلك، فصار بذلك مجدد السنة في هذه البلاد.
وتميز بكونه ضم إلى التبحر في الأحكام الشرعية، بعد نظره في المجالات التي ترتبط بها الأحكام، كالسياسة الشرعية، وبناء الأصول على الفروع، وربط الوسائل بالمقاصد، ومعرفة فقه الواقع، وما يتعلق بالواقع من علوم كالتاريخ والجغرافيا والحضارات، وذلك في وقت كان كثير من هذه المعارف خارج اهتمام أغلب هذه الصحراء الكبرى، فجاءت نظرته مختلفة عن نظرتهم، وإدراكه مباينا لإدراكهم، وفهمه مغايرا لفهمهم، فكان فردا في عصره في قيامه بالدعوة إلى الانفتاح المعرفي عن طريق إحياء العمل بما ثبت من الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف ونصره الدليل، ونافح عن ذلك، ووقف في سبيله في وجه دعاة الجمود على الفروع من ذوي الجهل حتى عرف بذلك واشتهر به، وناصره الأئمة الأعلام عليه، كما فعل العلامة المحقق المبرز محمد فال بن بابه بن أحمد بيبه العلوي الذي يقول فيه:
"على الشيخ قد عاب الغبي بجهله
تتبع أقوال النبي وفعله
وما في كتاب الله بالنص مُحكما
وما صَحَّ من تقريرِ خاتمِ رُسـْلِه
وما قال جمهور الأئمة تــابعا
لما صح من معنى الدليل ونقلـه..".
فلما ظهر الفرنسيون على الحدود، وقرروا استعمار هذه البلاد كان الشيخ بابه فريدا في إدراكه لواقع الأمر، ومعرفته بمقاصد الشرع، وبصره بالسياسة الشرعية، فعرف لأول وهلة أن الفرنسيين يملكون من الرجال والسلاح ما لم تصمد أمامه الجزائر ولا تونس ولا السينغال فكيف يصمد أمامه أهل هذه الصحراء، فصرف همه إلى جعل استعمارهم لهذه البلاد وسيلة لتأمين أهلها في دينهم ودنياهم، حيث شرط على قائد الحملة الاستعمارية المفوض كبلاني احترام أنفس وأموال وأعراض جميع المسلمين فيها، مجيبا إياه بكلمته الشهيرة لما سأله عن عياله ليحترموه: "المسلمون كلهم عيالي".
وكانت فتاويه ورسائله لعلماء البلد وأعلامه ناضحة بالنصح لهم ليجنبوا أنفسهم وذويهم خوض حرب غير متكافئة مضمونة الخسران، كما أوضح في رسالته الشهيرة إلى العلامة الشيخ سيدي محمد بن حبت القلاوي التي خاطبه فيها بقوله:
"بسم الله الرحمن الرحيم
من سيديَ بن محمد إلى السيد الفاضل ابن سلالة السادة الأفاضل، الأخ سيدي محمد بن أحمد بن حبَتْ، رحم الله تعلى السلف وبارك في الخلف. آمين.
سلام عليكم ورحمة الله تعلى وبركاته، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فقد رأيت كتابك الكريم وخطابك الوسيم، وإني أرى أنه لا يخفى عليك عدم القدرة على الجهاد من كل وجه. ولا يخفى عليك أن الجهاد وسيلة مقصِدها إعلاء كلمة الله تعلى؛ وأن الوسيلة إذا لم يترتب عليها مقصِدها لم تشرع؛ وأن هذه المسألة تخفى كثيرا على أهل الفقه.
ولا يخفى على الناظر عدم قدرة سكان البلد على الجهاد من كل وجه، فإذا تُحقق أو ظُن عدم اتحاد الكلمة على السلطان القاهر وعدمُ بيت المال وعدمُ السلاح المماثل وعدمُ العدد المكافئ وعدمُ الصنائع المقاومة ونحوُ ذلك من سائر أسباب القوة، فقد تُحقق أو ظُن أن الثمرة إنما هي خلاف مقصِد الجهاد، وبذلك تصير دماء المسلمين وأموالهم وحريمهم ضائعة في غير ثمرة تجنى، فيصير الجهاد مضرة خالصة فيكون فتنة من الفتن، هذا إضافة إلى أن أهل الفساد يجعلونه ذريعة لاستئصال شأفة المسلمين، والعيانُ مُغْنٍ في ذلك عن البيان والوصفُ فيه قاصرٌ عن البيان.
ولا يخفى أن المسلمين في هذا القطر البيضاني الآن أسوأ حالا وأضيع أنفسا ومالا بسبب ذلك من السودان الذين في ملكة هذا الجنس منذ حين، بل لا نسبة بينهم وبينهم، فهؤلاء في عذاب أليم وأولئك في نعيم، مع اتفاقهم على أن دينهم منذ ملكهم لم يزل في زيادة صلاح، فقد كان جلهم كفرة فصار جلهم مسلمين، وكانوا يتقاتلون دائما ويتناهبون وينهبون من دخل أراضيهم من تجار المسلمين، فصارت الحال بخلاف ذلك كله، وصارت أرضهم الآن جنة من جنان الدنيا أمنا وعافية ومعاشا، وتيسر الحج وسائر العبادات والأسباب فيها غاية، فليس شيء أرفق ببيضان هذا القطر ولا أصلح لهم من أن يصيروا مثلهم، ولولا وخامة تلك الأرض على البيضان لارتحلنا إليها منذ سنين ورأيناه أصلح لسائر المسلمين.
وقد علمنا حال المغرب الأوسط المعروف بأرض الجزائر وقد ملكه الفرنسيس منذ نحو سبعين عاما، وحالُ تونس وقد ملكوها منذ نحو ثلاثين سنة، وحالُ اتْوَاتْ وسائرِ التَّكْرُورْ. وقد علمنا حال مصر والهند وجَاوَه وهَوْصَ بعد ملك الإنجليز لهم. فلم يزل الدين قائما في هذه الأصقاع وأهله في عافية، وإن قُدِّرَ بعضُ المفاسد فمفسدة السيبة أو الحرب مع العجز عنها أعظم، ومن القواعد المجمع عليها: وجوبُ ارتكاب أخف الضررين وتركُ أعظم المفسدتين.
وقد عُلم ما نصوا عليه من احتمال بعض الضيم للمصلحة أخذا من قضية صلح الحديبية، إذ صالحهم صلى الله عليه وسلم على رد من جاء مسلما وهم يعذبونه ليردوه إلى الكفر نظرا منه صلى الله عليه وسلم إلى مصلحة أعظم، وانظر إلى إرسال إبراهيم عليه الصلاة والسلام بسَارَة إلى الجبَّار. وكلا الأمريْن في صحيح البخاري وقد تكلم عليه الحافظ في فتح الباري؛ ونصوص الفقهاء طافحةٌ بهذا المعنى في عَقد الجزية ونحوه.
وأما أمر الاصبنيول في الأندلس فحالُ النصارى إذْ ذاك خلاف حالهم الآن، فقد تقرر في قوانينهم المتفقِ عليها بينهم منذ حين عدمُ التعَرُّض لإحد من أهل الأديان، كائنا من كان، وأن من تعرّض لصاحب دين من المسلمين أو غيرهم يُعاقب عقوبة شديدة، وقد شاهدنا مصداق ذلك؛ وقد رأينا من أسلم من الفرنسيين وغيرهم في انْدَرْ وانْدَكَار لا يعرضون له بقليل ولا كثير، بل يكادون تكون النصرانية وسائر الملل عند جمهورهم الآن سواء. بل عوْنُهُم على إظهار شعائر الإسلام ببناء المساجد وإقامة الأئمة فيها والمؤذنين والقضاة والمدرسين وإجراءُ أرزاقهم من بيت مالهم كلَّ حين أمر مشهور. وغير مستحيل على الله تعلى وقدرته أن يؤيد دينه بالمخالفين أو يقودهم إلى الدخول فيه، كما فعل بالديلم والسلجوقيين وبني عثمان والله على كل شيء قدير.
وقد حادت هذه الأمة، أقال الله عثرتها، عما كان عليه سلفها الصالح، فاتبع الأمراء الشهوات وابتدع العلماء والصالحون البِدع، وطلبوا الدنيا بالدين، وبقيت العامة حَيَارَى لا يجدون مرشدا ولا يهتدون سبيلا، فتخلف النصر عنها وظهر عليها مخالفوها فلا ترى شبرا من الأرض منذ حين فتحه المسلمون، ولا تزال ترى إقليما فتحه النصارى. ولا يزال ذلك ما لم تراجِعِ الأمةُ دينَها وتُخلِصِ اتباعَ سنة نبيها عليه الصلاة والسلام.
ولما أراد الله تعلى إنفاذَ أمره بذلك ألهَمَ بعظيم فضله وجميل لطفه ومحكم تدبيره أجناس النصارى أن لا يعرضوا للدين إلا بما يعين أهله ويصلح بلادهم فله الحمد والشكر .
وأما الهجرة فلا تجب إلا عند التعرض للدين وعدمِ التمكُّن من إقامة شعائر الإسلام، فإن البلد الذي تظهر فيه شعائر الإسلام بلد إسلام، بل قال بعض العلماء إن الإقامة مع الكفار وإظهار شعائر الإسلام بينهم أفضل من الهجرة. انظر فتح الباري والقسطلاني في مواضعه.
وأما كلام المعيار وتابعيه، فمع تيسُّر الهجرة من بلاد الأندلس إلى بر العدْوة ومع وجود طائفة لها سلطان وقوة تجاهد في سبيل الله ومع تعرُّض الاصبنيول (الإسبان) حينئذ للدين، إلى غير ذلك، فأين الحال من الحال؟ فإنا لله وإنا إليه راجعون على تراجع الدين والعلم واتباع الهوى والجهل.
وإنه لا يخفى علي أنك لم ترد بهذا الأمر أكْلَ مال ولا اكتسابَ منزلة، ولكن أرى أنك لم تمعن النظر في أحوال الزمان والمكان؛ ومثلُك إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر, والله تعلى يوفقني وإياك وسائر المسلمين، آمين. فأرى أن ترجع عن هذا الأمر وتجعل ذلك قربة إلى الله تعلى، فقد ضاع فيه من دماء المسلمين وأموالهم وحريمهم ما لا يحصى، وإن مثلك من نظر للمسلمين وقاد العافية إلى المساكين.
وقد كلمت نائب فرنسا هنا في أمرك فأمنك ولله الحمد، وأمر أن تأتيه في ثمانية أيام ولا تتأخر عنه، فتلتقيان وتقرران كيفية الصلح والعافية، فأرى أن تفعل ذلك عاجلا، فهو خير في العاجل والآجل إن شاء الله تعالى,
والسلام عليكم ورحمة الله تعلى وبركاته، لثلاث بقيت من جمادى الآخرة عام سبعة وعشرين وثلاثمائة وألف".
وقد تجلى من خلال هذه الرسالة بعد غور الشيخ بابه وتبحره، ومعرفته بالمحيط الإقليمي والدولي لبلاد البيضان، ومعرفته بمقاصد الشريعة الإسلامية، وقدرته على استخلاص الحكم الشرعي الأوجه المتمثل في وجوب حقن دماء المسلمين ومنع هدرها فيما لا أمل في تحققه، وهو منع الاستعمار من استعمار هذه البلاد. وظهرت من خلالها أيضا نظرته الشمولية للوطن الذي أطلق عليه في هذه الرسالة اسم "القطر البيضاني"، وحرصه على تأمين سكانه ومراجعهم السياسية والعلمية، وذلك في فترة لم تكن الرؤية الوطنية للقطر الموريتاني قد تبلورت بعد لدى سائر سكان هذه البلاد أو جلهم.
أما الشيخ بابه فقد ترتب عن نظرته الشمولية هذه الاهتمام بكل أبناء القطر ومجموعاته على اختلاف انتماءاتهم ومناطقهم من معتقلين ومبعدين ومنفيين ومعاقبين، من الأفراد والقبائل التي قاومت المستعمر، فكان يتدخل ويتوسط لإطلاق سراحهم أو العفو عنهم أو تخفيف عقوبتهم أو ترحيلهم إليه ليتولى استضافتهم، فكان في كل ذلك مع وطنه وأمته بدلا من المستعمر، فكان يثني عليهم وعلى مواقفهم الجهادية ضد المستعمر مع إدراكه بأن الشرع قد أسقطه عنهم، حتى إنه كان يثني عليهم فيما يكتبه للمستعمر نفسه، كما فعل مع الأمير المجاهد الشهيد بكار بن اسويد أحمد الذي استشهد (١٩٠٥) الذي وصفه بأحسن الأوصاف وأرفعها، وقال بأنه استشهد الشهادة التي كان يتمناها، وسجل ثناءه وشهادته هذه بشجاعة في كتاب موجه إلى الفرنسيين، وكما فعل مع الأمير المشظوفي العادل محمد المختار ولد محمد محمود ولد المحيميد الذي ناوأ الفرنسيين وقاتلهم ووصفهم بأبشع الأوصاف قائلا عن الغزو الذي قتله (١٩٠٩): إنه قتل أميرا عادلا رغم أن الشيخ بابه بن الشيخ سيديا بعيد كل البعد منه جغرافيا، فقد كان في أقصى غرب البلاد بينما كانت إمارة مشظوف في أقصى شرقها..
أما الأمراء والعلماء والشيوخ والأفراد والمجموعات والقبائل الذين توسط لهم لدى الفرنسيين فلا يحصون، فقد كان يحمل هم أمة يسعى لمصلحتها، ويؤمن بترابطها، وبترسيخ المفهوم الوطني لها والعمل بمقتضاه..
ومع كل هذا لم يرد الشيخ بابه إلا أن يكون إماما عالما عاملا مجتهدا، لا طالب مال أو سلطة أو جاه، ولا باحثا عن المناصب، ولم يكن له دافع يحركه إلا حرصه على أن يحقن دماء أهل بلده، ويصالح عنهم صلحا يحفظ بيضتهم، ويحافظ لهم على كيانهم حتى يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده، مسترشدا في ذلك بما هو مقتضى الشرع الحكيم، لا يطلب بذلك إلا رضى ربه، فقد كان يشعر أنه مسؤول بحكم فهمه المتقدم عن فهم أهل عصره عن هذا البلد مهتما بما يصلحه.. فيمكن اعتباره لذلك الأب المؤسس لمشروع كيان الدولة الموريتانية الحديثة، وصاحب أعظم جهود بذلت لخدمة شعبها.
وقد اتفق أهل العلم المحققون على أنه لم يوجد في بلاد البيضان مثل الشيخ بابه في عهده في سمو النفس، وكمال الأخلاق، وتمام العلم، والحرص على نصر الدليل في مجتمع كان يهيمن عليه التقليد، وتجديد الدين، وإحياء السنة، ونشرها والعمل بها، وحفظ بيضة المسلمين وصيانة بلدهم وأمتهم في وجه نازلة الاستعمار الذي كان المتصدي الأول لها.. ولذلك فإن مئات العلماء والأمراء والشيوخ رجعوا إلى قوله وسلموا بصواب نظره بعد سنوات من الكر والفر، وعرفوا أنه كان أبصر منهم بالشرع وأدرى بالواقع، وهو مع كل ذلك لا يزداد إلا تواضعا وانشغالا بالله تعالى ومرضاته حتى توفاه إليه.
أما العلماء الذين اجتهدوا وأفتوا بوجوب مجاهدة الاستعمار وجاهدوه واستمروا على مجاهدته حتى آخر نفس، فقد ظلوا يجلونه، ويعظمونه، ويحفظون له مكانته الدينية والعلمية السامقة، ولم يصفوه أبدا بما يصفه به الجاهلون اليوم، لإدراكهم بأن بابه أسمى من ذلك وأرفع، وهاهو ذكره بعد مائة سنة من وفاته ما يزال يرفرف خفاقا في سماء هذا الوطن الذي هو نتاج حكمته وعقلانيته وتبصره.
رحمه الله تعالى وأسكنه فردوسه الأعلى.. ولا زال ذووه وبنوه الذين ساروا على نهجه رافعين لواء العلم والفضل والمجد والنجدة الذي تركه لهم إنه سميع مجيب)).
(*) هذه المداخلة كنت قد أعددتها للمشاركة بها في ندوة الذكرى المئوية لرحيل العلامة المجدد الشيخ بابه بن الشيخ سيديا رحمه الله تعالى، وحالت الظروف دون سفري إليها..
الحسين بن محنض