الأحد
2024/05/19
آخر تحديث
السبت 18 مايو 2024

بناء الأسرة جوهر المجتمع الصالح

7 مايو 2024 الساعة 15 و05 دقيقة
بناء الأسرة جوهر المجتمع الصالح
قرار المسعود
طباعة

شكرا د. سلطان منال على المقال بعنوان "الإنفصال العاطفي بين الزوجين هل هو بديل افضل للطلاق ؟ الذي يتطرق لقضية من القضايا الاجتماعية التي تتعلق بإصلاح ذات البين و ما أدراك، لطالما يتحاشى البعض التكلم بعمق وتفصيل في هذا الموضوع لا من طرف المختصين و لا من طرف أهل الدين بما فيه الكفاية حتى يستفيد المجتمع، لأنه ذو أهمية بالغة باعتباره الحجر الأساس و المؤسس لبناء الأسرة على الوجه الأحسن.
بحكم أنني بعيد عن هذا التخصص و (مهموك) أي منهمك في مجال له نوعا ما نفس الهدف، فعادة ما أقرأ لصاحبة المقال لكون وجهة النظر بيننا مشتركة في التوعية من أجل بناء مجتمعنا. فكتبت هذا الموضوع مجرد إضافة من باب تعميم الفائدة مرتكزا على ما أعيشه في الحياة الأسرية.
فالموضوع يطرح الجانب النفسي (ظاهرة الساعة المنتشرة) و مدى تأثيره في الأسرة و التطرق إليه من الناحية الرغبة العاطفية في السلوك اليومي الذي يفقد التوازن بين الطرفين في بناء الأسرة، ففي سورة الشمس مثلا تقدم الفجور قبل التقوى للنفس و إستقامة التوازن بالرجوع إلى التقوى و الهدوء في العلاقة لاستمرار الأسرة و أيضا نفس الحال في سورة يوسف عليه السلام. ( التوازن يعني معرفة المهام و الإنصاف و حقوق الطرفين)، و ما أحوجنا إلى هذا في عصرنا الذي أصبح يسير تقريبا بالجانب العاطفي فقط. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا أُخبِرُكم بأفضلَ من الصَّلاة والصِّيام والصَّدَقة ؟ قُلنا: بَلَى يا رسول الله، قال إِصلاحُ ذاتِ البَيْن (العَداوةِ والبَغضاءِ)، وإفسادُ ذات البَيْن هي الحَالقةُ". فالإنفصال العاطفي بين فالزوجين يؤدي إلى الخيانة في أقل حال أو الطلاق لعدم معرفة كل طرف مكانته في بناء الأسرة و التصرف بالعاطفة أكثر من المنطق. هذه الظاهرة انتشرت كثيرا في المجتمع الإسلامي في الآونة الأخيرة.
فعنوان المقال في إعتقادي هو ظاهرة سائدة حاليا في مجتمعنا نابعة من عدم التحضير الجيد لعقد من أسمى العقود إطلاقا موقع من طرف الله لا من السلطة أو البلدية. و أسباب هذه الظاهرة المتفشية هو في الجوهر عدم تكامل الجزء و جزئه الأخر في التعايش عامة. فمن خلال ما أرى مع إحترامي لصاحبة المقال، فكل ما هو عاطفي يجعل العمل به في تسيير الأسرة له أثر سلبي و يجب علينا معرفة أهمية مسيرة الحياة و الإطلاع عليها خارج العاطفة الجنسية التي تعتبر جزء صغيرا و وسيلة للتكاثر فقط في العلاقة التي تؤدي الى السكينة و الهدوء و الرحمة بين الطرفين و التعايش في كنف السنة الإلهية.
هل الغريزة الجنسية تضمن العشرة الزوجية في بداية تأسيس الأسرة؟ نعم و بإضافة التوسع شيئا فشيئا بالمعاملة الشرعية التي غالبا ما يفقدها مجتمعنا و تغلب عليها الطموحات المفرطة و عدم الانصياغ الى الموجود و الملموس و المستطاع و التخطيط البعيد المدى (يقال في مجتمعنا " مَنْ لم يدبب لا يركب" و هذا يكون من توجيه الوالدين و دروس الحياة. و يقال "كل عمل يعتمد على العاطفة زال – رغبة البطن و رغبة الفرج".
ظاهرة الخوف و عدم التواصل و إجتناب الحديث التي تطرقت إليها كاتبة المقال، نابع من عدم القدرة على المواجهة والتكلم في الموضوع الذي يقرب الطرفين و خاصة الزوجة بالإطمئنان و الأمن. فتوازن الأسرة في الحياة الزوجية متكونة من جزئين لا ثالث لهما إن عرفا مهمتهما لأنهما متكاملان إن نقص أحدهما زالت الأسرة.
فلنعتبر من غيرنا من المجتمعات التي أكلت من الغريزة حتى أصبحت تتظاهر ضد العفاف و انغمست في شهوة العاطفة الجنونية و أخذوها أكثر من الأكل و الشرب. هذه نصيحتي للمتزوجين الجدد، سئلت عجوز أكل الدهر عليها لماذا لم تتزوجي فقالت بعبارة محلية " هَزْ المَراوَدْ ما خَلَانِي ندِيرْ دارْ" أي أن التيه أخذني و ألهاني عن الزواج. فالمعاملة بالعاطفة المفرطة بين الطرفين عادة ما يسبب الإنفصال الذي في حقيقة الأمر ليس من أسباب الطلاق. فتكامل جزئين يحتويان على السكينة و الرحمة و المغزى في جعلهما مشروطي الانسجام لسيرورة الحياة بسبب غريزة بينهما من اجل التكاثر و ليست العاطفة أكثرمن المهمات التي خلقنا من أجلها. و يستوجب على الرجل بل واجب أن يدرك الإنفعال الأنثوي الملازم مع العاطفة الطبيعية المغروسة.

قرار المسعود