رسالة مفتوحة إلى فخامة الرئيس محمد الشيخ الغزواني: هل سيتواصل صمت “المقربين والداعمين السياسيين" لكم؟
نتساءل ، فخامة الرئيس، هل سيتواصل صمت “المقربين والداعمين السياسيين" لكم ، عن التعريف بإنجازاتكم خلال الولاية الأولى ، ليشمل ما ستحققونه أثناء الولاية الحالية ؟ .
صاحب الفخامة ،
نقطع صمتنا للحظة ، ونحن منهوكون من فرط "الدفاع السياسي" عنكم - عن قناعة - خلال ولايتكم الأولى المنتهية حاليا .
خرجنا عن صمتنا ، وهذا بسبب وضعية ذات أهمية حيوية واستراتيجية يتعمد تجاهلها : انه مشروع معالجة مياه الصرف الصحي لمدينة نواكشوط !
اعتقد البعض -في وقت ما- خلال "العشرية الماضية" ، أن هذه المسألة قد
" تمت تسويتها بفضل تمويل من الموارد الذاتية للدولة " .
وتفاخر صاحبها انذاك ، بهذا النوع من التمويل ، رغم أنه غير مناسب !.
بالطبع ، هذا النوع من التمويل بالنسبة لأولئك المتباهين ، لن تشمله الرقابة ؛ لأن السلطة التي تقرر ، هي التي تراقبه نظريًا ، ويبقى - ضمنيا - معفو من الرقابة.
وتبين لاحقًا ، أن الأمر كان مجرد ضجيج إعلامي ودعاية مفرطة ، اتخذت كوسيلة للتواصل ؛ وهو ما أضفى على الأكاذيب صفة " إنجازات عظيمة وتاريخية" ! .
علمت اليوم ، من موقع "مراسلون" ، أن " الحكومة الصينية اختارت احدى الشركات، لتنفيذ مشروع الصرف الصحي هذا ، بمبلغ 177 مليون دولار .
كما علمت من مصدر خاص ، أن هذا المبلغ كان هبة من الدولة الصينية ، كرم به الرئيس الصيني ، ضيفه الرئيس الغزواني ، أثناء زيارة هذا الأخير للدولة الصديقة .
يمكننا ، إذا كان الأمر كذلك ، أن نؤكد ونعبر عن سعادتنا بالحصول على تمويل لأهم مشروع لمدينة نواكشوط ، التي تغمر المياه شوارعها عند بداية كل موسم تساقط للأمطار ولو بعض المليمترات ! .
لكني ما زلت أشعر بعدم الارتياح ، لشح المعلومات . ومن المؤسف أن المشاريع الكبرى - بما في ذلك هذا المشروع الصرف الصحي الذي تم بفضل تمويل -"صحي ماليا" - لم يحظَ بالترويج اللازم والتثمين لتمكين الخبراء من تقييمه .
ومن المؤسف أنكم لا تملكون مقربين وداعمين سياسيين يسلطون الضوء على هذا النوع من المكتسبات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية العملاقة !
حقا ، أمر مزعج ألا يوجد تمييز بين الأحداث اليومية التافهة والمكاسب (لا احب كلمة الانجازات التي أفرغت من مدلولها و معناها) التاريخية التي يجب أن تسجل - اعني المكاسب مامورياتكم - في وعي المواطنين ، في الذاكرة الجماعية وفي التاريخ !
ليتهم يقومون بهذا الواجب ، على الأقل خلال هذه الفترة التي أتعافى فيها جسديًا -من إرهاقي المنفرد - وأكمل فيها تأملاتي وتقييم لحصيلة معهد مددراس2ires.
*
محمد بن محمد الحسن
رييس معهد مدد راس
1/9/2024