أربعة مستشفيات تم العبث بتمويلاتها.. لابد من متحف للمفسدين

دخلت البارحة أحد المستشفيات لأعود مريضا ،فوجدته في بيت مكتظ على سرير حديدي بفراش رث وخشن فتأملتُ المستشفى فإذا به بناء رديئ ،لا مسحة فنية ولا أخرى جمالية، فتذكرت أنه ضمن أربع مستشفيات تم العبث بتمولها من طرف رجال أعمال وموظفين وسماسرة ،فلم يحصل ما أراده المموّل ،ولم يستفيد الشعب من ذلك التمويل كما ينبغي ،والمستشفيات هي :
– مستشفى الشيخ زايد الذي تم تمويله من طرف رئيس، الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد رحمه الله الذي مول عدة مستشفيات في العالم تحمل إسمه ، وعلى وجه الخصوص مستشفى الشيخ زايد في الرباط بالمغرب القائم حاليا على عدة هكتارات ، ويتكون من عدة طوابق ويضم العديد من التخصصات ،ويحتوي على حدائق وممرات واسعة ومصاعد كهربائية ،بينما تم بناء طب زايد في نواكشوط وسط الرمال، بعيدا كل البعد عن مواصفات التمويل والدراسة والتخصصات ،بحيث انه بنيان أرضي من دون ساحات ومن دون موقف سيارات وبممرات ضيقة ،وبذلك السبب رفض السفير الإماراتي تدشينه بما يمثله من إستهتار وعدم إحترام للدولة وللمموّل .
– المستشفى الروسي في نواذيبو الذي كان من المتوقع أن يكون من أكبر المستشفيات في البلد ،وقد تم العبث به وبتمويله حتى لم يتجاوز المراحل الأولى للبناء ، وقد صار اثرا بعد عين .
– طب إسبانيا في نواذيبو أيضا بتمويل من ملكة إسبانيا على أن يكون مستشفى كبيرا بمواصفات عالية ،تم بناؤه بشكل رديئ وبعيدا عن كل المقاييس والمواصفات الفنية والمالية المطلوبة ولم يتم أيضا تدشينه بالطريقة لبروتوكولية المناسبة .
– مستشفى موزة في بتلميت الذي تم بناؤه في منطقة سيئة من حيث الموقع إذ يقع بين أرض رملية ومكان قمامة المدينة وعند بداية منعرج خطير تحت سفح تلال كبيرة حيث مصب المياه ،كما أنه بنيان أرضي مكشوف بلا حدائق ولا ساحات وهو أشبه بمستشفى إسعافات أولية وليس بمواصفات مستشفى ، كما أنه لا يخضع لأي مواصفات ولانظم،بل مثل بقية تلك المستشفيات الرديئة والتي تشهد على فساد كبير ولا أخلاقي عرفه البلد تجب ملاحقة القائمين والمشرفين عليه .
إن الداخل اليوم في هذه المستشفيات سيلاحظ حجم الفاجعة بالنسبة لضخامة التمويلات وحجم الإختلاس وانعدام الأخلاق ، الأمر الذي يحتم على الدولة القيام ولو بمحاكمة رمزية لتلك الأنظمة وللوزراء والمديرين والمقاولين في تلك الفترة ، وإعداد لائحة سوداء يتم فيها وضع كل تلك الشركات والشخصيات التي شاركت في تلك الجرائم في متحف للجرائم الاقتصادية وللفساد في البلد ، تتم زيارته وفتحه أمام الأجيال حتى وإن كانت الجريمة تقادمت جزائيا ،تكون قائمة وثابتة أخلاقيا وواقعيا . حتى تتم حماية التمويلات والمشاريع مستقبلا ،من بطش المفسدين والفاسدين .
من صفحة محمد محمود ولد بكار