مراقبون: الشيوخ مع ولد الغزواني والشباب مع ولد بوبكر والشوط الثاني بين الرجلين
تستعد موريتانيا لتنظيم انتخابات رئاسية في منتصف العام الجاري لانتخاب خلف للرئيس الحالي المنتهية ولايته، وقد أعلن دعمه لترشح رفيق دربه وقائد أركان جيوشه ووزير دفاعه محمد ولد محمد أحمد الملقب غزواني.
وقد دعا ولد عبد العزيز حزبه الحاكم وكافة الموريتانيين إلى دعم ولد الغزواني وبدأ يوفر الظروف لذلك.
بينما أعلنت أحزاب معارضة أنها ستشارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشددة على ضرورة "ضمان الحياد التام للدولة بجميع أجهزتها"، ومن بينها بيرام ولد الداه اعبيدي رئيس حركة إيرا ومحمد ولد مولود رئيس حزب اتحاد قوى التقدم كما أعلن الوزير الأول السابق سيد محمد ولد ببكر عن ترشحه.
وقد دعت المعارضة، في وثيقة سلمتها لوزارة الداخلية الموريتانية، إلى وضع "أسس سليمة" لتنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة، مطالبة بـ "إعادة تشكيل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بصورة توافقية، وتخويلها كامل الصلاحيات والاستقلالية، ومنحها الوسائل المالية والتقنية والبشرية التي تمكنها من أداء مهمتها على أكمل وجه".
وبعد إعلان المترشحين للانتخابات الرئاسية من خلال خطابات جماهيرية تميزت بالفصاحة اللغة تتجه الأنظار حول محمد ولد الغزواني وسيد محمد ولد ببكر.
وقد تعهد ولد الغزواني في خطاب إعلان ترشحه بالعمل على تحقيق طموحات الشعب الموريتاني وإصلاح مكامن الخلل وسد مواطن النقص في التعليم وغيره وتحصين الوحدة الوطنية وتحقيق نهضة تنموية والعناية بالشباب وتعزيز الديمقراطية والمحافظة على أمن البلاد ومحاولة بناء مجتمع عصري يتشبث بقيمه ويكفل لمواطنيه الحرية والمساواة من خلال "تكثيف حظوظ أي مكونة اجتماعية عرفت الغبن عبر تاريخها"، مؤكدًا أنه سيجد من تعدّد الآليات ما يجعل كل مواطن من هذه الفئات يشعر باعتزاز الانتماء لموريتانيا.
كما قال الوزير الأول السابق سيد محمد ولد ببكر في خطاب إعلان الترشح: "تقف بلادنا اليوم على مفترق طريقين لا ثالث لهما، فإما أن تستمر في التردي في مهاوي الأحكام الفردية وما تحمله من سوء تدبير وتخطيط، وما تكرسه من غَبن وفقر وتفرِقة، وإما أن تتجه نحو بناء دولة القانون والمواطنة والعدل والنماء.
إنني أتوجه إليكم في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ بلدنا، وكلي ثقة بأنكم تشاطرونني المرارة اتجاه الأوضاع المزرية التي تعيشها بلادنا، كما تشاطرونني العزيمة والأمل في فتح آفاق جديدة، يتنفس فيها المواطن نسيم التقدير والمساواة والكرامة، وينعم فيها بخيرات بلده الوفيرة، ويطمئن فيها للعدل والإنصاف، ويحس فيها بالاعتزاز لانتمائه لبلد يضمن له حقوقه، ويجد فيه ذاته.
إنه من المؤلم حقا أن نرى دولا وشعوبا من حولنا أقلَّ مقدراتٍ منا تبني وتتقدم، بينما نراوح نحن مكاننا في دائرة التأخر والفقر وسوء الحكامة.
إن شعبنا يختزن من قوة الإيمان، ومن رصيد الحضارة والقيم ما يؤهله لأن يتوق إلى العلا، وأن يطمح إلى تبوئ مكانة مرموقة بين الإخوة والأشقاء. كما أن بلادنا تزخر بالخيرات والخِبرات التي إذا ما أحسن تدبيرها يمكنها إسعاد جميع مواطنيها...
وليست الوضعية المزرية التي تعيشها بلادنا قدرا محتوما، بل هي واقع فرض على شعبنا، ونحن من سيغيره بإذن الله وأدعوكم إلى بناء موريتانيا التي نطمح إليها والتي تسعنا جميعا.. موريتانيا العصرية المتأصلة في تراثها الإسلامي السمح وفي حضارتها العربية الإفريقية الثرية.. موريتانيا المحكومة بدولة القانون والمؤسسات.. موريتانيا الغيورة على استقلالها وسيادتها.. موريتانيا التي تستمر في بناء جيش جمهوري قوي ومهاب.. موريتانيا العدل والأخوة والمساواة.. موريتانيا الوفاق والتسامح والتعاضد.. موريتانيا التي تكفكف دموع المظلومين وتضمد جراح المكلومين.. موريتانيا التي تضمن التعليم والصحة والرياضة وفرص الشغل وتهتم بالشباب، وتبني المدرسة الجمهورية التي تحتضن جميع أبنائها.. موريتانيا التي تعتني بالمواطنين وتوفر لهم الاحترام وظروف العيش الكريم.. موريتانيا التي تحسن من ظروف العمال والموظفين والمتقاعدين، وتولي عناية خاصة للمدرسين والأطباء والممرضين، وتضاعف الرواتب وترفع الحد الأدنى للأجور.. موريتانيا التي تضمن شفافية ثرواتها الطبيعية والاستخراجية واستفادة مواطنيها من عائداتها خاصة ثروة الغاز الواعدة.. موريتانيا التي تعطي المرأة حقوقها وتشركها في مراكز القرار.. موريتانيا التي ترفع من شأن العالم الريفي وتثمن منتجاته".
ويرجح المراقبون على نطاق واسع أن ولد الغزواني رغم أنه شخص كان معروفا بالهدوء والصمت سينافسه ولد ببكر منافسة شرسة لأسباب عدة منها:
– أن انتخابه تمديدا لحكم ولد عبد العزيز إضافة إلى تعيينه مدير حملته وزير الاقتصاد الحالي المختار ولد اجاي.
– أن استخدام ولد الغزواني لوسائل الدولة والجيش ربما يضعف توجه الموريتانيين إليه.
ويزيد آخرون على ذلك رجوع ولد الغزواني إلى الجهوية والقبلية من خلال الجولة التي يقوم تعتبر تجسيدا للقبلية التي لم تعد صالحة لهذا الزمن المتطور.
ويرى المراقبون من جهة أخرى أن سيد محمد ولد ببكر إن لم يفز في الشوط الأول فينافس ولد الغزواني على الشوط الثاني لأسباب عدة منها:
– أنه مدعوم من طرف أكبر حزب معارض في البلد (تواصل).
– أن ولد ببكر يحظى بقربه من فئة الشباب التي تطمح للتغير السلمي المدني الذي.
إضافة إلى مساندة ودعم مجموعة من الأحزاب كانت في صف الأغلبية له.
كما يتوقع أن يشهد ولد بوبكر انضمامات جديدة وازنة من أحزاب معارضة وموالية وشخصيات وطنية ذات وزن كبير خلال الأيام المقبلة قبل بدء الحملة الانتخابية.
ويشهد مدونون ومحللون قوة منافسة ولد بوبكر لولد الغزواني بتاريخ الرجل النقي والتزامه وتجربته الرائدة في القيادة.
ويرى الشارع الموريتاني أن الرجلين إن وصلا إلى الشوط الثاني فسيدخل ولد ببكر القصر الرمادي لأن كل المترشحين المعارضين أصلا للنظام الحالي سيدعمون لا محالة خيار ولد ببكر إضافة إلى أغلب منتسبي الأغلبية.
