الخميس
2024/03/28
آخر تحديث
الخميس 28 مارس 2024

"عبّارة روصو".. جسر يربط موريتانيا والسنغال منذ 70 عاما

30 مايو 2022 الساعة 08 و42 دقيقة
طباعة

شكل "عبّارة روصو" شريان حياة على ضفتي نهر السنغال، منذ عقود، حيث إن الحركة التجارية تنشط طوال اليوم بين موريتانيا والسنغال، كما أنها ساهمت في تعزيز التداخل الاجتماعي والثقافي والاقتصادي بين البلدين.

وتضمن الناقلة البحرية التي تملكها الدولة الموريتانية، انسيابية الحركة بين ضفتي نهر السنغال، الموريتانية والسنغالية، وتنقل يوميا مئات المسافرين بين البلدين الجارين.

وبدأت العبّارة بالعمل سنة 1951 قبل استقلال البلاد، عن الاستعمار الفرنسي سنة 1960.

ومنذ ذلك التاريخ تشكل وسيلة التنقل الأساسية لعبور ضفتي نهر السنغال، إلى جانب زواق خشبية صغيرة.

وتعتبر "عبّارة روصو" سوقا متنقلة، تنقل يوميا مئات الباعة والمزارعين والعمال والباحثين عن فرص عمل وما يحملونه من بضائع بين البلدين الجارين.

فرص عمل

وقال القائمون عليها إنها تقوم يوميا بنحو 15 رحلة يتم خلالها نقل حوالي 1000 شخص وعشرات السيارات المحملة بمختلف البضائع الأخرى وذلك في الاتجاهين.

وتوفر العبّارة على متنها مئات فرص العمل لساكنة مدينة روصو الموريتانية، كما أنها تساهم بصورة فعالة في التنمية الاقتصادية للبلد بصورة عامة.

وقال عبد الله ولد محمد، وهو أحد سكان مدينة روصو جنوب موريتانيا، لـ"عربي21"، إن "عبّارة روصو، بمثابة شريان حياة السكان في هذه المنطقة، أنا أعبر يوميا على متن هذا المركب إلى الأراضي السنغالية، أبيع بضاعتي وأشتري بضائع أخرى من السنغال، لبيعها في موريتانيا".

وأضاف: "عمل هذا المركب منتظم وانسيابي، ينقل يوميا المسافرين بين البلدين، يستطيع هذا المركب نقل السيارات والحيوانات، ومختلف البضائع. إجراءات العبور إلى الضفة السنغالية سهلة جدا وكذلك الحال بالنسبة لعبور السنغاليين إلى الضفة الموريتانية".

معبر أفريقي

وقال الصحفي الموريتاني المختص في العلاقات الموريتانية السنغالية والمقيم في مدينة روصو الموريتانية الحدودية مع السنغال، إمام الدين ولد أحمد، إن نشاط "عبّارة روصو" جعل مدينة روصو الموريتانية معبرا رئيسا بين الشمال الأفريقي من جهة وبين السنغال والغرب الأفريقي من جهة أخرى.

ولفت في تصريح لـ"عربي21" إلى أن هذه العبّارة، تنقل نحو 20 ألف سيارة تعبر سنويا على متن هذه العبّارة، في كلا الاتجاهين وهو ما له انعكاس إيجابي على التواصل والتعاون بين البلدين.

جسر بديل

ووضع الرئيسان الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، والسنغالي ماكي صال، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حجري أساس لجسر يربط البلدين، حيث إنه ينتظر أن يكون بديلا لعمل هذه العبارة عند اكتمال الأشغال بعد سنتين.

ووفق معطيات السلطات الموريتانية، فإن كلفة هذا الجسر تبلغ 87.63 مليون يورو، وهو ممول بالتعاون بين الحكومتين الموريتانية والسنغالية، وبين الاتحاد الأوروبي والبنك الأفريقي للتنمية.

ويمتد الجسر على مسافة 1.4 كيلومتر، بين ضفتي النهر، أما عرضه فيصل إلى 55 متراً.

وتتوقع دراسة فنية أن يرتفع عدد السيارات التي تعبر نهر السنغال بين البلدين من 115 سيارة يومياً، إلى 370 سيارة يومياً بعد افتتاح الجسر.

ويتوقع البلدان أن يسهم الجسر في تسهيل حركة نقل البضائع بين شمال أفريقيا، وأفريقيا جنوب الصحراء، كما أنه سيعزز خط "طنجة (المغرب) نواكشوط (موريتانيا) دكار (السنغال) لاغوس (نيجيريا)".