عندما يكون الوطن والشعب في مقدمة إهتمامات القيادة

تعرض المناضل الجنوب افريقي نلسون مانديلا الى الاضطهاد على يد حكام ليسوا من ابناء بلده ورغم كونهم اقلية لكنهم حكموا البلاد واضطهدوا اهلها من العرق الاسود , أي حكومة البيض والذين يشكلون الاقلية البيضاء والتي حكمت جنوب افريقيا لمدة تزيد على خمسين عاما وسجن مانديلا لمدة سبع وعشرين عاما , بحيث استحق ان يسمى سجين العصر وله قول شهير هو ( اذا قبضت المال عن نضالي سأتحول الى مرتزق ) فهو لم يطلب تعويض عن نضاله ,او ما يسمى خدمة جهادية , وناضل غاندي ضد المحتل البريطاني ولم يطالب بالتعويض ولا بخدمة جهادية , وناضل نضالا سلميا ضد المحتلين البريطانيين حتى تمكن من طردهم بتآزر شعبه , وحكم عبد الكريم قاسم اربع سنوات ونصف بعد قيامة بثورة 14 تموز وقتل غدرا وغادر الدنيا وهو لا يملك شيئا ولم يطلب بحياته تعويض او خدمة جهادية , قادة وضعوا في مقدمة اهتماماتهم مصالح اوطانهم وشعوبهم , وليس مصالحهم الذاتية ومصالح عوائلهم واحدث مثال على تضحية القادة لأوطانهم وشعوبهم ما قام به الرئيس الموريتاني وخلاصة الحكاية هي , في سنة 1973 زار الرئيس الزائيري وقتذاك الجنرال موبوتو سي سي سيكو موريتانيا لمدة ثلاثة أيام، وكانت موريتانيا من أفقر بلدان القارة الأفريقية، واقتصادها يعتمد على صيد الأسماك والزراعة والرعي و أثناء المباحثات في الأيام الثلاثة لاحظ الرئيس الزائيري أن مضيفه الرئيس الموريتاني المختار ولد داده، وهو أول رئيس لموريتانيا بعد استقلالها من الاحتلال الفرنسي، لم يغير بدلته طيلة الأيام الثلاثة، فأدرك موبوتو أن مضيفه لا يملك المال الكافي لشراء البدلات الأنيقة، والباهظة. الثمن وعند اختتام زيارته، وفي صالة المغادرة في مطار نواكشوط، سلم الرئيس الزائيري موبوتو شيك بمبلغ 5 ملايين دولار لسكرتير الرئيس، لكي لا يحرج مضيفه، ومع الشيك ورقة فيها عناوين أشهر مصممي دور الأزياء في العاصمة الفرنسية والتي يحيك موبوتو بدلاته عندهم، على أمل أن يحيك الرئيس المختار ولد داده بدلات رسمية وتوابعها عند تلك الدور. وبعد مغادرة الرئيس الزائيري سلم السكرتير رئيسه شيك الخمسة ملايين دولار قائلا إنها هدية من الرئيس موبوتو لكم لكي تشترون بها بدلات ولوازمها من باريس استلم الرئيس ولد داده الشيك وسلمه على الفور لوزير المالية الموريتاني لكي يضعه في حساب الدولة لاحقاً ومن هذا المبلغ الهدية تم بناء وتجهيز المدرسة العليا لإعداد المعلمين في موريتانيا، التي .. كانت تعاني من نقص شديد في هذا المجال بسبب الفقر وعند اختتام زيارته، وفي صالة المغادرة في مطار نواكشوط، سلم الرئيس الزائيري موبوتو شيك بمبلغ 5 ملايين دولار لسكرتير الرئيس، لكي لا يحرج مضيفه، ومع الشيك ورقة فيها عناوين أشهر مصممي دور الأزياء في العاصمة الفرنسية والتي يحيك موبوتو بدلاته عندهم، على أمل أن يحيك الرئيس المختار ولد داده بدلات رسمية وتوابعها عند تلك الدور.وبعد مغادرة الرئيس الزائيري سلم السكرتير رئيسه شيك الخمسة ملايين دولار قائلا إنها هدية من الرئيس موبوتو لكم لكي تشترون بها بدلات ولوازمها من باريس استلم الرئيس ولد داده الشيك وسلمه على الفور لوزير المالية الموريتاني لكي يضعه في حساب الدولة لاحقاً ومن هذا المبلغ الهدية تم بناء وتجهيز المدرسة العليا لإعداد المعلمين في موريتانيا، التي كانت تعاني من نقص شديد في هذا المجال بسبب الفقر. وبعد مرور خمس سنوات، أي في العام 1978 توقف الرئيس الزائيري في المغرب قادماً من الولايات المتحدة الأمريكية، وكان بزيارة فيها لمدة أسبوع، وحين علم الرئيس المختار بتوقفه في الرباط اتصل به ودعاه لزيارة موريتانيا حتى لو كانت زيارة قصيرة. وفي الطريق من المطار إلى القصر الرئاسي لاحظ موبوتو وجود لافتات باللغة الفرنسية تزين الشوارع مكتوب عليها: شكراً زائير شكراً موبوتو… شكراً على الهدية. وقبل أن يصل الموكب الرئاسي إلى القصر توقف في مدرسة إعداد المعلمين والمعلمات، ترجل موبوتو من السيارة واستفسر وسأل المختار بتعجب عن الهدية التي يشكرني عليها الشعب الموريتاني، فإني قد وصلت قبل ساعة إلى نواكشوط وللأسف لا أحمل هدايا معي عندئذ ابتسم الرئيس المختار وقال له هذه هي هديتك القيمة، فبمبلغ الخمسة ملايين دولار التي قدمتها لي قبل خمس سنوات بنينا بها هذه المدرسة لإعداد المعلمين والمعلمات، فشعبنا بأمس الحاجة إلى المال لكي نحارب الأمية والفقر، فعانقه موبوتو وقال له: لو قدر أن يكون باقي الزعماء الأفرقة مثلك لكانت قارتنا لا تعاني من الأمية والجهل والفقر والتخلف فقال له المختار إنني أستلم راتبا شهريا من خزانة الدولة ولا أعمل بلا أجر، وهذه الهدية منك لشعب موريتانيا، أما مظهري وهندامي فلا يجب أن يكون من أرقى المناشئ وبيوت الأزياء العالمية, بينما شعبي يعاني من الفقر! بالعلم نستطيع أن نقضي على تلك الآفات والمعوقات التي تعرقل مسيرتنا وقد عرف عن الرئيس المختار رحمه الله (توفي سنة 2003) البساطة والابتعاد عن مظاهر الترف والبذخ، وكان يسكن في بيت متواضع وبسيط، لا يوجد فيه سوى ثلاث غرف. هذه القصة الواقعية هدية لكل لص ينعق بالوطنية ويتستر بالطائفة وحقوقها ليسرق قوت الشعب واحلام البسطاء, ولا لا يسبر الا بموكب يكلف الدولة ما يعادل عشرة موظفين لمدة سنة براتب شهري.

حاكم محسن محمد الربيعي