الجمعة
2024/04/26
آخر تحديث
الجمعة 26 أبريل 2024

أين اختفى الطابور العريض الذي ظل ينافح عن ولد عبد العزيز!؟

3 دجمبر 2019 الساعة 15 و00 دقيقة
أين اختفى الطابور العريض الذي ظل ينافح عن ولد عبد العزيز!؟
طباعة

أين هي جماعة المأمورية الثالثة التي كانت تعتبر أن ولد عبد العزيز هو "باني النهضة الموريتانية" وأن ترك هذه الإنجازات قبل إكمالها يعد جرما في حق هذا الشعب وحق البلد؟ أين ولد إزدبيه الذي نصب نفسه درعا لولد عبد العزيز في ما يعنيه وما لا يعنيه؟ أين وزير العدل ولد داداه الذي كان يطالب، على تناقص تام وتعارض صارخ مع مسؤولياته القانونية والأخلاقية، بالمأمورية الثالثة ضمن ما يقول انها قناعته بضرورة بقاء ولد عبد العزيز لمصلحة موريتانيا؟ أين الوزير والسفير محمد الأمين ولد الشيخ، الناطق الرسمي، الذي ظل يغرد في كل مؤتمر صحفي بأن هذا النظام باق وأن ولد عبد العزيز سيظل موجودا ليتمم هذه الإنجازات وأن الدساتير ليست مهمة ولم نكن نعرفها ولا علاقة لنا؟ أين يحي ول حدمين الذي ذهب في زيارة داخلية لكي يقول أن ولد عبد العزيز باق وأن هذا النظام مستمر، وأن هذه الإنجازات لابد من الحفاظ عليها وأن ولد عبد العزيز هو صانع موريتانيا؟ أين ولد إجاي الذي كان يقول إن ولد عبد العزيز أفضل بالنسبة للمواطنين من الماء والكهرباء؟ أين 103 من النواب الذين وقعوا عريضة المأمورية الثالثة... اللائحة تطول وتطول.. أين المليون ومائة وخمسة عشر ألف المنتسبة لحزب الإتحاد الذي أسسه ولد عبد العزيز على أنقاض حزب عادل؟ أين حملة المليون توقيع وأين صاحبها؟ أين كل هذه الأكوام ولم يمض سوى 5 أشهر على تسليم عزيز للسلطة: إنها مدة غير كافية لنسيان الإزدهار و"النعيم المقيم"، أين تبخرت الإنجازات العملاقة، إبن هي القناعات التي تدفع أصحابها لخرق الدستور علنا ، ألم يعلموا بأن ولد عبد العزيز عاد إلى البلد من أجل ممارسة السياسية وحماية إنجازاته التي ظلوا يطالبون بحمايتها، فما هي المشكلة إذن وما الذي طرأ؟ لماذا يصبح الجميع ضد ولد عبد العزيز، باني نهضة البلد، صاحب الإنجازات العملاقة الذي "أطعمكم من جوع وآمنكم من خوف" (حاشى لله من شبيه أو شريك)؟ لماذا الإشادة بولد الغزواني من خلال عشرات البيانات وآلاف التوقيعات والتدوينات ومئات المقالات التي تجعل منه المرجعية السياسية الوحيدة لهم وهو لم يأخذ بعد أي قرار جوهري باستثناء قضية الأدوية؟ أين إختفت صفحة ولد إجاي النشطة وردود ولد أحمد إزدبيه وصولات الخليل ولد الطيب ،ودسائس يحي ولد حدمين ، كيف لا تدافع هذه المجموعة مثل ما كانت تفعل وتقول بأنه قناعتها بشأن شرعية "باني البلد" ومحقق الإنجازات العملاقة في الكهرباء والطرقات وغيرها؟بعد عودته بعدما شبع من الإستجمام والراحة والتنزه في أجمل أرض الله ، أين المدونون الذين ملأوا الفضاء الافتراضي من غير ذوق ولا كياسة بفضائل ومآثر ولد عبد العزيز على البلد؟.. أليس في مقدورهم الظهور اليوم والتعبير عن نصف ما كانوا تتبجحون به من نفاق وتملق وجهر بالسوء والكذب؟.. إنه المشي في جنازة أي رئيس، وها هي جنازة غزواني السياسية تضرب أطنابها قبل أن يحكم.
مجموعة التزلق والتملق والمحاباة والبهتان والنميمة وسرقة أحلام الأمة والتلاعب بمستقبل الأجيال، هي أغلب المجموعة التي كانت واجهة لحزب الشعب، ومؤيدة للإنقلابات قبل أفول شمس نفس النهار، وواجهة للهياكل المقيتة، والحزب الجمهوري البغيض، ومؤيدة للمرحلة الإنتقالية (كأنها هي من قامت بالإنقلاب) ، وكانت أكبر مساند لحزب عادل، وحزب الإتحاد من أجل الجمهورية الذي حطم الرقم القياسي في عدد المنتسبين الذين تجاوزوا عدد المصوتين على امتداد التراب الوطني. إنها ذات المجموعة التي تقف في وجه الرئيس، أي رئيس، وتجلس على أطرافه لتحول بينه وبين المشاكل، وبين المواطنين، وبين قناعاته وتوجهاته الأولى، وبينه وبين دعاة الإصلاح الحقيقيين الملتزمين بأهدافه المتحملين لتبعات الدفاع عنه، وهكذا لم يأت أيَ رئيس للبلد، سواء كان عن طريق انقلاب أو بواسطة الانتخابات، إلا وأعلن عن مشروع إصلاحي أو عن أفكار أو مبادئ إصلاحية أو عن التغيير، ولا يمضي على حكمه 6 أشهر حتى يتغير تماما ويدير ظهره لكل أفكاره وتوجهاته الأولى، وعندما يقف على الحافة تدفعه نفس المجموعة، بدون حياء وبوجه جاف من ماء الأخلاق، إلى الهاوية هاربة ومتبرئة بشكل مخز، وكأنها لم تشاركه في أي من أغلاطه ومساوئه، بل ليست هي من سولتها له، لتهجم على خلفه وتضعه في دوامة من المماحكات التحريفية وتصنع له أوضاعا وآلية جديدة للفساد أسوأ من سابقاتها. وهكذا يقع الرؤساء ضحية هذه النخبة الفاسدة والمتمرنة على التملق والتزلف تحت شعار "المصلحة الشخصية". وهكذا يشرب اليوم ولد عبد العزيز من نفس الكأس التي شرب منها سابقوه بكل ندامة وكمد وتحسر، بينما يبحث كل واحد من هذه المجموعة أو كل جماعة منها ، عن مدخل عبر اجتراح وتطوير واستنساخ أنماط جديدة من التملق.
إنهم يظهرون للرئيس الجديد مختلفين وأكثر صدقا وولاءً، ليتناسى مأساة سابقه، وهكذا عندما يظل الرئيس يعبأ لمثل هذه العقول وهذه الوجوه، فلن يتطور البلد ولن يذهب أي رئيس إلا إلى الندامة والحسرة والبلد إلى التقهقر والخراب والدمار، رغم أن ولد عبد العزيز قمين بهذا الموقف، ويستحقه لأنه يختلف عن كل الرؤساء، وعن كل البشر في هذه الأرض، بسبب نهبه وجشعه وتسلطه وإحتقاره لهذا الشعب، ولأن كل أهدافه كانت حب التملك ولا شيء بعده، وكان يقرب منه فقط الذي يخدم ذلك. الأمر الذي يحتم على غزواني الإبتعاد من السياسيين المتزحلقين على سهوب التملق، العارفين من أين تؤكل كتفه، الذين أوقعوا البلد وقواده في حفرة التخلف، وأن لا يهتم بأي شأن سياسي قبل الشروع في الإصلاحات الجوهرية المرتبطة بالمسلسل الإنتخابي وبتقوية الأدوات والآليات الإنتخابية، ثم يتوجه للإقتصاد وللإقتصاد وللإقتصاد، لكي يخرج من دوامة لا تؤخر ولا تقدم، بل تؤخر ولا تقدم ، وأكثر من ذلك سوءًا قتلها للوقت، وتضييعه أمام فرص ومشاريع أخرى.
إن هذه الحفرة التي سقط فيها عزيز يجب أن يتم توسيعها ليسقط فيها كل أولئك المنفافقين والمتزلفين الذين لا وطن لهم سوى جيوبهم ومصالحهم الضيقة. وأن تتجنبها الدولة وأن يعي ولد الغزواني ما حلَ بسابقه. وبهذا يتوجه إلى الإصلاح والتعرف على الهموم الحياتية للمواطنين التي يلخصها الفقر والأسعار والبطالة وفساد سياسة النقل العمومي وضعف القوة الشرائية وفساد الإدارة والقضاء وغيرها من الأمور التي يشعر بها المواطن كل مساء وصباح، ويأخذ العبرة من "الرئاسة السياسية" التي ظلت هي النموذج السائد داخل البلد منذ الإستقلال إلى اليوم.
موقف العلم