الأربعاء
2024/05/8
آخر تحديث
الأربعاء 8 مايو 2024

ما ذا سيقول عزيز في مؤتمره الصحفي ومن سيظهر معه؟

17 دجمبر 2019 الساعة 11 و54 دقيقة
ما ذا سيقول عزيز  في مؤتمره الصحفي ومن سيظهر معه؟
طباعة

تأخر الإعلان الرسمي لهذا المؤتمر الذي لوّح به ولد عبد العزيز مع بداية أزمته السياسية التي اختلقها بعد عودته لموريتانيا ومحاولته ترأس الحزب الحاكم، وزعزعته للوضعية السياسية القائمة على تجاوزه، وقد أدت ردة الفعل من طرف القوة السياسية داخل الحزب الحاكم والأغلبية، إلى الدخول في مغامرة أخرى تم على أساسها إقالة رئيس قطاع الحرس الرئاسي الذي تربطه قرابة إجتماعية به وعزل رؤساء فصائل أخرى داخل نفس القطاع ، كما تم الحديث عن قيام ولد الغزواني بعدة إجراءات سياسية ومناورات قوية منها مثلا : عدم الإعتراض على تشكيل لجنة التحقيق البرلمانية ، نشر تقارير تُظهر تواطئ ولد عبد العزيز بشأن الفساد مما شكل أول معلومات موثقة تؤكد إرتباطه بالفساد بالتواطؤ وبالتغاضي والسكوت عليه طيلة مأموريته ،الشروع في رفع الحصار عن ولد بوعماتو العدو الشرس لولد عبد العزيز، وغيرها من الإجراءات التي تفيد عمق الشرخ ، في حين تم الحديث عن وساطات عديدة قام به البعض بين الرجلين (رئيس فعلي ،ورئيس سابق يريد السيطرة على النظام أو البقاء كمرجعيته السياسية على الأقل ) ، لكن فيما يبد أنها لم تثمر ، حسب الوتيرة التي تجري بها الأمور بالنسبة للسلطة ،في حين إنزوى عزيز في منتجعه شمال نواكشوط بعض الوقت حيث كان ينسق بعض النشاطات من خلال أقاربه من ضمنها بعض الإتصالات السرية بعلاقاته وأصفيائه من السياسيين حسب بعض الأوساط، الأمر الذي جعل الكل ،هروبا من أن تحوم حوله الشكوك ،يعلنون جميعهم في موجات التبرؤ من مرجعية عزيز ، وربط المرجعية السياسية للأغلبية حصرا بولد الغزواني،دون أن يغادر منهم أحدا هذه العبارة على وجه التخصيص والتأكيد ،وفي هذا الخضم المتلاطم من الغموض ، وعدم وضوح الرؤية، وحدود الحرب ، بين عزيز وغزواني، يعلن اليوم محمد ولد عبد العزيز في رسالة موجهة لحاكم لكصر عن نيته تنظيم مؤتمرا صحفيا بفندق حليمة ،ورغم ما جرت به عادة مؤتمرات ولد عبد العزيز من فشل دائم في النهاية، تارة بسبب الحرب الجانبية مع الصحفيين، وتارة أخرى بتصريحات مثيرة تفتح عليه جبهات جديدة ،وفي الأخير دون توصيل أي رسالة مهمة، فلن يخلو هذا المؤتمر على وجه الخصوص من الإثارة ،ومن نفس الأخطاء جريا على مألوف عادته، وقد تفهم الناس منه على أسوأ الإحتمالات طبيعة الصراع ومستوى عمقه وطموح ولد عبد العزيز الساسيي الأخير ،والأكثر أهمية من كل ذلك ، معرفة اللوحة السياسية الحقيقة لولد عبد العزيز إجتماعية أم وطنية من خلال حجم ونوعية الحضور ،رغم أن إختيار فضاء ضيق في أول خرجة لولد له تسعى لكسب رهان أورفه تحدي سياسي كبير في الظاهر ، يرمز مسبقا لأنه قد لا يكون مصحوبا بالكثيرين ،ويبقى التأكيد بأن ولد عبد العزيز يحمل صورة راسخة عن إحتقار وإستصغار هذا الشعب ونخبته ، ووجها حديديا يظهر به في هذا الوقت الحرج أمام الأضواء ،في حين تتعالى الأصوات والمطالب بمحاكمته بسبب فساده الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ البلد ، الراجع لإدارته من الشخصية له . وهكذا يظل الرأي العام ينتظر بفارق الصبر هذه الخرجة من خلال هذا المؤتمر الصحفي الذي سيعقده الرجل الذي إرتبط ظهوره السياسي في البلد بالإثارة .