الجمعة
2024/04/26
آخر تحديث
الجمعة 26 أبريل 2024

كل الرصاص ذهب إلى عزيز دون بطانته

19 دجمبر 2019 الساعة 13 و40 دقيقة
كل الرصاص ذهب إلى عزيز دون بطانته
طباعة

يبدو أن ولد عبد العزيز هو وحده من يحمّله الموريتانيون مسؤولية الفساد خلال عشريته الماضية دون أعوانه، ومرد ذلك هو إفراطه في ممارسة السلطة وإتخاذ كل القرارات الصغيرة والكبيرة بمسؤوليته وبأوامر، غير أن ذلك لا يجعله المذنب الوحيد الذي يجب أن يتم رميه من السفينة ليغرق وتنوجوا البقية ،في حين يتمتع طاقمه وأدواته للفساد بمكانة بديلة في النظام الحالي، وتتوق البقية لإعادة الإعتبار، القانون والإدارة لا يعرفان إلا الإجراءات أو الأوامر المكتوبة ،وأكثر ما تم من فساد فقد تم باوامر عليا وبتعليمات غير مكتوبة ،الأمر الذي يعطي الموظفين الحق في الإمتناع عن الإمتثال، أو الرد بطلب خطي، "أو الإشارة في القرار بناءً على تعليماتكم" ،كل ذلك من النادر أن يراه أحد ، أو يلاحظه في المراسلات والقرارات الإدارية ،ومع ذلك شهدت العشرية أسوأ وأبشع أنواع النهب والفساد بأيدي هؤلاء الموظفين ،والمعاونين ، بل الشركاء والمنفذين والمخططين في أكثر الحالات .أين وزير مالية عزيز ،أين وزير تجهيزه ووزيره الأول ، أين محافظ بنكه ، أين وزير الإقتصاد السابق ،أين وزير المعادن ،القائمة طويلة، أين النواب المشرعين لكل سوء ومكروه يريده هذا النظام ،من دون مراجعة الضمير ولا القانون اوالرجوع للحق ، أين رجال السياسية المرتشين ، والإعلاميين الفاسدين ، أين كل الذين دافعوا عن الفساد والإختلاسات والسرقات وحوّلوها إلى إنجازات، وضربوا طوقا على الحقيقة وعلى المهنية وعلى الصدق ،كيف يُسّلم ولد الغزواني لهؤلاء زمام الأمور مجددا في قطاعاتهم ،ويعيد لهم الثقة ،كيف يتم عزل عزيز وكأنه "مطليٌ به الغار أجربُ في خضم من المفسدين الذين كان من ضمنهم أساتذته " ،نعم عزيز رأس كل خطيئة في هذه الفساد، وصاحب الحظ الأوفر في المسؤولية القانونية والأخلاقية ،لكنه أيضا أسس نظاما فاسدا بأجنحته وأذرعه، وخلق ماكينة كبيرة للفساد بطواقمها ، ولا يمكن لكل هذه الطواقم والأجنحة بأي شكل من الأشكال الإنسلاخ منه بين عشية وضحاها ،لتظهر مطهرة خالصة للإصلاح مستعدة للتغير لتتبوأ واجهة النظام الجديد الذي يدعي أنه يختلف من حيث الشكل والمضمون .وهذا هو السبب في أن واجهة حزب الشعب هي جزء من واجهة حزب الإتحاد، وتنافس لتتصدر المشهد اليوم ،وهي التي فعلت الشيء نفسه بالنسبة للهياكل ، وللحزب الجمهوري ولحزب عادل وحزب الإتحاد ،إلا أن الوضع اليوم يختلف حيث يطالب الشعب بالمحاسبة والمراجعة والتدقيق ،لكي يحصل كل واحد على جزائه .ويتم إبعاد أصحاب السوابق والمفسدين عن أماكن إتخاذ القرار الوطني ومعالجته وتنفيذه وإنتقاده ،في الطريق إلى صلاح أمر هذا الشعب .
موقف العلم