الجمعة
2024/04/26
آخر تحديث
الجمعة 26 أبريل 2024

الجبهة العربية للدفاع عن (البيظان)

29 فبراير 2020 الساعة 15 و33 دقيقة
الجبهة العربية للدفاع عن (البيظان)
طباعة

باعت تصريحات السيد محمد سالم ولد بيبة بعيد خروجه من لدن إدارة أمن الدولة المدعو يتزعم ما بات يعرف أختصارا ب (اجعبنا) و هو تيار وليد يدعو إلى الدفاع عن شريحة البيظان وحمايتها من الهجمات الشرسة التي يشنها العنصريون من حركتي (إيرا) و (فلام ) و هي حركات متطرفة معروفة بخطها الهجومي و التحريضي ضد مجتمع البيظان تحت ذريعة الدفاع عن مخلفات الأسترقاق و عودة المبعدين و هي اي التيارات مدعومة من الغرب و خاصة فرنسا
خلال سنوات العشرية ظهرت تيارات لا تخفي عداءها لمكون البيظان و عاثت في الأرض فسادا أبان الإحصاء البيومتري الجماعة الزنجية ( لا تلمس جنسيتي) و حركة (إيرا) العنصرية
خلال تقييم ميداني لدراسة أوجه التشابه و نقاط الالتقاء بين التيارين السابقين كان هناك هدف وصول وحيد هو تجريح و قذف مكون من مكونات النسيج الموريتاني كما يصاحب هذا عادة موجة من العنف و التخريب تستهدف المحلات التجارية و حتى السيارات الشخصية و الممتلكات العامة كما توجد نية مسبقة للأصطدام بقوات الامن العمومي من أجل أخذ صور و أستغلالها إعلاميا قصد تشويه صورة البلاد و إيجاد مزيد من فرص التمويل و الدعم الخارجي
شخصيا ضد أي مساس بالوحدة الوطنية او أي محاولة للنيل من النسيج الإجتماعي القوي بعقيدة الدين و التاريخ و الجغرافيا و أواصر الدم و النسب لكن جبهة الدفاع عن العرب (البيظان) رغم حداثتها و محاولة وأدها في المهد هي ردة فعل طبيعية لصمت الجهات الرسمية منذ زمن على التجاوزات اللفظية و بث خطاب الكراهية ضد المكون السالف الذكر
لا شك ان التوظيف السياسي الشرائحي له دور كبير في استفحال هذه الظاهرة المشينة لكن النظام السابق (و هذا ليس تشفيا في رئيس غادر السلطة ) لكن حقيقة ان النظام السابق له يد طولى بل شجع عليها عبر لقاءات من الباب الخلفي و أخرى سرية و علنية ثم الصمت المطبق حيال تصاعد و تيرة و نبرة الحقد و القدح و الكراهية ضد شريحة البيظان ( الأدلة موجودة صوت و صورة )
ليبقى السؤال الكبير الذي يطرح نفسه بإلحاح :
ما هي الصفة الرسمية التي تخول لزعيم تيار (لا تلمس جنسيتي) لقاء الرئيس السابق ؟ نفس السؤال لماذا يصر النظام السابق على ترشيح زعيم حركة عنصرية معروفة بولاءها الخارجي و خطابها العنصري الفج لمناصب سامية ؟
إستدعاء امن الدولة لزعيم حركة جبهة (أجعبنا) بهذه السرعة لاشك إنه عمل أمني أستباقي في الإتجاه الصحيح لكن هل تم أستدعاء (العنصريين) من (إيرا) و (أفلام ) على ضوء التصريحات العدائية
هل تم تحريك أي إجراء قانوني أو أمني للحد من إنتشار المد العنصري التحريضي ضد (البيظان) ؟ كيف تعاملت الجهات الرسمية مع تصريحات (الزعيم ) بيرام الضالة و المضلة و البعيدة عن الواقع قولا و فعلا
النظام السابق قام صلاة الغائب على أرواح و عوض ماديا و معنويا عائدين (مبعدين) و تجنسيهم
في المقابل هل هناك أي تعويض لضحايا و شهداء و اسرى حرب الصحراء ؟ هل تم تعويض خسارة التجار الموريتانيين في السنغال التي تقدر بمليارات الدولارات إبان أحداث 1989 م ؟
قرار الداخلية الرامي بتحريم و تجريم الإجتماعات العشائرية و القبلية هو في الأساس من صلب عمل الداخلية و من مهماتها النبيلة لاستتباب الامن و إظهار هيبة و قوة الدولة لكن تبقى مشكلة الاصطدام بالواقع قائمة ليكون القرار بمثابة من يفسر الماء بالماء و هذا لسببين أثنين لا ثالث لهما
الأول إجتماعي فالقبيلة هي الحاضنة الجوهرية لأي مشاكل شخصية او مالية او إجتماعية و هذا في ظل غياب هيكل مؤسساتي جامع
الثاني سياسي فالقبيلة هي الوعاء الانتخابي للكفة الرابحة و بالتالي اي أقتراع او انتخاب شرعي لأي سلطة لابد ان يمر عبر بوابة القبيلة
و من هنا تظهر بجلاء صعوبة مهمة تنفيذ المرسوم
خلاصة القول أن اي مساهمة من اي جهة من شأنها زعزعة الإستقرار الإجتماعي و تسميم النسيج الإجتماعي هي مرفوضة شكلا و مضمونا و على الجميع مجابتها و دحضها و إفشال مخططاتها و لا أعتقد ان مسؤولية المواجهة تعني الجهات الامنية الرسمية فقط بل تقع على عاتق جميع المواطنين دون إستثناء
و من أجل الحد من ظاهرة التطرف اللفظي و ٠الشرائحي هذه إقتراحات قد تساهم في هذه العملية :
1/ تطبيق القانون دون تمييز خاصة مواد الدستور الصريحة التي لا تقبل التأويل و الإجتهاد كالمادة (6) التي تنص على رسمية اللغة العربية و إغلاق المجال أمام أي تشويش أو مبادرة من شأنها تأزيم الوضع
2/ ضرب بيد من حديد اي شخص او هيئة تحاول التطاول على هيبة الدولة او زرع الفتنة ببن مكونات المجتمع
3/ المتابعة القضائية للمنظمات و الأشخاص على المستوى الوطني و الدولي التي تحاول المس من الوحدة الوطنية او تلفيق التهم و إشاعة الأكاذيب
4/ تحييد السلطة المطلقة للجهاز التنفيذي و إيقاف الاستغلال الشرأئحي و القبلي لأغراض سياسية
5/ إقامة مشاريع تنموية لتقليص معدل البطالة و الرفع من مستوى دخل الفرد
حفظ الله موريتانيا
من صفحة الأستاذ و الباحث : عبدو سيدي محمد