الجمعة
2024/04/26
آخر تحديث
الجمعة 26 أبريل 2024

أين المعارضة؟ وأين الأغلبية؟ ولماذا كل هذه الرداءة بالنسبة للحزب الحاكم ؟ (تحليل خاص بالعلم )

3 مارس 2020 الساعة 02 و41 دقيقة
أين المعارضة؟ وأين الأغلبية؟ ولماذا كل هذه الرداءة (…)
طباعة

لاحظ المتتبع العادي للساحة السياسية غياب الموقف المعارض داخل البلد، لا على مستوى الافعال فحسب، بل حتى على مستوى الأقوال، ففي الوقت الذي تعجز فيه الأغلبية عن أن تعبر عن نفسها اليوم في خيط ناظم : سياسي أو عملي ،وأن تعطي أي مدلول ولا معنى لبرنامج "تعهداتي " الذي يشبه إلى حد ما شعار محاربة الفساد عند ولد عبد العزيز (الذي ظل جزافيا حتى إنقشع الغبار عن ركام فساد لامثيل له تحت ذلك الشعار ،الأمر الذي يحيلنا للإنتظار مع نفس النخبة حتى تأتي الحصيلة بفشل مريع آخر)، عجز الحزب الحاكم الذي يقود هذه الأغلبية ،مع هذا الكم الهائل من الأطر ، عن إخراج بطاقة دعوة من سطرين ، صالحة من حيث اللغة ومن حيث الترجمة : (شارع جمال عبد الناصر بالعربية ،والمختار ولد داداه بالفرنسية في نفس البطاقة وترجمة كلمة الأخ إلى Le frère بالفرنسية ) ،أي عدم الإنتباه والإكتراث لما يقومون به ليعكس عدم جدية حقيقية وبالتالي عدم وجود أي تغيير لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون بالنسبة للإصلاح والإهتمام العميق بأوضاع البلد وأحوال الناس،وبقاء الأمور عند نفس مربع الدعاية والتضليل وملء مسامع وبصر الرئيس بالإطراء والتلفيق حتى يظن أن كل شيء على مايرام ،وباستثناء تشكيل اللجنة البرلمانية التي تتأرجح وجهة النظر حولها بين من يعتبرها جدية ومن يراها مناورة ، لم يحدث أي شيء يُحسب لهذا النظام ، ليدفع المعارضة إلى تغيير لهجتها ولا مواقفها .
وهكذا باتت المعارضة إزاء هذه الرداءة السياسية وعدم تغير الأحوال على نحو مريب ، في حكم الميتة ،حيث ظلت صامتة إزاء وضع البلد : زيادة الأسعار الأساسية بنسبة 20% مع مطلع السنة الجارية لأسباب تتعلق أغلبها بالزيادات المحلية (التعرفة الجمركية،ومضاعفة مكوس البلدية والغرفة التجارية من دون أي مبرر من حسن أداء ) ، ضعف أداء الحكومة ، شبح الجفاف ،مشاكل المزارعين ،رفع شعار التحقيق والإحتفاظ بالمستهدفين فيه في مواقع حساسة بإمكانها التأثير على مجراه ، ذهاب ولد عبد العزيز خارج البلد ،الشعور بالتساوي بعدم اليقين ولعدم الأمان ،وغيرها من الأمور التي تعبر عن وضع عام مقلق ومزرٍ لم تعد تسمع حياله أي موقف جدي للمعارضة، بإستثناء بيان من آخر النفق يصدر عادة عن الجانب المعارض من حزب تواصل، أقل حدة ،وبهذا تكون المعارضة اسما على مسمى لقد تبنت أحزاب المعارضة التي ظلت ثابتة على موقفها المعارض (اتحاد القوى الديمقراطية واتحاد قوى تقدم ) مقاربة لم تكن ناصعة بما فيه الكفاية بالنسبة للفعل المعارض خلال الإستحقاقات الماضية التي كان الرهان الوطني فيها يتمحور حول جر مرشح العسكر للشوط الثاني ، وأتبعتها بأن منحت صك غفران لولد الغزواني أو على الأقل فترة سماح طويلة بل أطول من الفترة الإعتيادية في مثل هذه الحالات ، حتى أصبح المواطن يتساءل أين المعارضة؟ أين توجد؟ هل هناك من مازال يتبنى هذا الفعل أو القول بصدق في البلد؟.. ويظل السؤال من دون جواب .