رئيس معهد مدد رأس للرئيسين الموريتاني والسينغالي: تخصيص جزء من مواردنا الغازية المشتركة لتمويل مشاريع تخدم بلدينا خيار منطقي وطبيعي

رسالة مفتوحة موجهة إلى
فخامة السيد باصيرو ديوماي فاي ، رئيس جمهورية السنغال
و
فخامة السيد محمد
ولد الشيخ الغزواني ،
رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية
الإخوة الأعزاء ،
يشرف معهد الدراسات و البحوث الاستراتيجية 2IRES، أن يتقدم إليكما بخالص التهاني على النجاحات التي تحققانها في مختلف مجالات الحكم ، و لا سيما في تعزيز التعاون بين بلدينا ، لما فيه مصلحة السلام و الاستقرار في منطقتنا الفرعية في غرب إفريقيا ، بل و القارة الإفريقية بأكملها .
أسمحوا لي أن أقدم مباشرة موضوع هذه الرسالة ، و هو اقتراح يتعلق بتخصيص جزء من الموارد المالية الجديدة لتمويل مشاريع مشتركة .
إن تمويل " طريقين يؤديان إلى " مركزين روحانيين " - بطول 50 كيلومترًا لكل منهما - سيكون هبة عظيمة لمواطني السينغال و موريتانيا على حد السواء .
فقد أصبح هذا التمويل ضرورة ، منذ أن بدأ بلدانا في استغلال الثروات الغازية المشتركة ؛ إذ يتجه عشرات الآلاف من الزوّار سنويًا ، من إفريقيا و العالم - خاصة من السينغال - إلى قرية النمجاط المباركة ، حيث يوجد ضريح الولي المربي الشيخ سعد بوه بن الشيخ محمد فاضل بن مامين ، مؤسس الطريقة القادرية الفاضلية في الجنوب الغربي لإفريقيا و موريتانيا رحمه الله . حيث يقع ضريحه على بعد أقل من 50 كيلومترًا من تكند أي من الطريق الوطني المعبد الذي يربط موريتانيا بالسينغال عبر ROSSO
كما يتوجه آلاف آخرون عبر نفس الطريق- من موريتانيا و إفريقيا ، خاصة من السينغال- إلى قرية انْـڤني حيث يوجد قبر العالم الجليل المربي الشيخ محمد الحافظ الطلبة رحمه الله مؤسس الطريقة التجانية في موريتانيا والتي تبعد (من شرقي بتلميت) نحو 60 كيلومترًا عن الطريق المعبّد الذي يربط موريتانيا بجارتها الشرقية مالي .
يعيش هؤلاء الزوار لحظات من الصفاء الروحي و السعادة ، عند وصولهم إلى النمجاط أو انْـڤني . لكن بمجرد انتهاء وقت الزيارة ، تساورهم مشاعر القلق من رحلة العودة، بسبب وعورة الطريق . فالعودة عبر هذه المسالك غير المعبدة - المملوءة بالحفر و المطبات - فتتحول العودة إلى " رحلة معاناة " ؛ حيث تنهك أجسادهم ، ويعانون من التشنجات العضلية والتعب و الإحباط ، نتيجة الاهتزازات المستمرة ، التي تجعل هذه الطرق غير سالكة حتى لمحترفي سباقات الرالي ! .
الإخوة الأعزاء،
إن تخصيص جزء من مواردنا الغازية المشتركة ، لتمويل مشاريع تخدم بلدينا هو خيار منطقي و طبيعي . علينا أن نفكر في الأمر بجدية ، كبديل عن الاعتماد المفرط على التمويلات الأجنبية التي تكون في كثير من الأحيان مكلفة ، بل و قد تمس بسيادتنا الوطنية .
الإخوة الأعزاء،
إذا و هبنا الله موارد جديدة ، فمن واجبنا أن نكرّس جزءًا منها لتخفيف معاناة زوار حضراتنا المقدسة ، لأداء زيارتهم الروحية ، لمن تعذر عليه القيام بذلك من قبل .
اكيد سيجازينا الله سبحانه و تعالى على ذلك ، بالمزيد من الخير و الثروات .
أصحاب الفخامة ،
لنعد إلى أرض الواقع ( التي نأمل أن تُعبَّد قريبًا) ، لاستعراض بعض فوائد هذا المشروع و منها :
● خلق فرص عمل ، و توفير مصادر دخل للمقاولات و العمال الموريتانيين و السينغاليين .
● تعزيز التعاون بين البلدين ، و تقوية العلاقات التاريخية بينهما ، و ذلك عبر مشاريع ذات بعد ثقافي و ديني واقتصادي .
● فك العزلة عن المناطق الرعوية ، و المساهمة في تنمية الثروة الحيوانية لصالح السكان في كلا البلدين .
● تسهيل نقل المنتجات الزراعية من " المشروع الزراعي الضخم " ، الذي تنفذه عائلة أهل الشيخ آياه ولد الشيخ سعدبوه .
وأخيرًا ، أنا على يقين تام بأن هناك رجالًا و نساءً من أهل الخير ، خاصة من أتباع الطريقتين القادرية و التجانية في موريتانيا و السينغال و المغرب والجزائر و غرب إفريقيا (بما في ذلك نيجيريا ) ، سيكونون على استعداد تام للمساهمة في هذا المشروع التاريخي المبارك ، إذا تم إنشاء " صندوق خاص" من قبل دولتيكما ، لجمع التبرعات لصالحه .
وتفضلوا ، أصحاب الفخامة ، بقبول فائق التقدير و الاحترام .
محمد ولد محمد الحسن
رئيس معهد مددراس 2IRES
23 مارس 2025