الاثنين
2025/11/17
آخر تحديث
الاثنين 17 نوفمبر 2025

معهد مدد راس: الجهوية والتشهير المنهجي تهديد للدولة لا للنظام فقط

منذ 49 دقيقة
معهد مدد راس: الجهوية والتشهير المنهجي تهديد للدولة لا (…)
طباعة

الجهوية والتشهير المنهجي تهديد للدولة لا للنظام فقط

يعتبر العداء والوصم الموجه إلى أي جهة من جهات الوطن ، يشكل أخطر صور الجهوية .
كم ا أن الانتقاص المنهجي والمستمر من رئيس. الجمهورية ، ليس عملا وطنيا ولا ديمقراطيا ، بل هو شكل من أشكال الانحطاط السياسي .

إن حملة تسليط الضوء على " الحضور المفرط " لأبناء ولاية العصابة داخل الحكومة ، وربط ذلك بانتماء الرئيس الغزواني إلى هذه الولاية ، تندرج ضمن حملة دائمة ومستمرة . وقد عرفت هذه الحملة نشاطا متجددا عقب خطاب الرئيس ضد الجهوية والقبلية ، وكأن الهدف هو كسر ذلك الزخم أو "خلط الأوراق ".

لذا يجب توضيح بعض النقاط ، من باب الأمانة التاريخية والواجب :

1. الرئيس الغزواني من بومديد ، منطقة كانت تابعة - إداريا - لولاية تكانت ، ثم لولاية العصابة ؛ وقد يتغير ذلك مستقبلا . فليس في هذا العالم ما هو ثابت أو أبدي . والتاريخ يترك دائما أثره ، ونتائجه .

2 . بومديد ليست العصابة ! فمكان الميلاد والإقامة لهما مكانة أكبر - عند الموريتانيين - من أي تقسيم إداري حديث . ولا أدري كم عدد الوزراء أو كبار موظفي الدولة ، الذين ينحدرون من بومديد ، أو من قبيلة الرئيس ! .

3 . إن جد الرئيس الغزواني ( الرجل المعروف والذي يحمل اسمه) يرقد في مثواه الأخير ، إلى جوار أسلافنا في طرف ادرك بتجكجة ، رحمهم الله جميعا . وأن منزل أسرته - المشيد قبل الاستقلال - يقع في وسط مدينة تجكجة، ومع ذلك ، ولأول مرة منذ الاستقلال ، لا يضم التشكيل الحكومي الحالي أي وزير من مواليد تجكجة ؛ بينما بلغ عددهم في حكومة سيدي ولد الشيخ عبد الله ، ستة وزراء ، ينتمون إلى أحزاب مختلفة . وكان ذلك من باب السياسة والديمقراطية الانتخابية ، لا من باب الجهوية أو القبلية .

4 . روحيا واقتصاديا ، أعتقد أن أسرة الغزواني حققت نجاحات ، ولها ممتلكات في أوجفت (ربما أكثر من العصابة )، ولست هنا بصدد إحصاء الوزراء ، ولا التحقق من هويتهم . لكني لا أعلم إن كان في الحكومة الحالية أي وزير من مواليد أوجفت .
إذن تبقى تهمة "القبلية" غير دقيقة تماما ، اعتبارا لما سبق ؛ وهو ما لا يستطيع أحد إنكاره . فالرئيس ينحدر من مناطق متعددة من الوطن !

صحيح أن أغلبية أبناء العصابة تبدو واضحة عند النظر ـ تعسفا وفي غير محلها ـ إلى تشكيلة الحكومة . لكن ، الحكومة ليست البرلمان . والحذر كل الحذر من الجهل السياسي والديمقراطي .

وكان المدير العام والأمير خطري ولد أجه ، (وهو شخصية شجاعة وذات حضور قوي من هذه المنطقة ، ومن أبرز. داعمي الرئيس الغزواني) ، قد أشار إلى هذا الأمر علنا قبلي .
أما أنا فقد عزوت هذه الوضعية - منذ أول حملة أثيرت ضد تشكيلة الحكومة الأولى في الولاية الثانية - إلى ضغوط وعوامل تتعلق بالمراوغة السياسية ، إن لم اقل " الانتهازية الأنانية . وكنت أظن أن الرئيس - بعد الرضوخ لبعض الضغوط - سيصحح الوضع ، تفاديا لتغذية هذا النوع من الحملات الطفيلية . ولا أزال آمل ذلك ، خصوصا بعد زيارة الحوض ، وما خلفته من ديناميكيات وتطلعات .

ختاما ، يجب أن يدرك الموريتانيون - نخبا وشعوبا ومواطنين تقليديين وحديثين - أن العداء والوصم الجهوي والتشهير المنهجي برئيس الجمهورية ، خاصة عشية عيد الاستقلال ، يشكلان أسوأ مظاهر الجهوية المناهضة للوطن.

قد يكون التمييز الجهوي مضرا ، لكن العداء الجهوي يبقى أخطر وأشد فتكا .

محمد ولد محمد الحسن
الرئيس/ المؤسس
لمعهد مدد راس 2ires
في 17 نوفمبر 2025